تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سنة 128 هجرية ومقاتل مقاتل بن سليمان المتوفى سنة 150 من الهجرة، مقاتل بن سليمان كان يكثر من مجادلة جهم بن صفوان، جهم بن صفوان كان مبالغاً في نفي الصفات عن الله سبحانه وتعالى واليه ينسب الجهمية نفات الصفات و معطلة الصفات وكان مقاتل بن سليمان في مقابلة ذلك يبالغ في التجسيم وفي الإثبات حتى اتهم بالقول بالتجسيم، وإن كان في تفسيره لا يظهر أي أثر لهذه التهمة في تفسيره ولذلك نفى كثير من الباحثين هذه التهمة عن مقاتل بن سليمان البلخي رحمه الله.

وقد سأل الخليفة مقاتلاً عن قوله بالتجسيم بعد أن اشتهر عنه ذلك فقال مقاتل: إنما أقول: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)

فمن قال غير ذلك فقد كذب، وهو مصيب في هذا، والذي يظهر والله أعلم أنه في المبالغة في الرد على الجهمية و على جهم بالذات قد جعلته يقول بالتجسيم إن كان قاله في غير كتابه أو قد جعل كثير من المترجمين له يتهمونه بذلك والله أعلم.

ويمكن للباحث أن يتتبع تفسير مقاتل بن سليمان ليتحقق من مثل هذه التهمة فهي لم تظهر.

ومن الصفات التي امتاز بها مقاتل بن سليمان:

أنه كان فيه جرأة على ادعاء العلم الواسع، هو كان عالماً لا شك في ذلك ولاسيما في التفسير، إلا أنه كان فيه جرأة على ادعاء العلم ولذلك حفظ عنه في أكثر من موقف أنه قال: سلوني عما دون العرش ولذلك في حلقة من الحلقات عندما كان في مكة المكرمة ولعله في موسم من مواسم الحج كان في مجلس من المجالس فقال: سلوني عما دون العرش بمعنى يظهر سعة علمه و معرفته فقام قيس القياس أحد الجالسين فقال من هو الذي حلق رأس آدم عندما حج فسكت مقاتل وقال لا أعلم، فقال:هذا مما دون العرش.

وروي أن بعضهم قال له: أين أمعاء النملة فسكت ولم يحر جواباً وأيضاً حفظ عنه أنه قال مثل هذا القول في بيروت عندما زارها وكان الإمام الأوزاعي رحمه الله في الحلقة التي سأل فيها هذا السؤال مقاتل بن سليمان فقال، الأوزاعي لأحد من كان بجانبه سله ما ميراثه من جدته؟؟ فسأله فلم يعرف الجواب.

فهذه من المؤاخذات التي كان يؤاخذ عليها مقاتل بن سليمان أنه كان جريئاً في ادعاء العلم.

والمرء مهما بلغ علمه فهو يبقى محدود العلم وقليل العلم بجانب العلم وبجانب سعة العلم فهذه من الصفات.

من الأمور التي تذكر في ترجمة مقاتل بن سليمان:

هو أنه ممن اتهم بالكذب في رواية الحديث ولذلك فروايته للأحاديث غير موثوق بها وهي مردودة، وهذه من مسالب مقاتل بن سليمان البلخي أنه كان متهماً بالكذب في روايته للأحاديث ويقال: أن أول ما علم عنه أو أول ما وصف بالكذب أنه جاءه رجل قال له: أنني قد سئلت عن لون كلب أصحاب الكهف فلم أعرف الجواب فقال له مقاتل بن سليمان، هلا قلت أن لونه كان أبقعا لو قلت ذلك ما استطاع أحد أن يرد عليك، فقال العلماء فهذا أول ما حفظ عنه من الكذب فكان مقاتل يقول: لو كنت قلت للسائل الذي سألك عن لون أصحاب الكهف كان لونه أبقعا أو ما شئت من الألوان فإنه لن يستطيع أحد أن يرد عليك.

فهذا في الحقيقة من مسائل العلم التي لا فائدة منها ولم يرد دليل صحيح عليها.

فمقاتل بن سليمان في رواية الحديث ضعيف الرواية متهم بالكذب وغير مقبول الرواية، وأما في التفسير فهو إمام فيه ولا سيما التفسير بالدراية ومعرفة اللغة ومعرفة التفسير فهو سابق غير مسبوق في هذا وشاهده هو كتابه في التفسير.

أين صنف مقاتل بن سليمان كتابه في التفسير؟

صنف مقاتل بن سليمان تفسيره هذا في مدينة مرو وهو شاب مكتمل الشباب وقد وصل تفسيره إلى البصرة في حياته قبل رحيله إليه، فمقاتل بن سليمان رحمه الله ولد في بلخ إلا انه طلب العلم وبدا في طلب العلم ثم انتقل من بلخ إلى مدينة مرو الشاهجان، ومدينة مرو الشاهجيان هي أكبر بلاد خراسان في زمان مقاتل بن سليمان فأقام بها وتزوج بها ونبغ في العلم في مدينة مرو وطار صيته في البلاد، ثم رحل بعد ذلك من مرو إلى مدينة البصرة فاستقر في البصرة وزار بغداد في أثناء ذلك ثم عاد إلى البصرة وبقي في البصرة حتى توفي رحمه الله سنة 150 من الهجرة وقد ولد سنة 80 أو 75 من الهجرة وتوفي سنة 150 من الهجرة رحمه الله تعالى.

منهج مقاتل في تفسيره:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير