مامعنى الآية قال كانت السماء رتقا لاتمطر ففتقها الله بالمطر،وكانت الأرض رتقاء لاتنبت ففتقها الله بالنبات ثم قرأ قول الله تعالى: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11)
وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12)
فكأنه يقول هذه الآية تفسرها هذه الآية.
إذاً هذا اجتهاد، فإذاً نقول هذا اجتهاد الصحابة أو اجتهاد المفسر في تفسير القران بالقران يدخل تحت التفسير بالرأي.
الإمام الشنقيطي رحمه الله في كتابه أضواء البيان في إيضاح القران بالقران سلك هذا المنهج، فأعمل فكره وتدبره وعلمه القواعد التي تعلمها في بيان القران بالقران وأجاد في ذلك أيما إجادة.
والإمام الشنقيطي رحمه الله كان متضلعاً أتقن العلوم كتخصصات مستقلة فأتقن أصول الفقه كتخصص فهو أصولي متميز وله كتاب مذكرة في أصول الفقه وله شرح على مركز سعود منظومة في أصول الفقه،وأتقن اللغة العربية والنحو كتخصص فكان يحفظ ألفية بن مالك ويفسرها كأحسن مايكون التفسير،بل كانوا يقولون عنه إذا سئل الإمام محمد الأمين الشنقيطي عن مسالة في النحو فقال لا أدري فلا تسال عنها أحداً بعده.
وقد قال بعض تلاميذه:وقد تتبعت مسألة قال فيها لا أدري فبحثت وسالت واجتهدت فما وجدت لها جواباً.
فهو كان عالماً نحوياً وكان بلاغياً مجيداً لعلم البيان وكان عالماً جليلا في المنطق درسه بنفسه وأجاده وألف فيه كتب كتاب البحث والمناظرة وهو من أجود كتبه
فالإمام الشنقيطي كان فقيهاً أيضاً مالكيا لايشق له غبار وكان عالما بالأنساب وله منظومة فيها سماها خالص الجمان في انساب عدنان ثم أتلفها بعد ذلك.
فالشاهد أن الإمام العلامة الإمام محمد الشنقيطي أجاد العلوم كتخصصات ثم وظف هذه العلوم أجمل توظيف وأحسن توظيف في كتابه أضواء البيان في إيضاح القران بالقران.
كتابه أضواء البيان هذا يعتبر من الكتب التفسير المتأخرة التي تشابه تفاسير المتقدمين في جودتها، كان يستطرد رحمه الله في استطرادات اللغة واستطرادات في الفقه تخرج به عن التفسير ولذلك سعى تلميذه أو احد محبيه وهو الدكتور سيد سادات الشنقيطي فسماه ((تفسير القران من أضواء البيان)) اختصر فيه أو جمع فيه كلامه على القران وإيضاح القران بالقران واستبعد منه الاستطرادات اللغوية والفقهية وغيرها.
ودراسة هذا الكتاب تفتح لطالب العلم آفاقاً علمية رحبة ولذلك هذا الكتاب لايقرأه الا طالب العلم المتمكن من العلم ومن الأصول ومن الفقه حتى ينتفع به.
الشنقيطي رحمه الله بدأ تفسيره هذا سنة 1370 هجرية تقريباً في بداية السبعينيات الهجرية وتوفي عام 1393 هجرية وقد وصل إلى قوله تعالى في آخر سورة المجادلة ? أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)
ولم يفسر هذه الآية
ثم مات رحمه الله فجاء تلميذه عطية محمد سالم رحمه الله رحمة واسعة فأكمل تفسيره إلى نهاية القران الكريم على نفس النسق الذي سار عليه الشنقيطي رحمه الله رحمة واسعة.
كتابه أضواء البيان طبع قديما في حياة الشيخ رحمه الله رحمة واسعة عام 1386 هجرية، فطبع الجزء الأول أو المجلد الأول عام 1386 ثم تلاه الجزء الثاني والثالث أو الجزء الثاني طبع في نفس السنة عام 1386 ثم طبع الجزء الثالث عام 1383هجرية ثم طبع الرابع عام 1384هجرية ثم طبع الخامس عام 1390 هجرية ثم طبع السادس عام 1392 هجرية ثم صدر المجلد السابع بعد وفاة المؤلف رحمه الله عام 1396 هجرية ثم أكمل تفسيره عطية محمد سالم في مجلدين صدر الثامن عام 1397 والتاسع من التتمة وضع فيه الشيخ عطية سالم كتابين للشيخ الكتاب الأول: ((هو منع جواز المجاز المنزل للتعبد والإعجاز)) وهذا كتاب قيم للشيخ الشنقيطي رحمه الله يدفع فيه أن يكون في القران الكريم مجاز وهذه مسألة طال حولها النقاش.
وله أيضا رسالة أخرى سماها دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب وقد طبع بعد ذلك التفسير كاملاً في طبعات عديدة منها.
وكتابه دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب كتاب ذكر فيه بعض الآيات المشكلة وكيف يدفع والحقيقة أن هذا الكتاب فيه الكثير من الآيات لاتدخل في المشكل وان يزول إشكالها بسهولة إلا انه قد ذكرها رحمه الله رحمة واسعة.
¥