تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولاتغفل ياطالب العلم أن الشوكاني رحمه الله قد صنف تفسيره هذا في زمان غلبت فيه الغلبة للتعصب المذهبي والتقليد للمتقدمين دون بينة، وأنه قد نشأ في بيئة يغلب عليها المذهب الزيدي، ولولا عناية الله سبحانه وتعالى به وتوفيقه للإطلاع على كتب العلماء المتقدمين من السلف والعناية بها لولا توفيق الله له لكان نشأ كغيره على المذهب الزيدي، وقد شرح كتاب حديقة الأزهار في كتابه السيل الجرار على حديقة الأزهار وهو كتاب في الفقه على المذهب الزيدي إلا أن شرحه لهذا الكتاب يدل على سلفيته وعلى أنه من أتباع أهل السنة ولذلك لما جاء في موضع كتاب حدائق الأزهار يقول فيه: أنه لايجوز تجصيص القبر ورفعه إلا لذوي المكانة، بمعنى أنه يقول لايجوز رفع القبر إلا لمن كان من أهل المكانة كالملوك والوزراء فانه يجوز ذلك، فشرح الشوكاني رحمه الله أن هذا لايجوز بل إن أصحاب المكانة الكبيرة هم أحوج الناس إلى إتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم،

وإتباع السنة في القبر ونحو ذلك، فشرحه لهذا الكتاب الفقه على المذهب الزيدي شرحه على منهج أهل السنة مما يؤكد على انه رحمه الله كان سلفي المعتقد كان سليم العقل متحدرا في كتابته وفي علمه وفي نقاشه وفي استنباطه.

أما منهجه الذي سار عليه في التفسير فقد كتب فيه عدد من الباحثين ومنهم الدكتور محمد بن حسن بن أحمد الغماري له كتاب سماه الإمام الشوكاني مفسراً، وقد ذكر المنهج العام الذي سار عليه الشوكاني في تفسيره وذكر أنه كان يقدم بين يدي الحديث،

طبعاً هو قسم كتابه قسمين حتى في عنوان الكتاب فهو يقول: سميته فتح القدير في الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير، فكأنه ينقسم إلى قسمين هذا التفسير:

القسم الأول: مايتعلق بالدراية،والقسم الثاني: مايتعلق بالرواية، يقصد مايتعلق بالدراية هو التفسير بالرأي المحمود، مايتعلق بتفسير اللغة وبيان مفردات من حيث اللغة وبيان التراكيب من حيث النحو والمباحث البلاغية والاستنباطات وذكر القراءات وتوجيه القراءات ومايتعلق بهذا من آيات الأحكام والاستنباطات الفقهية وبيان مناسبات الآيات وعلاقتها ببعضها البعض والناسخ والمنسوخ والمكي والمدني ومايتعلق بهذا.

والتفسير بالمأثور هو أن ينقل ما أثر في تفسير الآيات عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة رضي الله عنهم أو عن التابعين.

وهذان هما عمدة التفسير التفسير بالأثر والتفسير المبني على الاستنباط والرأي.

ويقول في مقدمة تفسيره رحمه الله: ان الذي دعاه إلى تصنيفه هذا التفسير ليس مجرد التكثر في تصنيف كتابه في التفسير، وإنما يقول: أنه قد نظر في كتب التفسير المتقدمة فوجد بعضها إما أنه معتني بالرواية ويغفل الدراية وكأن يشير إلى مثل كتاب بن أبي حاتم تفسير القران العظيم ومقتصر على الرواية فقط ومثل تفسير الدر المنثور للسيوطي من المتأخرين وبعضهم اقتصر على الدراية فقط واغفل جانب الرواية فرأى أن يصنف كتاباً جامعاً بين الرواية والدراية في التفسير.

لكن هذه الدعوة من الإمام الشوكاني رحمه الله غير مسلّمة فقد تقدم معنا أن تفسير الطبري رحمه الله جامع البيان عن تأويل آي القران جامع بين الرواية والدراية بل هو عمدة في هذا الباب وهو أفضل التفاسير التي كتبت على الإطلاق لجلالة مؤلفه وتقدمه وإمامته وعلمه ورسوخه،وأيضا كتاب بن عطية يجمع بين الرواية والدراية فهو يعتني بالأثر وتفسير القران بالقران وتفسير القران بالسنة ومثله بن كثير أيضا فهو يجمع بين الرواية والدراية، إلا أن الشوكاني رحمه الله قال ذلك في كتابة تفسيره فكأنه أراد أن يبرر الدافع الذي دفعه إلى تصنيف كتابه فقال: إنني قد وجدت التفاسير إما أنها معتمدة بالرواية ومغفلة الدراية أو معتنية بالدراية ومغفلة للرواية فجمع في كتابه هذا بين الرواية والدراية.

ماذا يصنع الشوكاني رحمه الله؟؟

يذكر المقطع من السورة فربما يذكر آية أو يذكر آيتين أو ثلاث أو أربع ثم يفسرها فيبدأ أولا بذكر فضائل السورة أول السورة ثم يتكلم عن القراءات فيفيض فيها ويقول قرأت هذه الآية في كذا وقرا بهذه الآية ابن كثير وابن عامر وفلان وفلان من القراء ..........

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير