أما الإسرائليات في تفسير القاسمي فقد أورد كثيرا من الإسرائليات في تفسيره غير انه كان يصدرها بما يدل على ضعفها مثل قيل وروي أو وذكر في كتب بني إسرائيل كذا وكذا .........
ثم ينبه إلى أنها من الإسرائليات وينبه إلى فسادها وضعفها وغلطها مستفيد ممن سبقه من المفسرين ولاسيما ابن كثير في تفسيره وأحيانا ينقل الإسرائيليات من كتب أهل الكتاب أنفسهم فينقل من التوراة وينقل من الإنجيل و الذي جعله يذهب هذا المذهب وانه يعود إلى كتب أهل الكتاب بنفسه فيقرا فيها وينقل منها هو أن القاسمي رحمه الله عاش في صدر القرن الرابع عشر 1314 //1315//1320 ........... الخ
ومابعدها كانت الأمة الإسلامية في هذا الوقت في حالة من الضعف والتفكك وكانت الدول الغربية في بداية قوتها وعنفوان قوتها في ذلك الوقت ولذلك استعمرت معظم بلاد العالم الإسلامي في ذلك الزمان،وكثر المستشرقون الطاعنون في القران الكريم والمشككون فيه، وكانوا يوردون مطاعن في القران الكريم يحتاج الذي يردها أن يرجع إلى المصادر التي اعتمدوها ويفند أقوالهم بأسلحتهم نفسها، فكان يرجع إلى كتبهم فيبين الكذب الذي يختلقونه ويبين التزييف الذي يرتكبونه في تهمهم وفي طعونهم على القران الكريم، فكانت هذه ميزة من أفضل ميزات تفسير الإمام القاسمي رحمه الله تعالى.
الإمام القاسمي كان مصلحا اجتماعيا قبل أن يكون عالما كان يعنى بإصلاح أوضاع الناس ودعوتهم إلى الكتاب والسنة وتطبيق الإسلام في واقع الناس العملي ولذلك ترى هذه الصبغة في تفسيره فهو لاتكاد تمر أي آية من الآيات التي تحث على إتباع القران والسنة وإتباع أقوال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلا ويشير في هذا الموطن إلى دعوة الناس أو يدعو الناس إلى العودة إلى الكتاب والسنة والى هذا النبع الصافي والى هذا المعين الذي لاينبض.
أيضا تجد في بعض المواضع في تفسيره عناية بنقل أقوال العلماء من غير العلماء الشرعيين مثل الأطباء ومثل أهل الفلك، فمثلا عندما يذكر تحريم لحم الخنزير ينقل عن بعض الأطباء الأضرار التي ترتب على أكل لحم الخنزير فكأنه يبحث عن الحكمة التي من اجلها حرم الله سبحانه وتعالى لحم الخنزير وينقل أقوال أهل الطب في ذلك،عندما يأتي الحديث عن آيات كونية مثلا تتعلق بالفلك أو بالشمس والقمر فانه ينقل أيضا أقوال علماء الفلك.
الإمام القاسمي أكثر جداً من نقول العلماء فهذه صفة غالبة على تفسيره رحمه الله حيث قال بعض الباحثين انه ليس له في تفسيره إلا ترتيبه فقط وأما صلب التفسير فنقول عن العلماء ولذلك يقول احدهم: لو قيل لتفسير القاسمي في كل جزء منه عد إلى الكتاب الذي جئت منه لما بقي للإمام القاسمي منه شيء
لكن القارئ للكتاب يلمس للقاسمي رحمه الله أثرا واضحا في التفسير فهو ينقل بمعرفة وعلم ويعقب ويرجح ويختار وان كان أحيانا يورد أقوالا متعارضة دون التعقيب عليها وأحيانا يستطرد فيطيل الكلام في مكان الاختصار ولذلك طال الكتاب جدا ولذلك لما اتهم بهذه التهمة قال ابنه ظافر القاسمي رحمه الله أن أبي يعلم انه لو ذكر قوله هو فان الناس لايقبلونه في ذلك الوقت الذي كانوا ينبذون فيه الاجتهاد وينبذون فيه الرأي الحر فكان يلجا إلى أن ينقل أقوال العلماء المتقدمين الذين يوافقون مايذهب إليه ويؤيدون مذهبه حتى يقبل الناس هذا القول في حين أنهم لو نسب هذا القول إلى نفسه فربما لايقبله الناس وهذه حجة فيها جانب من الصواب.
جمال الدين القاسمي على عنايته بأقوال السلف ومذهبهم إلا انه تأثر ببعض المتأخرين مثل الشيخ محمد عبدو في تفسيره مع البعد الشقة بينهما في مصر والشام وصعوبة التواصل ولذلك فقد ذهب إلى تأويل بعض الآيات كما صنع محمد عبدو في تأويله في قوله تعالى أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ? إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَ?كِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243) البقرة
وكما في رده لبعض الأحاديث الصحيحة كما في إنكاره لانشقاق القمر وتفسيره لمعنى المقام المحمود في سورة الإسراء رحمه الله فله فيها أقوال رد فيها الأحاديث الصحيحة وهذه أخطاء طفيفة في كتابه نسال الله سبحانه وتعالى أن يغفر له.
¥