الرحمن آل سعود رحمه الله رحمة واسعة, فبدأ في طباعته عام ألف وثلاثمئة وثلاث وأربعين (1343 هـ) , وانتهى من طباعته عام ألف وثلاثمئة وسبع وأربعين هجرية (1347 هـ) , هذه الطبعة التي طبعتها دار المنار بإشراف الشيخ رشيد رضا رحمه الله تعالى, وطبع معه تفسير الإمام البغوي.
ثم أخذت دور النشر تنقل هذه الطبعة التي طبعها رشيد رضا بأخطائها وما فيها من النواقص حتى العصر الحديث, ثم طُبع طبعات أخرى, فحققه الشيخ سامي السلامة, وطبعته مكتبة طيبة, وهي طبعة جيدة, طُبع الطبعة الأولى, ثم الطبعة الثانية, وهي طبعة جيدة وقيمة وجديرة بالاقتناء, ثم طُبع طبعة مؤخرا في مكتبة أولاد الشيخ بمصر, واشترك في تحقيقه عدد من الباحثين, خمسة من الباحثين, وهم: مصطفى السيد محمد, ومحمد السيد رشاد, ومحمد فضل العجماوي, وعلي أحمد عبد الباقي, وحسن عباس قطب. هؤلاء اشتركوا في تحقيق تفسير ابن كثير تحقيقا خرج في خمسة عشر مجلدا. وطبعته أيضا دار عالم الكتب بالرياض طبعة هي نفس طبعة دار أولاد الشيخ, وهذه الطبعة هي في نظري أكمل طبعات تفسير ابن كثير الموجودة الآن.
فلو أراد طالب علم أن يشتري تفسير ابن كثير طبعة محققة مخرجة الأحاديث والآثار مطبوعة طباعة جيدة وأنيقة فعليه بالطبعة التي خرجت عن مكتبة أولاد الشيخ أو دار عالم الكتب بالرياض, وهي نفس الطبعة, فهي طبعة جيدة وتكفي _بإذن الله_ طالب العلم.
وقد يسأل سائل ويقول: هناك طبعات كثيرة لتفسير ابن كثير, فعلا, هناك طبعات كثيرة لتفسير ابن كثير, بل إنه من أكثر التفاسير التي طُبعت في العصر الحديث, وساعدت المطابع على انتشاره, لأنه مقرر في الجامعات وأيضا يُقرأ ويُدرس في المساجد, ورزقه الله _سبحانه وتعالى_ القبول, فطبعته المكتبات التجارية طبعات كثيرة, إلا أن هذه الطبعة التي ذكرتها لكم وهي طبعة أولاد الشيخ وطبعة عالم الكتب هي أكمل الطبعات الموجودة بين أيدينا الآن, وعلى كل حال فلو اقتنى طالب العلم هذه الطبعة أو طبعة الشيخ سامي السلامة فكلها _بإذن الله_ طبعات قيمة, والأخطاء لا يكاد يسلم منها كتاب من الكتب التي يقوم عليها البشر, سواء كان المؤلف أو المحقق أو الطابع أو غير ذلك. هذا ما يتعلق _أيها_ الإخوة بطبعات تفسير ابن كثير والقيمة العلمية لتفسير ابن كثير.
مختصرات تفسير ابن كثير _كما تقدم معنا_ كثيرة, بعد عهده بقليل وفي زماننا المتأخر هذا, إلا أن من أشهر المختصرات التي أريد أن أشير إليها في زماننا هذا: ما قام به الشيخ أحمد شاكر _رحمه الله رحمة واسعة_ فأحمد شاكر رحمه الله عندما نظر في الطبعة الأولى التي طُبعت في بولاق عام ألف وثلاثمئة هجرية (1300 هـ) , فقال _رحمه الله_ عام ألف وثلاثمئة _تقريبا_ وخمسين (1350 هـ) أو بعدها بقليل , أظن عام ألف وثلاثمئة وسبعين (1370 هـ) أو نحو ذلك , قال: هذه الطبعة إنني أنظر فيها منذ خمس وأربعين سنة (45 سنة) , وهذا التفسير هو من أنفس كتب التفاسير, وأثنى عليه ثناء عطرا, وهو يستحق هذا الثناء, إلا أنه يحول بينه وبين القاريء العادي أن يستفيد منه: رداءة الطباعة من جهة, ثم كثرة الأسانيد التي يوردها ابن كثير, وكثرة الآثار, وكثرة الأحاديث التي يوردها, وتأمل في تفسيره في أول سورة الإسراء عندما تحدث عن الإسراء, فأورد الأحاديث التي وردت في حادثة الإسراء, فأورد ما يزيد عن خمسين أثر وحديث في هذه الآية, فقال أحمد شاكر رحمه الله: يحتاج هذا التفسير مني إلى جهدين:
الجهد الأول: أن أختصره وأهذبه تهذيبا حتى يستطيع أن يقرأه الإنسان المتوسط
والجهد الثاني: أن أقوم بتحقيقه تحقيقا علميا على نسخ خطية, وأخرج الأحاديث والآثار التي فيه
قال: وأبدأ بالأقرب من هذين الأمرين, وهو اختصاره وتهذيبه, فبدأ في اختصاره, والمختصر سماه (عمدة التفسير من تفسير ابن كثير) , وبدأ به, فكان يأخذ الطبعة المطبوعة ويشطب على ما يرى أنه يستحق أن يحذف, ويضيف بعض ما يرى أنه يُضاف, فوصل فيه إلى آخر سورة الأنفال, وطُبعت هذه الطبعة قديما في ثلاث مجلدات هي في خمسة أجزاء, وصل فيها إلى أوائل سورة الأنفال, ثم طُبع مؤخرا في دار طيبة, وقالوا: أننا حصلنا على النسخة التي كان يملكها الشيخ أحمد شاكر رحمه الله, وكان في اختصاره قرأ كتاب تفسير ابن كثير, وعلَّم _وضع علامات_ على الأجزاء التي تُحذف, وعلى الأشياء
¥