تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 Sep 2009, 09:57 ص]ـ

الحلقة 22

د. الخضيري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه هذا هو المجلس الحادي والعشرون من مجالس برنامجكم "لنحيا بالقرآن". هذا المجلس مخصص لسورة الماعون، هذه السورة التي تتكون من آيات معدودة يقول الله تعالى فيها (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ?1? فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ?2? وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ?3? فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ?4? الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ ?5? الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ?6? وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ?7?) هذه السورة هي سورة تتحدث عن المكذبين بيوم الدين وعن أخلاقهم السيئة تنفر من تلك الأخلاق وتبين أثر التكذيب بالدين على أخلاق الإنسان. إن الإنسان إذا كذب بالدين ظهر أثر ذلك على حياته فتجده لا يبالي بحقوق الخلق لا يبالي بالضعفاء ولا يرحم المساكين ولا يقوم بالواجبات ولا يقري الضيف ولا يكرم الجار ولا يحسن إلى الناس ولا يحترم الأنظمة لأنه لا يؤمن باليوم الآخر ويظن أن الحياة هي هذه الحياة وكفى ولذلك هذه السورة جاءت لتبين لنا كيف أن التكذيب بالدين يؤثر بالإنسان وعلى طريقة تعامله مع الحياة والأحياء وطريقة تعامله مع أوامر الله عز وجل ونواهيه فهي تطغى عليه تهيمن عليه وعلى تصرفاته. هذا ملاحظ جداً وسيبين الدكتور محمد كيف هذا الأثر يظهر على الإنسان عندما مكذباً بيوم الدين.

د. الربيعة: هذه السورة تتحدث عن المكذبين بالدين وصفاتهم وبيان أثر هذا التكذيب في سوء الأخلاق وسوء التعامل وانعدام نفع الناس أن يكون الإنسان المكذب همه نفسه مصلحته لأنه لا يؤمن بالجزاء ولا يؤمن بالآخرة. فما الذي يدعوه إلى الإحسان وما الذي يدعوه إلى البذل والعطاء إلا رياء وسمعة أو مصلحة شخصية فإذا انعدم الإيمان باليوم الآخر انعدم نفع الإنسان للناس وبذله وعطاؤه. وتأمل كيف سميت هذه السورة بسورة الماعون. هناك علاقة بين هذا الإسم فإن هذا الماعون إناء الطعام يشير إلى أن المكذبين بالدين يبخلون بالنفع والعطاء حتى بالماعون لأن العرب من عادتهم في قلة آنيتهم وقلة ما عندهم كان يستعير بعضهم من بعض فإشارة إلى أنهم يمنعون الماعون فضلاً عن أنهم يعطون الطعام بالماعون ويمنحونه.

د. الخضيري: قد نجد أناساً ينضبطون بالأخلاق وينفعون الناس وهم لا يؤمنون باليوم الآخر ولكن كل ذلك لمصالح حاضرة وعاجلة. مثل الآن ما نراه من الغربيين تجدهم منضبطين في حياتهم منضبطين بالأنظمة واللوائح والقواني التي تسنها الدول ما الذي يحدوهم إلى ذلك؟ الخوف من الجزاء والعقوبة الدنيوية وليس العقوبة الأخروية ولذلك إذا أمنوا هذه العقوبة نجدهم أول من يلقي بهذه القوانين والأنظمة عرض الحائط ولا يبالي بها. ولذلك تجد في بلادهم أحياماً كتب تصدر تقول لك كيف تستطيع الوصول إلى الشياء الفلانية من دون أن يكون هناك مدخل عليك من جهة الأنظمة، ليس هناك خوف من الآخرة، ليس هناك خوف من الجزاء والحساب. أبيّن هذا في مشهد يتكرر كثيراً، تجد مثلاً هؤلاء أمناء عندما تتعامل معهم معاملة مالية تجد أن هناك قدر واضح من الأمانة قد لا تجد عند بعض المسلمين للأسف الذين هم مسلمون بالإسم ولكنهم لا يمتثلون إسلامهم على الحقيقة. هذه الأمانة هل هي صادرة من الإيمان باليوم الآخر؟ لا وكلا، هي من رجائه لأن تتم المعاملة بينك وبينه حتى يضمنك كزبون لمصلحة يريد تحقيقها. الدليل على ذلك أُنظر إليه في تعامله مع والديه عندما يبلغ الثامنة عشرة يغادر بيت والديه ويذهب يضرب في الحياة، لا يكاد يعرف والديه إلا في السنة مرة في عيد الميلاد أو رأس السنة يرسل بطاقة أو رسالة قصيرة أو يتصل بالهاتف ويسلم على والده ووالدته. عندما نذكر قيمة الوفاء هم أوفياء لكن ليس لأجل الآخرة وإنما لمصالح دنيوية آنية متى علموا أنها لا تفيدهم ضربوا بها عرض الحائط. ولذلك من أحق الناس بالوفاء؟ أليس والديك؟ اللذان قاما عليك وأديا حقوقك وأطعماك واجتهدا في تربيتك ثم بعدما بدأ نفعك ذهبت وتركتهما وتبخل عليهما بنصف دولار ترسله إليهم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير