تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الربيعة: وللسورة سبب نزول نذكره على وجه سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه السورة ذكر المفسرون أن أم جميل امرأة أبي لهب جاءت ومعها حجر تريد أن ترمي به النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت تقول أين الذي يسبني؟ فجاءت والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر عند الكعبة فقال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم هاهي أم جميل قد أقبلت، فلما جاءت لم تر النبي صلى الله عليه وسلم حجبها جبريل عنه فقالت أين صاحبك؟ لو رأيته لرميته بهذا الحجر. هذا يدلنا على أن المرأة لها شأنها ولذلك نقول هي رمز النساء اللآئي يتولين الإفساد في الأرض.

د. الخضيري: وما أكثرهن في هذا الزمان. وبالمناسبة أشرت إلى شيء مهم أن الإنسان قد لا يكون رأساً في الفساد لكنه يطبِّل للفساد فلا تظن أنك بمنأى عن عقوبة الله عز وجل، والله أنا دعيت إلى قناة فضائية إلى أن أصور أو أؤجر للبنك الربوي هذا أنا ما لي شأن في هذه الأمور أنا ما فعلت شيئاً من الإثم، إذن من الذي هيّأ لهم هذا البلاء؟ من الذي قدّم لهم هذا العمل على طبق من ذهب؟ من الذي ساعدهم في تحقيق ممكنهم ومحاربتهم لله؟ ّ هو أنت وتعلم أن هذا محرّم وهذا لا يجوز فلا يحل لك أن تتصرف هذا التصرف ووزرك على قدر عملك وكلهم مشتركون في الوزر.

د. الربيعة: في السورة قال (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5)) الجيد هو الرقبة، فالرقبة تسمى جيداً إذا كان عليها حليّ تسمى جيداً فهذا الجيد الذي كان عليه الجمال والبهاء سيكون عليه حبلاً من مسد. ما هو المسد؟

د. الخضيري: هو الحبل من الليف المتين ستجر به يوم القيامة. نختم بمسالة مهمة جداً وهي أن أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم ينفعه قربه لما كفر برسول الله وهذا يقرره النبي صلى الله عليه وسلم لنا كلمة جميلة عظيمة أحب أن اذكر بها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من بطّأ به عمله لم يُسرع به نسبه" لا تقل أبي عالم، أبي تخرج من الجامعة الفلانية، أبي مفتي، أبي من الصالحين، بنى المساجد، أنفق النفقات، أنت ماذا فعلت؟ أنت ماذا قدمت؟ أنت ماذا صنعت لنفسك من الصالحات؟ لا تقل قد عمل آبائي وأنا سلسلة من الصالحين لكن ماذا عملت أنت؟ من بطّأ به عمله لن يسرع به نسبه. نسبك لن يقرّبك إلى الله إنما الذي يقربك غلى الله عز وجل هو عملك فلننتبه لهذا ولنحذر من الفخر بأنسابنا وأحسابنا وندع العمل الذي هو حسبنا ونسبنا يوم نلقى ربنا سبحانه وتعالى.

د. الربيعة: ما أعظم هذه السورة في ختام حديثنا عنها حينما تعطينا معنى عظيماً في الذين يصدون عن دين الله ويتولون كبر هذا الصدّ نحذر أن نكون منهم أو أن نكون من أتباعهم أو الناعقين باسمائهم وبدعواتهم وما أكثرهم اليوم! دعوات الباطل، تحرير المرأة، دعوات التغرير، دعوات التبعية للأعداء والغرب، دعوات التخلي عن دين الله، إنها دعوات كثيرة ينبغي أن نتفظن لها ونعرف أصحابها فنحذرهم ونحذر دعواتهم. نختم حديثنا نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الذي يدعون إلى الخير ويحفظنا من الذين يصدون عن الحق ونسأله سبحانه وتعالى أن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ولنا لقاء بإذن الله عز وجل في جلسات قادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[18 Sep 2009, 11:20 ص]ـ

الحلقة 27

(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ?1? اللَّهُ الصَّمَدُ ?2?لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ?3? وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ?4? الإخلاص)

د. الربيعة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله وأصلي وأسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. حياكم الله في برنامجكم المبارك الذي نلتقي فيه في ظلال كتاب الله عز وجل نحيا به من خلال تأمل وتدبر لآيات كتاب الله سبحانه وتعالى. معنا هذا اليوم سورة عظيمة سورة قدرها وفضلها في كتاب الله عظيم فهي سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن. هذه السورة العظيمة حينما نتأملها حق التأمل نجدها في مقصدها الأعظم إنها تحقق للقارئ وللمتدبر الإخلاص والتوحيد لله عز وجل فمن أراد الإخلاص وتحقيقه، الإخلاص الاعتقادي العلمي فعليه بهذه السورة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير