ومن أهم مميزات التفسير:
قال: ومنها دقة الاستنباط فيما تدل عليه الآيات من الفوائد والأحكام والحكم، وهذا يظهر جلياً في بعض الآيات كآية الوضوء في سورة المائدة حيث استنبط منها خمسين حكم وكما في قصة داوود وسليمان في سورة ص.
ومنها مميزات هذا التفسير:
أنه كتاب تفسير وتربية على الأخلاق الفاضلة كما يتبين في تفسير قوله تعالى في سورة الأعراف: خذ العرف والأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين
ومن أجل هذا يقول الشيخ ابن عثيمين ومن أجل هذا أشير على كل مريد لقتناء كتاب التفسير أو كتب التفسير ألا تخلوا مكتبته من هذا التفسير القيم أسأل الله أن ينفع به.
اختصره كما قلت لكم الشيخ نفسه الشيخ السعدي في كتاب سماه خلاصة أو تفسير الكريم المنان في خلاصة تفسير القرآن في مجلد.
الشيخ رحمه الله له كتب أخرى في التفسير له: كتاب القواعد الحسان في تفسير القرآن وله كتاب فوائد مستنبطة من سورة يوسف أومن قصة يوسف عليه السلام وله كتاب في قصص الأنبياء من أفضل الكتب، تأمل فيه في قصص الأنبياء في القران الكريم واستنبط منها فوائد كثيرة.
ولو تأملت إلى إشارته البديعة في قوله سبحانه تعالى وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ? وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ? إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13)
فقد استنبط منها وأبان رحمه الله بإشارته أن المنادات بالوطنية وترك الأخوة الإيمانية والرابطة الإسلامية هو من أعمال الجاهلية وليست من الإسلام وهذه فائدة عزيزة تنبه لها رحمه الله رحمة واسعة.
وقد كان له نصيب كبير من دقة الفهم والاستنباط، فإنه رحمه الله في كتابه هذا على وجازته وعلى صغر حجمه الكتاب قد طبع في سبع مجلدات أو ثماني مجلدات ثم طبع في الطبعة الأخيرة في مجلد واحد لكنه بحرف دقيق.
قبل أن أقرأ في مقدمة التفسير أريد أن أشير إلى الدراسات التي كتبت حول الشيخ رحمة الله عليه من أراد أن يتوسع فيها.
فمن هذه الدراسات:
كتاب الشيخ عبد الرحمن السعدي مفسراً للشيخ عبد الله ابن سابح الطيار رحمه الله وكتاب صفحات من حياة علامة القصيم عبد الرحمن بن سعدي الاستاذ الدكتور عبد الله بن محمد الطيار حفظه الله،وهناك كتاب أثر علامة القصيم عبد الرحمن السعدي على الحركة العلمية المعاصرة،وهناك للشيخ الدكتور عبد الرزاق البدر لكتابه جهود الشيخ عبد الرحمن السعدي للعقيده وهناك كتب أخرى غير هذه وبحوث منشورة كلها عن هذا الرجل وهذا العلامة الجليل رحمة الله عليه وأثره في التفسير وأثره في منطقته وأثره في العلماء المعاصرين له.
وقد نقل أخونا الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد ترجمه للدكتور العدوي في ترجمته التي عنون لها الشيخ عبد الرحمن السعدي شيخ جليل مهيب أخلص لله في تعليم المسلمين أمور دينهم إلى آخر الترجمة أنا أنصح بمراجعة هذه الترجمة في كتاب الشيخ محمد ابن إبراهيم الحمد في كتابه ترجمه لتسعة من الأعلام فقد أجاد وأفاد وجاء فيها بفوائد لم أجد من ذكرها.
نعود إلى التفسير وإلى صلب التفسير الشيخ رحمة الله عليه بدأ في تفسيره هذا على أن يصنفه لنفسه فلما رآه بعض تلاميذه طلبوا منه أن ينشره ولذلك يقول رحمه الله في أول الجزء الأول قال: اعلم أن طريقتي في هذا التفسير أني أذكر عند كل أيه ما يحظرني من معانيها ولا أكتفي بذكر ما تعلق بالمواضع السابقة عن ذكر ما تعلق بالمواضع اللاحقة لأن الله وصف هذا الكتاب أنه مثاني تثنى فيه الأخبار والقصص والأحكام وجميع المواضيع النافعة لحكم عظيمه وأمر بتدبره جميعه لما في ذلك من زيادة العلوم والمعارف وصلاح الظاهر والباطن وإصلاح الأمور كلها.
ثم بدأ في مقدمته وكيف يسير في التفسير فقال: وقد كثرت تفاسير الأئمة رحمهم الله لكتاب الله فمن مطول خارج في أكثر بحوثه عن المقصود ومن مقتصر يقتصر على حل بعض الألفاظ اللغوية بقطع النظر عن المراد،وكان الذي ينبغي في ذلك أن يجعل المعنى هو المقصود واللفظ وسيله إليه فينظر في سياق الكلام وما سيق لأجله ويقابل بينه وبين نظيره في موضع آخر ويعرف أنه سيق لهداية الخلق كلهم عالمهم وجاهلهم حضريهم وبدويهم.
¥