تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

دمشق وكان هو الذي يدرس في الجامعة السنانية في دمشق، جلس ولده جمال الدين بدله في جامع السنانية وبدأ في التدريس عام 1317 للهجرة وكان عمره حينها 34 عاما وقد حضر له علماء الشام وحينها وبدأ بذكر أسانيدها العلمية في ذلك المجلس وكانت دروسه للعامة والخاصة واستمر في هذه الدروس حتى توفي عام 1332 هجرية،وكان رحمه الله يشارك الناس في حياتهم الاجتماعية ويخالطهم ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقوم بواجبه في الدعوة والإصلاح والنصح والتذكير والنقاش والحوار ومواجهة البدع والخرافات والانحرافات والضلالات، ولذلك كان يلقبه محمد رشيد رضا وغيره يلقبونه بعلامة الشام.

جمال الدين القاسمي رحمه الله عاش في زمان تطبع أهله بالجمود والتعصب المذهبي، والحرص على التقليد،ومحاربة الاجتهاد، فانغلقت أفكار الناس، فكانت الحياة الثقافية حياة مية فالتعليم فيها ضعيف والإعلام فيها ضعيف والتواصل بين مدن العالم الإسلام في أضعف حالاته، ولذلك كان هذا المنهج الذي سار عليه محمد جمال الدين القاسمي رحمه الله منهجاً جديداً وغريبا على دار أهل ذلك الزمان وكان يريد أن يجتهد كان يقرأ للعلماء الذين يدعون إلى الاجتهاد ويناقش ويأخذ ويرد فكان هذا منهجا غريبا في زمان تعود المتون والحواشي كما هي دون مناقشة أو دون رد وإنما تسليم مطلق لما فيها.

وقد حاول القاسمي أن يجتمع بمجموعة من الطلبة ويدربهم على هذا المنهج الذي يرى أنه المنهج الصحيح وهو العودة بالناس إلى الكتاب والى السنة والى فهم السلف الصالح والى الأخذ والاستنباط من كلام الله سبحانه وتعالى ومن كلام رسوله صلى الله عليه وسلم وتحريك عقول الناس في طلب العلم، لكنه قد اصطدم بعلماء عصره ولذلك وشي به إلى السلطان فاستدعي ومجموعة ممن معه وحقق معهم فيما كانوا يصنعون، وكان عمره حينها 30 سنة، وقد وجهت إليه تهمة تفسير القران والحديث بالرأي والرد على الأئمة المجتهدين واتهم بابتداع مذهب جديد اسمه المذهب الجمالي نسبة إلى اسمه جمال الدين القاسمي، وبعد محاكمة شكلية ومن معه أطلقوا واستبقي جمال الدين القاسمي في السجن ثم شفع القاضي فيه لدى الوالي فأطلقه، وقد أثرت هذه الحادثة في حياة جمال الدين القاسمي كان عمره 30 سنة أثرت فيه فلما خرج من السجن آل على نفسه أن يعود عودة حقيقية إلى الكتاب والسنة،وان يبقى حياته مدافعا عن هذا المنهج وأن يحاول أن يعود بالناس إلى هذا النبع الصافي والى هذا المعين الذي لاينبض.

وقد نجح في هذه الدعوة.

كان مضرب المثل في حسن الخلق والتواضع و دماثة الأخلاق وكف الأذى وكان طلابه يثنون عليه ثناء كبيرا رحمة الله عليه رحمة واسعة.

وقد توفي قبل أن يبلغ الخمسين من عمره وله عدد كبير من التصانيف من اشهر كتبه تفسيره محاسن التأويل وكتاب سماه قواعد التحديث في مصطلح الحديث وهو كتاب قيم في مصطلح الحديث ومطبوع وله كتاب إصلاح المساجد من البدع والعوائد وله كتاب تاريخ الجهمية والمعتزلة وله غيرها من الكتب المطبوعة

تفسيره محاسن التأويل:

ابتدأ القاسمي تفسيره في صدر شبابه حيث بدا تأليفه في شوال سنة 1316 من الهجرة وعمره حينها 33 عاما وراجعه سنة 1329 هجرية قبل وفاته بثلاث سنوات فكأنه قد استغرق في كتابته ومراجعته مايقارب 6 سنوات.

يقع تفسيره في سبعة مجلدات كبار والطبعة القديمة تقع منه في 17 مجلدا وعدد صفحاتها6316 صفحة من غير المقدمة وقد استغرقت مقدمة تفسير القاسمي جزءً كاملاً بينما استغرقت المقدمة من الطبعة الأخيرة 200 صفحة من الجزء الأول من القطع الكبير وخط دقيق.

والقاسمي رحمه الله قد صنف تفسيره هذا في زمان سبقه فيه محمد رشيد رضا ومحمود الألوسي في كتابه روح المعاني ومحمد رشيد رضا ومحمد عبده في تفسير المنار وطنطاوي جوهري في الجواهر، في هذا المحيط المتنوع في كتب التفسير بدا القاسم بتاليف تفسيره،والحق أن القاسمي رحمه الله قد قرأ كثيرا من كتب السابقين ونقل الكثير في تفسيره حتى أن كثيرا من الآيات جاء شرحها معزوا إلى غيره وهذه أمانة في نقله رحمه الله دون أن يشترك بتعقيب ولكنه تمتع بميزة حسنة وهي البعد عن مسائل النحو والبلاغة و نظريات الفلسفة والمنطق والإيغال فيها،نحن لانقول انه لم يوردها بل قد أوردها مسائل النحو والبلاغة إلا انه لم يوغل فيها فيخرج فيها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير