تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يبدأ في تفسيره بذكر مكان نزول السورة وهل هي مكية أو مدنية ثم يذكر أسماء السورة وفضائلها ويعنى بذلك ثم يذكر بيان مناسبات السور والآيات ومقاصد السور والإمام الألوسي في كتابه روح المعاني من المفسرين الذين عنوا عناية كبيرة ببيان المناسبات بين السور بعضها مع بعض وبين الآيات بعضها مع بعض أو بين مقاطع الآيات فيذكر في سورة البقرة مناسبة مجيء البقرة بعد الفاتحة وهكذا وهكذا إلى نهاية القران وقد جمع احد الباحثين وهو زميلنا أخونا الدكتور الفاضل بن صالح الشهري المناسبات في تفسير الألوسي في بحث جمع فيه كل ما قاله الإمام الألوسي في مناسباته بين الآيات وبين السور وقد اعتمد في بيانه بالمناسبات بين الآيات وبين السور على كتاب الإمام السيوطي تناسق الدرر في تناسب الآيات والسور ويعدّ هذا جانب من جوانب التفسير الموضوعي عنيّ به الإمام الألوسي في تفسيره فعند تفسيره لقوله تعالى أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) يونس

توسع في بيان آيات الولاية في القرآن الكريم وبتفسيرها وبيان المعنى

من منهجه أيضاً في تفسيره عنايته بآيات الأحكام فقد فصل في تفسير آيات الأحكام وذكر أقوال الفقهاء فيها ويرجح في هذه المسائل بين الأقوال ويختار منها وغالبا يرجح المذهب الحنفي على بقية المذاهب الفقهية ربما لأنه من أتباع هذا المذهب و قناعته بأدلتهم.

أيضاً من منهجه في التفسير أنه كان يعنى عناية كبيرة باللغة وبالنحو في التفسير فإذا جاء إلى المفردات فإنه يفصّل في بيان معانيها اللغوية ويختار ويصحح وينتقد وإذا جاء إلى التركيب في الآيات القرآنية فإنه يعنى بعلم النحو ولاسيما إذا كان له تعلّق ببيان معنى الآية وكان متقناً ومجيداً لهذه العلوم وهي علوم الآلة.

ومن منهجه أيضاً في التفسير أنه كان ينقل كلام أهل التصوف في التفسير وهو ما يسمى بالتفسير الإشاري واصل التفسير الإشاري مقبول بضوابطه العلمية التي لا تخرج به عن معاني اللغة غير أن المبالغة في التفسير الإشاري الذي يذهب إليه بعض أهل التصوف هي المردودة لخروجها عن حدود أصول التفسير المقبولة ولذلك عاب العلماء على الإمام الألوسي إكثاره من إيراد كلام الصوفية في تفسيره لدرجة أن بعض الباحثين ألحق تفسير الألوسي بتفسير الصوفية وتفسير أهل الإشارات وقد سبق أن ذكرت لكم انه ذكر في الفائدة الثانية من مقدمة تفسيره حكم كلام السادة الصوفية في التفسير وخلاصة رأيه فيه لخصه هو بقوله:

وأما كلام السادة الصوفية في القران فهو من باب الإشارات إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك ويمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة وذلك من كمال الإيمان ومحض العرفان لا أنهم انتقدوا أن الظاهر غير مراد أصلاً وإنما المراد الباطن فقط إذ ذاك اعتقاد الباطنية الملاحدة توصلوا به إلى نفي الشريعة بالكلية وحاشى سادتنا من ذلك كيف وقد حضوا على حفظ التفسير الظاهر وقالوا لابد منه أولاً إذ لا يطمع في الأصول بين الباطن قبل إحكام الظاهر ومن ادعى فهم أسرار القران قبل إحكام التفسير الظاهر فهو كمن ادعى البلوغ إلى صدر البيت قبل أن يجاوز الباب إلى آخر كلامه.

وهو يقول أن التفسير الإشاري أو الصوفي الذي ينقله في الكتاب هو تفسير الصوفية الذين لا يرون الاقتصار على هذا اللون من التفسير وهو التفسير الإشاري وإنما يرون أن التفسير الظاهر أو التفسير المعروف أو المقبول مقدم على التفسير الإشاري ثم ينتقلون من التفسير الظاهر إلى التفسير الإشاري فهم لا ينفون التفسير الظاهر كما يصنع ذلك الباطنية الملاحدة الذين يقولون أن ظواهر القران الكريم غير مرادة وإنما المراد باطنه فيصلون بذلك إلى نفي الشريعة وإبطال كثير من شرائع الإسلام.

من منهج الألوسي في التفسير انه يورد الإسرائيليات أخبار بني إسرائيل يوردها في كتابه لكنه يذكرها ليردها وليدفعها وينتقدها ولذلك فهو من الذين يعنون برد الإسرائيليات كما فعل بن كثير رحمه الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير