وقد أوصلها بعض من ترجم له إلى أكثر من ثمانين كتاباً كثير منها وصل إلينا و أكثرها قد فقد.
من المسائل التي أريد أن أشير إليها أيضا في هذه الحلقة مسألة الدراسات التي كتبت عن الإمام الرازي وعن تفسيره:
فمنها كتاب فخر الدين الرازي لفتحي خليف
ومنها كتاب فخر الدين الرازي تمهيد لدراسة حياته ومؤلفاته لجورج قنواتي
وهناك كتاب فخر الدين الرازي وآراءه الفلسفية والكلامية لمحمد صالح الزركان
وهناك كتاب الرازي من خلال تفسيره لعبد المجيد المجدوب تكلم فيه عن تفسير الإمام الرازي وتكلم فيه عن ترجمة الإمام الرازي.
وأوسع من كتب في تفسير الإمام الرازي وأجود من كتب في منهجه هو الدكتور محسن عبد الحميد في كتابه الرازي مفسراً وهو رسالته للدكتوراه التي ناقشها عام 1392 هجرية في القاهرة.
من المسائل التي تطرح دائما في تفسير الإمام الرازي مسألة: هل أتم الإمام الرازي تفسيره أم لا؟؟
فبعض الذين ترجموا له ذكروا أنه لم يتم تفسيره، وإنما أتمه اثنان من تلاميذه، أحمدهما يسمى القمولي والثاني يسمى الخويلي.
والإمام الرازي في تفسيره هذا يقول في مقدمة هذا التفسير أنه قد ذكر في أحد مجالسه: أن سورة الفاتحة يمكن أن يستنبط منها عشرة آلاف حكم، قال فظن من لاعلم عنده أنني بالغت في هذا الكلام فقام الإمام الرازي فبدأ بتفسير سورة الفاتحة في مجلد.
هذا المجلد الأول من تفسيره كله في تفسير سورة الفاتحة، وقد أوصل الاستنباطات وتشقيق المسائل والفصول في تفسير سورة الفاتحة وذكر فيها عدداً كبيراً جداً من الفوائد وفيها علم غزير، ثم ابتدأ بعهد ذلك في تفسير القران الكريم فبدأ بالبقرة ثم تنقل بعد ذلك ففسر مثلا سورة يوسف ثم انتقل ففسر الأنبياء ثم فسر الأحقاف وهكذا.
ومن منهج الإمام الرازي في تفسيره أنه كان في نهاية كل سورة يقول وكان الفراغ من تفسيرها في نهاية سنة 603 أو سنة 602 وهكذا ولذلك لما جاء الباحثون ليبحثوا هل فسر الإمام الرازي القران كاملا أم لا؟؟ فبعضهم وصل إلى انه فسره كاملا وبعضهم رأى انه لم يفسر القران الكريم كاملاً.
ممن ر أيته رجح أن الرازي قد فسر القران الكريم كاملا الدكتور محسن عبد الحميد وقال إنني قد قرأت الكتاب عدة مرات وتبين لي أن نفسّ الإمام الرازي ظاهر في التفسير كله من أوله إلى آخره.
ووافقه على هذا الرأي الدكتور العماري والدكتور الزركان والدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي وذكر انه قد كتب في هذا بحثا وانه تبين لهم أن الإمام الرازي قد صنف تفسيره كاملاً من أوله إلى آخره.
وربما علق بعض التلاميذ على حواشي الكتاب ونسبوا هذه التعليقات إليه فجاء بعض المترجمين وقرؤوا هذه التعليقات التي كتبها بعض تلاميذه فظنوا أنها من تكملتهم و من صنيعهم وان الإمام الرازي لم يفسر القران الكريم كاملاً لهذا السبب.
وهناك باحثون آخرون قالوا لا ... نحن قد قرأنا التفسير كاملاً وظهر لنا فرق بين بعض المواضع وبعضها الآخر ومن أشهرهم من قام بذلك الشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله رحمة واسعة المتوفى سنة 1386 هجرية في كتاب أو في بحث يقول:
طلب مني الشيخ ابن مانع التأكد من هذا الأمر فقرأت التفسير من أوله إلى آخره فتبين لي ثم ذكر أنه تبين له أن أجزاء من هذا التفسير ليست من تأليف الإمام الرازي.
لكن يقال بأن الذي صنف هذه التكملة هم تلاميذه وساروا على منهجه على افتراض انه لم يتم تفسير ه.
الإمام الرازي عندما صنف هذا التفسير فيما يبدوا لي لم يكن يقصد يكمل التفسير كاملا ولذلك بدأ بالفاتحة ثم لما أنهاها بدأ بسور أخرى وشيئا فشيئا تكامل ولذلك فليس هناك مقدمة لتفسيره وإنما هناك مقدمة لتفسير سورة الفاتحة فحسب.
ولذلك دعونا نقرأ هذه المقدمة القصيرة
يقول بعد أن حمد الله وأثنى عليه قال: اعلم أنه مرّ على لسانه في بعض الأوقات أن هذه السورة الكريمة يقصد سورة الفاتحة يمكن أن يستنبط من فوائدها ونفائسها عشرة آلاف مسألة، فاستبعد هذا بعض الحساد وقوم من أهل الجهل والغيّ والعناد، وحملوا ذلك على ماألفوه من أنفسهم من التعلقات الفارغة عن المعاني والكلمات الخالية عن تحقيق المعاقد والمباني.
¥