فالشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله قد وفق إلى قراءة كتب بن تيمية وابن القيم قراءة فاحصة وداوم النظر فيها، ولخص كثيراً منها تخرج على يديه تلاميذ كثيرون،منهم سليمان البسام و الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع والشيخ العلامة محمد بن صالح بن العثيمين والشيخ على محمد بن الزامل آل سليم وغيرهم والشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل متع الله به، وغيرهم من العلماء الذين تتلمذوا على يد هذا الشيخ العريق.
بعض أقوال العلماء فيه:
يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله يصفه يقول: كان رحمه الله كثير الفقه والعناية بمعرفة الراجح من المسائل الخلافية بالدليل، وكان عظيم العناية بكتب شيخ الإسلام بن تيمية وتلميذه بن القيم الجوزية وكان يرجح ما قام عليه الدليل، وكان قليل الكلام إلا فيما تترتب عليه فائدة، رحمة الله عليه هذه موضع قدوة
يقول الإمام ابن باز رحمه الله قال:
جالسته غير مرة في مكة والرياض وكان كلامه قليلاً إلا في مسائل العلم، وكان متواضعاً حسن الخلق ومن قرأ كتبه عرف فضله وعلمه وعنايته بالدليل رحمه الله رحمة واسعة.
ويقول الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله فيه: فإن من قرأ مصنفاته وتتبع مؤلفاته وخالط وسبر حاله أيام حياته عرف منه الدأب في خدمة العلم كإطلاع وتعليم، ووقف منه على حسن السيرة وسماحة الخلق واستقامة الحال وإنصاف إخوانه وطلابه من نفسه وطلب السلامة فيما يجر إلى شر أو يفضي إلى نزاع أو شقاق.
وأختم بكلام بتلميذه محمد بن العثيمين رحمه الله وغفر لهما جميعا يقول الشيخ محمد قال:
إن الرجل قل أن يوجد مثله في عصره في عبادته وعلمه وأخلاقه حيث كان يعامل كلا من الصغير والكبير بحسب مايليق بحاله ويتفقد الفقراء ويوصل إليهم مايسد حاجتهم بنفسه، وكان صبوراً على مايلم به من أذى الناس وكان يحب العذر ممن حصلت منه هفوة حيث يوجهها توجيهاً يحصل به عذره من هفا.
والعلماء الذين عاصروه كلام قيم في هذا
منهج الشيخ في الكتاب:
وقبل أن أذكر منهج الشيخ في الكتاب أريد أن أشير إلى ترجمته القيمة التي ذكرها أخونا الفاضل الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد في كتابه القيم ((تراجم من تسعة أعلام)) فقد ترجم للشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي ترجمة حافلة،وذكر فيها جوانب من حياته رحمه الله وذكر كثيراً من كلام الذين عاصروه وذكر أن الشيخ رحمه الله قد أصيب قبل وفاته بخمس سنين عام 1371 هجرية أصيب بمرض ضغط الدم وتصلب الشرايين فكان يعتريه مرة بعد أخرى إلى أن توفاه الله قبل طلوع فجر يوم الخميس 23 من عام 1376 للهجرة عن 69 سنة مريضاً رحمه الله رحمة واسعة.
وتكلم عن تلاميذه كلاماً جميلاً وتكلم عن التفسير.
وللشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله عدد من المؤلفات عدد كبير من المؤلفات
من أبرز كتبه:
تيسر الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان وهو تفسيره المشهور بتفسير السعدي.
وقد لخصه الشيخ رحمه الله في كتاب سماه خلاصة المنان في تفسير القرآن في مجلد واحد.
والذي يعجبك في الشيخ رحمه الله جلدّه وصبره على التصنيف، فقد كان له غرفة صغيرة في أعلى منزله يجلس فيها للتصنيف لاتجاوز مترين ونصف أو مترين في مترين، كان رحمه الله يعكف فيها على التصنيف والكتابة وكان ذا جلد وصبر.
تفسيره هذا تيسر الكريم ابتدأه في 29/ 3 /1343 هجرية كان عمره 37 سنة عندما بدأ في تفسيره وانتهى منه في 1/ 3/1344 هجرية أي بعد سنة وشهر استغرق هذا التفسير الكبير سنة وشهر وهذا وقت قصير.
وقد أثنى على تفسيره عدد كبير من علماء يقول الشيخ محمد بن عثيمين في بيان قيمة هذا التفسير يقول: أما بعد فإن تفسير شيخنا عبد الرحمن الناصر السعدي المسمى تيسير الكريم من أحسن التفاسير حيث كان له ميزات كثيرة منها: سهولة العبارة ووضوحها حيث يفهمها الراسخ في العلم ومن دونه وصدق رحمه الله فإن تفسير الشيخ السعدي تفسير سهل العبارة يفهمه القارئ له دون عناء ودون مشقة.
قال: ومنها تجنب الحشو والتطويل الذي لافائدة منه ومنها تجنب ذكر الخلاف إلا أنه يكون الخلاف قوياً تدعو الحاجة إلى ذكره، وهذه ميزة مهمة بالنسبة للقارئ حيث يثبت فهمه على شيء واحد ومنها السير على منهج السلف في آيات الصفات فلا تحريف ولا تأويل يخالف مراد الله بكلامه فهو عمدة في تقرير العقيدة رحمة الله عليه بأفضل عبارة وبأوجز عبارة.
¥