أسير وحيداً في الطريق مؤملاً ... كأن الأماني حاصرتني فلا أرى
أسير ولا ألقى دليلاً يدلّني ... ولكنني مستمسكٌ أوثق العرى
دليلي فؤادٌ لا يضلُّ طريقه ... وعزمٌ إذا ما أجدب المجد شمّرا
تشيّعني تلك الجمادات خشّعاً ... ولو يستطيع البعض منها لكبّرا
باقي لي نص أختم به .. نهاوند أيضاً من المشاركين يقول:
يا موطن الحلم الجميل ... إلى متى والجرح غائر
شدت رحال العائدين ... ولم أزل وحدي مهاجر
ثقلت على نفسي الطريق ... ونالني ظمأ الهوا جر
أتراني بعد مسيرة الدرب الطويل ... إليك صائر .. ؟
المقدم: شكراً لأهل عدسة القريض هذا الإبداع وهذه المشاركات الفاعلة ...
" عدسة القريض "
المقدم: دكتور عبدالرحمن سنعود إلى فقرة أبيات أعجبتني، ودعني يعني أضايقك اليوم شوية، بشر ابن عوانة ذكرت لي قصيدة له من عيون القصائد الحقيقة ودي لو قدمتها لنا في هذا الاختيار ..
الضيف: بشر بن عوانة العبدي؟ أبشر .. لكن قبل أن أذكره ذكرني بها ألمعيّ قام ينشد ألمعيّ، ذكرني بأخي وصديقي الدكتور عبدالرحمن الجرعي الألمعيّ، أديب متميز، استفدت منه كثيراً، وأنا أحييه إذا كان يشاهد هذه الحلقة، ومثله شيخنا الدكتور يحيى السعدي وهو يعرفه.
أما بشر بن عوانة العبدي فهو صاحب .. طبعاً هو صاحب شخصية وهمية، هو مصورها بديع الزمان الهمزاني، القصيدة لبديع الزمان الهمزاني بس يعني يقول بشر بن عوانة العبدي يقول في قصيدة يصف فيه الأسد:
أنا أحيل المشاهدين إليها في المقام البشرية في مقام بديع الزمان الهمزاني:
أَفاطِمَ لو شَهِدْتِ ببَطْنِ خَبْتٍ ... وقد لاقَى الهِزَبْرُ أَخاكِ بِشْرا
إِذَنْ لَرَأَيْتِ لَيْثاً زار ليثاً ... هِزَبْراً أَغْلَباً لاقى هِزَبْرا
تَبَهْنَسَ إِذْ تَقاعَسَ عنه مُهْرِي ... مُحاذَرَةً فقلْت: عُقِرْتَ مُهْر
أَنِلْ قَدَمَيَّ ظَهْرَ الأَرْضِ إِنِّي ... رأيت الأَرْضَ أَثْبَتَ منكَ ظَهْرا
وقلتُ لهُ وقَدْ أَبْدى نِصالاً ... مُحَدَّدَةً ووَجْهاً مُكْفَهِرا
يدل بمخلب وبحد ناب ... وباللحظات تحسبهن جمرا
يُكَفْكِفُ غِيلَةً إِحْدَى يَدَيْهِ ... ويَبْسُطُ للوُثُوب عَلَيَّ أُخْرَى
نصَحْتكَ فالْتَمِسْ يا لَيْث غَيْرِي ... طَعاماً، إِنَّ لَحْمِي كانَ مرَّا
وأَنتَ تَرُومُ للأَشْبالِ قوتاً ... وأطلب لِابنْة الأعمام مَهْرا
ففيم تَسومُ مِثْلِي أَنْ يُوَلى ... وَيَسلم في يَدَيكَ النَّفْسَ قَسْرا
وفِي يمْنايَ ماضِي الحَدِّ أَبْقَى ... بمَضَرِبِهِ قِراعُ الموتِ أُثْرا
أَلَمْ يَبْلغْكَ ما فَعَلَتْ ظباهُ ... بكاظِمَةٍ غداةَ لَقِيت عَمْرا
فلَمَّا ظَنَّ أَنَّ الغِشَّ نُصْحِي ... وصاولني كأَنِّي قلْت هُجْرا
مَشَى ومَشَيْت مِن أَسدَيْنِ راما ... مَراماً كانَ إِذْ طَلَباهُ وَعْرا
سللت له الحُسامَ فخِلْتُ أَنِّي ... سللت به لَدَى الظَّلْماءِ فَجْرا
وجُدْتُ له بجائِشَةٍ أرته ... بأَنْ كَذَبَتْهُ ما مَنَّتْهُ غَدْرا
وأَطْلَقْتُ المُهَنَّدَ مِن يَمِينِي ... فقَدَّ له مِن الأَضْلاعِ عشْرا
فخَرَّ مُجدلاً بِدَمٍ كأَنِّي ... هَدَمْت به بناءً مُشْمَخِرَّا
وقلتُ له: يَعِزُّ عَلَيَّ أَنِّي ... قَتلتُ مُناسِبِي جَلَداً وفخرا
ولكنْ رُمْتَ شَيْئاً لَمْ يَرُمْهُ ... سِواكَ، فَلَمْ أَطِقْ يا لَيْثُ صَبْرا
فلا تَحزن فَقَدْ لاقَيْتَ حُرّاً ... يُحاذِرُ أَنْ يُعابَ فمُتَّ حُرّا
المقدم: ذكرتني يا دكتور عبدالرحمن بالمهر، أحد فرسان العرب، أتى يخطب بنت عمه، وقدم لها مائة ناقة، براعيها مهرا، فقال له عمه: إنك كفؤٌ لها، ولكن مهرها هو جوادك، فأحجم الرجل عن الجواب، فغمزته ابنة عمه، تريد الموافقة، قال:
وقعقعه اللجام برأس مهري ... أحب إلي مما تغمزيني
وما هان الجواد علي حتى ... أجود به ورمحي في يميني
أخاف إذا وقعنا في مضيق ... وجد السير أن لا تحمليني
دعيني واذهبي يا بنت عمي ... أفي غمز الجفون ترواديني
وأخشى إن وقعت على فراش ... وطالت علتي لا ترحميني
فقال عمه: إنك كفؤٌ لها فزوجه إياه ..
الضيف: هذا ذكرتني بقول المثقب العبدي:
أفاطم قبل بينك متعيني وما منعك ما سألت
أفاطم قبل بينك متعيني ... ومنعك ما سألت كأن تبيني
فلا تعدي مواعد كاذبات ... تمر بها رياح الصيف دوني
فإنك لو تخالفني شمالي ... خلافك ما وصلت بها يميني
¥