طبعات التفسير محاسن التأويل:
أحسن طبعات محاسن التأويل هي تلك التي اشرف عليها الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله حيث صحح التفسير ورقمه وخرج آياته وأحاديثه وعلق عليه وقد صدرت طبعته الأولى بين عام1376هجرية //1377 هجرية من دار إحياء الكتب العربية ثم تتابعت الطبعات بعد ذلك لتفسير القاسمي.
وآخر طبعاته هي دار إحياء الكتب العربية التي طبعت عام 1415 من الهجرة وهي في سبعة مجلدات كبار ومخرجة الأحاديث.
لكن هناك مشكلة ذكرها الغماري رحمه الله في كتابه بدع التفسير وهي انه يذكر فيها أن تفسير القاسمي قد طبع ناقصا بسبب ماذا؟ قال بسبب جرأة من اشرف على طبعاته حين ذاك على حذف مايراه غير مناسب ولم يكن من أهل هذا الشأن يقول الغماري في كتابه بدع التفسير ص 161 يقول تفسير القاسمي لابأس به يميل إلى وضوح العبارة وتبسيط البحث الذي يتعرض له مع جنوح إلى الاجتهاد والاستقلال في الرأي وقد ينساق مع الإسرائليات أحيانا وحين أريد تقديمه للمطبعة اشرف على طبعه شخص في عقله شيء زرته مرة في بيته فأطلعني على نسخة التفسير بخط القاسمي سلمها ابنه إليه ليشرف على طبعها فإذا هو قد ضرب بالقلم الأحمر على بحث النسخ الذي ذكره المؤلف عند قوله تعالى:سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ? قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ? يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى? صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) البقرة
قاتل فسألته عن سبب شطب هذا البحث فقال لأنه لايليق بمقام القاسمي الذي كان يسميه الشيخ رشيد رضا علي أمام الشام فحذفته وحذفت ماكان من قبيله عديم الفائدة قليل الجدوى، قلت له: لكن هذا ينافي الأمانة العلمية. فقال: التفسير لم يطبع قبل الآن ولا احد يعرف ماحذف منه ونجل المفسر وهو نقيب المحامين بدمشق أباح لي التصرف فيه حسب مااراه مصلحة وهذه البحوث لاتليق بالقاسمي وبشهرته العلمية.قلت له:اتركها كما كتبها المؤلف وعلق عليها برأيك فأبى وأصر على حذفها.
قال الغماري وبناء على هذا فالتفسير المذكور ناقص في عدة مواضع وهذه خيانة علمية ماكان ينبغي أن تحصل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قد نبه إلى هذا وهو نقص تفسير القاسمي بعض الباحثين
منهج القاسمي في تفسيره أو في مسائل الاعتقاد بالذات:
كان القاسمي رحمه الله سلفي العقيدة على منهج أهل السنة والجماعة فهو من أتباع شيخ الإسلام بن تيمية وابن القيم وأئمة السلف من قبل هؤلاء ومن بعدهم ولذلك تعرض لمضايقات كثيرة بسبب هذا المنهج،فاتهم بالوهابية وحقق معه واتهم بتسفيه أراء الأئمة المتقدمين من أصحاب المذاهب، ثم خرج بعد ذلك كما تقدم من تلك المحن وهو أقوى مايكون حجة واصلب عودا والناظر في تفسيره يرى منهج السلف ظاهر فهو يكثر النقل عن علماء السلف ويورد حججهم وأدلتهم وردودهم على شبه الخصوم مما يؤكد أن المؤلف رحمه الله كان يجعل همه كل همه الإصلاح ليس إلا
وقد أكد في مقدمة تفسيره أن الصواب في آيات الصفات هو مذهب السلف وأورد فيه نقولا لبعض العلماء في إثبات ذلك وكما تقدم انه كان يعنى بالقضايا اللغوية والنحوية وبتفسير السلف واعتمد على تفاسير السلف ومدوناته الكبيرة مثل تفسير ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم وابن كثير وغيرهم من أهل التفسير.
الدراسات حول القاسمي وتفسيره:
كتب الكثير من البحوث والدراسات منها كتاب جمال الدين القاسمي وعصره لابنه ظافر بن جمال الدين القاسمي ومن الكتب كتاب شيخ الشام جمال الدين القاسمي لمؤلفه محمود مهدي الاستانبولي وأيضا من الرسائل العلمية التي كتبت عنه رسالة ماجستير بعنوان القاسمي ومنهجه في تفسيره محاسن التأويل لإبراهيم بن علي صالح الحسن وهي رسالة ماجستير قدمها الباحث لكلية أصول الدين لجامعة الإمام بالرياض وأيضا من الكتب التي كتبت عنه كتاب جمال الدين القاسمي احد علماء الإصلاح الحديث بالشام الدكتور نزار أباظة وهو ضمن سلسلة أعلام المسلمين التي تصدر عن دار القلم بدمشق.
تفسير القاسمي رحمه الله يعد موسوعة علمية نقل فيها الكثير الكثير عن علماء المتقدمين واختيار المرء قطعة من عقله كما يقول العلماء، ولذلك فانه لايعاب بكثرة نقوله لأنه كما قلت قد صنفه في صدر القران الماضي في زمان غلب عليه التعصب على الناس فكانت في إبرازه في نقولات العلماء وفي أقوالهم في تفسير القران الكريم الصحيحة المدلل عليها والمحتج لها من أقوال السلف والخلف كان فيه نصرا وإظهارا للمنهج الصحيح في ذلك الزمان ولذلك انتفع الناس به انتفاعا عظيما وكان رحمه الله يعد تفسيره من اثمن وأنفس وأغلى مؤلفاته التي صنفها رحمه الله وهي على صغر سنه فهو لم يبلغ الخمسين من عمره كانت تزيد على مائة مصنف
رحم الله جمال الدين القاسمي واسكنه فسيح جناته على مابذله وعلى ماصنفه من الكتب ولاسيما على تصنيفه لكتابه محاسن التأويل في تفسير القران الكريم.
¥