تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

التي تبقى, فجاء الذين طبعوا الكتاب في دار طيبة مؤخرا, فقاموا بالعمل الذي أشار إليه أحمد شاكر رحمه الله, ونسبوا هذا الكتاب كاملا إلى أحمد شاكر رحمه الله, وسموه (عمدة التفسير في اختصار تفسير ابن كثير أو في تهذيب تفسير ابن كثير) , وهذا التفسير أقول_ يعني هذا المختصر الذي اختصره أحمد شاكر_ يُعد من أفضل المختصرات.

من المختصرات أيضا: مختصر للشيخ محمد كُرَيْم راجح, وهو شيخ مقاريء دمشق, وهو اختصار جيد في مجلدين.

من أفضل المختصرات لتفسير الإمام ابن كثير كتاب (فتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير) , للشيخ القاضي محمد أحمد كنعان, وهو قاضي من قضاة لبنان المعروفين من أهل السنة, هذبه في ستة مجلدات, وطبعته مكتبة لبنان منذ فترة.

هو في ستة مجلدات, وتفسير ابن كثير في ستة مجلدات, بما يدلك على أن التهذيب عند العلماء ليس المقصود به الاختصار, بل التهذيب هو اختصار في بعض المواضع, وإضافة في بعض المواضع, ونحو ذلك.

هذا التهذيب أو (فتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير) للشيخ محمد أحمد كنعان في ستة مجلدات, هو في نظري من أفضل ما يقرأه طالب العلم الذي لا يستطيع أن يقرأ تفسير ابن كثير كاملا, لأن بعض طلبة العلم لا يصبر على طول الأسانيد أو على تكرار أقوال الصحابة, فإنه ربما ذكر أقوال عدد من الصحابة في المسألة الواحدة وهي بمعنى واحد, أو ربما يذكر آثار عن التابعين ثم يقول: وهي كلها بمعنى واحد. فالذين جاءوا واختصروه ذكروا قولا من هذه الأقوال, وذكروا أن البقية تؤيده, فاختصار الشيخ محمد أحمد كنعان من أفضل المختصرات وهو مطبوع طباعة جيدة, فالذي يقرأ فيه يرتاح ويصل إلى المقصود بأيسر سبيل, مع أن الشيخ رحمه الله قد حافظ على عبارة ابن كثير.

خرجت بعد ذلك مختصرات قريبا, فهناك (الدر النثير في اختصار تفسير ابن كثير) للدكتور محمد موسى آل نصر, أيضا طُبع حديثا هذه السنة عام ألف وأربعمئة وسبعة وعشرين (1427 هـ) , وقد ذكر منهجه في الاختصار, وأنه حرص على حذف الأسانيد, وعلى حذف الأقوال المتكررة, وعلى استبعاد الإسرائيليات, وغير ذلك.

أيضا هناك اختصار لطلبة العلم سموه (اليسير في اختصار تفسير ابن كثير) , طلبة العلم في مكة, وكان بإشراف معالي الشيخ صالح بن حميد _حفظه الله_, في مجلد.

والدر النثير أيضا للدكتور محمد موسى آل نصر في مجلد واحد.

وأيضا الذي أشرف عليه الشيخ صالح بن حميد في مجلد واحد, وهو من المختصرات الجيدة.

وكلها مختصرات جيدة, ونافعة لطالب العلم, لكني دائما أقول لطلبة العلم الذين يسألون ما هي أفضل الطبعات وما هي أجود الطبعات ويتكثر, فيشتري هذه الطبعة وهذه الطبعة وتلك الطبعة, وهذا كما ذكر ابن خلدون _رحمه الله_ وإن لم يقصد هذا بعينه: يُفسد على طالب العلم طلبه للعلم. فربما أصابه كثرة جمعه وكثرة الكتب ربما أصابته بالتوقف والإحباط, فلا يقرأ لا هذه الطبعة ولا هذه الطبعة ولا تلك الطبعة.

والأولى بطالب العلم أن يحرص على طبعة واحدة من هذه الطبعات, فيقتلها قراءة وبحثا, يقرأها مرة مرتين ثلاث أربع, وثق تماما أنك سوف تستفيد وسوف تنتفع بما فيها, وأنا أقدر حرص الذي لم يشتري كتابا من قبل أن يشتري طبعة تكون أفضل الطبعات, لكن أعتب على من يتتبع الطبعات وهو لا يقرأ فيها شيئا, ويحضرني حادثة لطيفة وإن لم تكن مناسبة الآن, لكن هي: محمد بن ياسين الرياشي _رحمه الله_ كان مولعا بجمع الكتب, ولكنه لم يكن يتمكن من الإطلاع عليها كلها, فلما رأى كثرة الكتب, ورأى ضيق الوقت, قال أبياتا هي تصلح عبرة لطالب العلم الذي يحرص كثيرا على جمع الطبعات, فقال:

أما لو أعي كل ما أسمعُ **** وأحفظُ من ذاك ما أجمعُ

ولم أستفد غيرَ ما قد جمعتُ **** لقيل: هو العالم المصقعُ

ولكنَّ نفسي إلى كل لونٍ **** من العلم تسمعه، تنزعُ

فلا أنا أحفظُ ما قد جمعتُ **** ولا أنا من جمعه أشبعُ

فمن يكُ في علمه هكذا **** يكن دهره القهقرَ يرجعُ

إذا لم تكن حافظاً واعياً **** فجمعك للكتبِ لا ينفعُ

وصدق رحمه الله, فإن جمع الكتب دون القراءة فيها وقتلها قراءة وبحثا ودرسا لا ينفع طالب العلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير