ورأَيْتُ للشِّعراءِ حَولي مَرْبِداً ... تَخِذوا دَليلَ منارةً ودَليلا
للهِ دَرُّهم ودَرُّ (قَناتِهِمْ) ... أَلِفُوا الجميلَ وأَشعَلُوا القِندِيلا
وتَسابَقوا في المَكرُماتِ وأَرسلُوا ... للباحثينَ عَن الجَمالِ رَسُولا
يَدْعُونَ للآدابِ كُلَّ مُهذَّبٍ ... جِيلاً يُسابقُ في المكارمِ جِيلاً
الجاعلينَ الشِّعرَ أَعْذَبَ مَورِدٍ ... واللابسينَ مِن الهُدى إِكليلا
والحاملينَ مِن التفردِ رايةً ... لا تَقبلُ التنكيسَ والتَّحويلا
انتقل إلى الغرض الثاني وحقق المقاصد القديمة، انتقل إلى غرضه الرئيسي، يقول:
إِنِّي أَقولُ - ولِلمَصارعِ خِفَّةٌ ... تَدَعُ الحليمَ مِن الرِّجالِ جَهُولا:
لا تأمنوا شيطانَ شِعري إِنَّهُ ... لا يعرفُ التحريمَ والتحليلا
وظف الاقتباس في غاية الروعة .. وفعلاً الشيطان لا يعرف التحليل والتحريم ..
خَبَرَ الرِّهانَ فما يُغادرُ ساحةً ... إِلا ويتركُ قِرْنَه مَغلولا
رَحْبُ الخُطى فإِذا خَطا نُظراؤُه ... شِبْراً تقدَّم في المصارعِ مِيْلا
وإذا ترنَّمَ بالقَصيدِ فإِنَّما ... يَبني بهنَّ مَشاعِراً وعُقُولا
وقد فعلت يا مغامر ..
وإذا تَصَدَّى للقوافي خِلتَها ... ثَمَرَ الجِنانِ مُذلَّلاً تَذليلا
ثم ختم بالبيت العظيم ..
طُوِيَ البِساطُ عن (الصَّهيلِ) وشِعرهِ ... لَمَّا أَتيتُ. فأَوقفوا التَّسجيلا
فأقول: لله درك يا مغامر، واعذرنا ...
الضيف: الأخ رماح القوافي المرشح الثالث أظن أليست كذلك؟ رماح القوافي له نص جميل، كتب نصاً جميلاً أشكره .. يقول الأخ رما ح القوافي:
أ ُسْدُ الوَغَى أنتمْ، تَخُط ُّ نِصَالُكم ْ ... سِفرَ البُطولاتِ المضيء سبيلا
هاماتكمْ شمختْ فعانقت ِ السَّما ... وقَريضُكمْ يَروي المَدَى مَعْسولا
آت ٍ لكمْ والرّيحُ خَلْفي أبطأت ْ ... والرَّعدُ سَيفي، مَنْ يكونُ قَبيلا؟!
أعجاز نَخل ٍ قد غَدَتْ أقلامُكم ْ ... وزئيرُكمْ أمْسَى يَرق ُّ هَديلا
نَضَجَت ْ رؤوسُكمُ وحانَ قطافها ... ومُهنَّدي مُتشوِّق ٌ تعجيلا
الحقيقة لفت نظري في كل الذين كتبوا القصائد كلهم يستعدون لبعض، ويتوعدون بعض إلا هذا المغامر، المغامر قال أبيات الحقيقة، غير هذا .. قال:
نَضَجَت ْ رؤوسُكمُ وحانَ قطافها ... ومُهنَّدي مُتشوِّق ٌ تعجيلا
فتوسَّدوا مِزَقَ المُنى ....... ...
أعجبني هذا التصوير .. يعني كأن أمانيهم تمزقت، يقول يعني جمعوها وتوسدوها ..
فتوسَّدوا مِزَقَ المُنى وتَشهَّدوا ... تأبَى الحياة ُعن القصاص بَديلا
أسْبِي قصائدَكمْ جَواريَ تنثني ... رَقْصَا ً لقافيتي ترومُ قبولا
أيديْكمُ غُلّتْ إلى أعناقكم ْ ... ويَدِي النَّديّة ُ في الفصاحة طُولَى
صَفّدت ُ شيطوناً أضلَّ وَليَّه ُ ... فَلنَرجُمَنَّهُ بُكرة ً وأصيلا
كأن البيت هذا مكسور .. !! يبغى له سمكره ..
وفتحت ُ أبوابَ البيان معلِّماً ... وبها تَرامَى التائقون دُخولا
صورتها واضحة يقول إني أنا تصديت للتعليق وتزاحم الناس على قصدي لكن يعني تحتاج إلى إعادة صياغة ..
وفتحت ُ أبوابَ البيان معلِّماً ... وبها تَرامَى التائقون دُخولا
إنّي بناصية ِ الصهيل ِ لآخذ ٌ ... فَمِنَ الفحولة أنْ تَجرّ فُحولا
أعجبني هذا البيت ..
فاخفضْ جناحك يا صهيلُ ونُح ْعلى ... أطلال ِ (ليلى) حامِلاً مِنديلا
المقدم: أريد أن أثبت للمشاهد أنه فعلاً حلقة المصارع في هذه الجولة الساخنة، اخترت فقط بعض الأبيات للشعراء الذين شاركوا إكراماً لهم، وإثباتاً للمشاهد أنه فعلاً الجولة .. وإليهم ينظرون إلى المصارع اللي يستمتعون بالقصائد كاملة، هذا المتنبي مثلاً قال:
قف يا صهيلُ عن القصيدِ قليلا ... و اترك فديتك عبرةً وعويلا
إني انتضيتُ حسام شعري صارماً ... يَدَعُو العزيز لدى النزال ذليلاً
وليد وما أدراك ما وليد يقول: ..
كم خاض بحر الشعر غرٌ جاهلٌ ... فتراه فوق ضفافه مقتولا
يا من تحجّر عقله وخياله ... هلا خرجت من العصور الأولى
يكلم صهيل ..
رفيق القلم يقول:
ودَّعتُ ألحاني وصرتُ عليلا ... زادتْ همومي فانثنيتُ نحيلا
بانَ الحبيبُ عن الحياة بمهجتي ... والصبرُ أصبح واجِفاً وبخيلا
سيف القوافي ماذا يقول:
صالَ الصهيلُ مُعَربداً تقتيلا ... واختالَ زهواً بالقريض ِ عَجولا
يا تَعسه ُ لم يَدر ِ أنَّ حَصادَه ُ ... ما كانَ إلا صِبية ً وكُهولا
¥