ـ[ام الحارث]ــــــــ[10 Jul 2010, 01:29 ص]ـ
لمقاتل بن سليمان الأسدي
سلسلة أهل التفسير
رقم الشريط 21
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم نعود إلى القرن الأول وبداية القرن الثاني، ونتحدث فيه عن تفسير مهم من التفاسير التي حفظت لنا وبقيت مخطوطة شبه مفقودة فترة طويلة من الزمان ثم عثر عليها ولله الحمد مؤخراً وطبعت.
وتذكرون أنني ذكرت لكم تفسير يحيى بن سلام البصري رحمه الله المتوفى سنة 200 من الهجرة، وقلت لكم إن هدا التفسير يمثل نقطة أو نقطة وصل بين تفاسير أتباع التابعين وبين تفسير محمد بن جرير الطبري، وأن تفسير محمد بن جرير الطبري كان يمثل رأساً في مدرسته إلا أن العلماء كانوا يرون أنه قد انتقل نقلة نوعية في التفسير للقران الكريم فلما عثر على تفسير يحيى بن سلام تبين أنه كان مرحلة سابقة ممهدة لكتابة تفسير الإمام الطبري رحمه الله.
اليوم معنا تفسير لمقاتل بن سليمان الأسدي
مقاتل بن سليمان يعدّ في طبقة أتباع التابعين لأنه قد ولد تقريبا في حوالي سنة 75 هجرية، من سنة 75 إلى سنة 80 من الهجرة تقديراً فهو قد أدرك زمان بعض الصحابة إلا أنه لم يلقهم وإنما أدرك التابعين ولذلك فهو يعد في طبقة أتباع التابعين من أهل التفسير.
ولد مقاتل بن سليمان بن بشير البلخي في مدينة بلخ، وهي مدينة مهمة من مدن خراسان، وتعد مدينة بلخ من المدن التاريخية الشهيرة لأنه قد تعاقب عليها كثيرٌ من الديانات، فقد وجدت بها الديانة البوذية والديانة الزراديشية والديانة المسيحية والنصرانية النصتورية بالذات ووجد فيها أيضاً أديان الإغريق، فكانت هذه المدينة مجمعاً لكثير من الديانات وبها معابد لهذه الديانات السماوية وغير السماوية وبها معبد النوبهار المشهور عند الفرس والذي كان جد البرامكة قيماً على هذا المعبد والذين أصبحوا بعد دخولهم في الإسلام وزراء في عهد الدولة العباسية في عهد هارون الرشيد رحمه الله تعالى.
فنشأ مقاتل بن سليمان بن بشير البلخي في هذه المدينة وتأثر بهذه الأجواء المحيطة في هذه المدينة التاريخية.
ولد في السنة 75 بعد الهجرة وعاش أول حياته في مدينة بلخ وبدأ في طلب العلم في مدينة بلخ.
وتميز مقاتل بن سليمان بالذكاء والحفظ ولذلك ظهر نبوغه مبكراً وأصبح مرجعاً لطلبة العلم في علم التفسير خاصة، ولذلك أثنى عليه كثير من المتقدمين في علم التفسير مثل الإمام الشافعي رحمه الله وغيره من العلماء فإنهم قد أثنوا على تفسيره ثناءً عاطرا ولذلك يقول الإمام الشافعي: الناس في التفسير عيال على مقاتل بن سليمان، ويقصد الإمام الشافعي أن من أراد التخصص والتميز في التفسير والتوسع فيه في زمانه فهو عالة على مقاتل بن سليمان في كتابه في التفسير.
مقاتل بن سليمان متقدم الولادة وقد أخذ عن كثير من التابعين، فقد روى في كتابه عن مجاهد بن جبر، ومجاهد بن جبر هو تلميذ بن عباس رضي الله عنهم أجمعين متوفى مجاهد بن جبر سنة 104من الهجرة.
وأيضاً روى عن الضحاك بن مزاحم الهلالي المتوفى سنة 105من للهجرة وهو من تلامذة بن عباس أيضاً، وعطية المتوفى سنة 111 للهجرة وزيد بن اسلم المتوفى سنة 136 من الهجرة وفي سماعه من مجاهد ومن الضحاك بن مزاحم الهلالي كلام كثير للعلماء منهم من ينفيه ومنهم من يثبته و إن كان هو يروي عنهم في تفسيره وقد روى عنه من العلماء سفيان بن عيينة المتوفى سنة 1790 للهجرية وعبد الصمد بن الوارث والهذيل بن حبيب وغيرهم من العلماء.
مقاتل بن سليمان من أهم الأحداث في سيرته أو في ترجمته أنه اتهم بالقول بالتجسيم وأنه كان يجسم الله سبحانه وتعالى ويقول إن الله سبحانه وتعالى من لحم ودم هذا القول قد نسب إليه ولذلك يقول أبو حنيفة رحمه الله: جاءنا من المشرق رأيان خبيثان وأبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله كان معاصراً لمقاتل بن سليمان فهو قد ولد سنة 80 من الهجرة وتوفي سنة 150 وهو أشبه ما يكون كأنه في سن مقاتل تماماً ولادةً ووفاةً، فيقول: أتانا من المشرق رأيان خبيثان أي هو كان من أهل الكوفة النعمان بن ثابت أبو حنيفة كان من أهل الكوفة يقول: جاءنا من المشرق رأيان خبيثان: جهم معطل ومقاتل مشبه وهو يقصد بجهم جهم بن صفوان المتوفى
¥