تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أيضاً من منهج الإمام الشوكاني رحمه الله انه كان سلفي المعتقد وانه كان يدافع عن مذهب السلف وكان يرى العودة إلى القرآن والسنة وان هذا المعين الصافي هو المعين الذي يجب أن تدّعى الأمة وان توجه أنظار العلماء وطلبة العلم إليه حتى تصفوا أفهامهم وحتى تزكوا علومهم، والمتأمل في كتابه فتح القدير يجد أن هذه الصبغة العامة في تفسيره وانه على منهج السلف الصالح في تفسيره للقرآن الكريم،

إلا انه رحمه الله لم يسلم من الاضطراب في تفسيره لبعض آيات الصفات فقد ذهب في بعض الصفات كصفة الوجه ونحوها ذهب فيها إلى التأويل على عادة الأشاعرة ووافق بعض المذاهب المخالفة في مواضع أخرى وان كان منهجه الذي ينادي به دائما هو العودة إلى مذهب السلف مما يجعلنا نقول أن الشوكاني رحمه الله لم يتعمد مخالفة السلف في هذه الآيات وإنما وافق من خالف مذهب السلف موافقة وان لم يرد ذلك ويلتمس له العذر لأنه رحمه الله قد نشأ في بيئة يغلب عليها المذهب الزيدي ولذلك كان أخذه لمنهج السلف عن طريق القراءة والإطلاع الذاتي ولولا هذا الذكاء الذي اتصف به الإمام الشوكاني رحمه الله ماكان ليستطيع أن يتخلص من رقة المجتمع الذي عاش في وسطه والعلماء الذين اخذ عنهم من الزيدية سواء اخذ عنهم التفسير أو اخذ عنهم المعتقد أو اخذ عنهم علم الحديث أو الفقه وغير ذلك .........

لكن توفيق الله سبحانه وتعالى له جعله يتجه إلى الدعوة السلفية والى مذهب السلفي الأسماء والصفات وفي المعتقد فانطبع ذلك على كتبه عامة وعلى تفسيره أيضا وهو من تفاسير السلف وليس من تفاسير الزيدية الذين عدوه من تفاسير الزيدية فقد وهموا في ذلك.

الشوكاني رحمه الله كتب تفسيره فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير كتبه وقد رجع إلى مذهب السلف وصنف فيه كتابه التحف في مذهب السلف،

إلا انه وقع منه بعض الأخطاء العقدية التي لايوافق عليها إلا انه لايثرب عليه فيها لكونه كان مجتهدا رحمه الله فربما اخطأ وربما أصاب.

فكما ذكر هو عن نفسه وعن غيره من العلماء:فان الكمال عزيز،وأنت إذا تطلبت كتاباً في التفسير أو في غيره كاملاً ليس فيه خطأ وليس فيه نقص وليس فيه زلل فقد تطلبت محالاً، وطلبت شيئاً لايكاد يوجد لان الإنسان سواء كان عالما أو متعلما لايخلوا من النقص والنقص صفة ملازمة للبشر، لاتكاد تجد كتابا كاملا، وتطلب الكمال يورث الإنسان البقاء دون قراءة لكن طالب العلم الجاد الحريص يعرف كيف يأخذ الفوائد من كتب العلماء فيأخذ منها الفوائد ويأخذ منها اللباب ويأخذ منها ماوافق الحق ويجتنب مافيها من الأخطاء والاجتهادات الخاطئة.

والشوكاني رحمه الله كغيره من العلماء له اجتهادات وله أراء في كتابه في التفسير وافق فيها السلف وفيه أراء خالف فيها العلماء سواء كانت أراء في اللغة أو أراء في الفقه أو أراء في التفسير أو أراء في تأويل بعض الآيات أو بعض الصفات وحملها على غير وجهها فكل هذا يقع فيه تفسير الشوكاني ويقع فيه غيره كما سبق الحديث معنا عن جمال الدين القاسمي وكما سبق الحديث معنا عن الألوسي وغيره كابن عطية وبن الجزي الكلبي وأبي حيان الغرناطي وهؤلاء السلسة الطويلة من المفسرين رحمهم الله ومن المتقدمين ومن المتأخرين كلهم تجد في كتبهم الخطأ وتجد فيها الصواب، والمنصف هو الذي يوفقه الله سبحانه وتعالى إلى أخذ الحق والى اخذ الصواب من كتب العلماء والى الاعتذار والتنبه إلى مافيها من الخطأ وبهذا يستفيد طالب العلم فيأخذ العلم ويرد غيره مع الإنصاف والتأدب وحفظ مكانة العلماء سواء كانوا من المتقدمين أو من المعاصرين أو من المتأخرين، فان الله سبحانه وتعالى يبارك لطالب العلم ماحفظ لسانه وقدر العلماء ودعا لهم بخير فجزاهم الله عنا خير الجزاء وبارك الله لهم في علومهم ونفعهم بها وأجزل لهم المثوبة على ماقدموه.

هذا هو المنهج الذي ادعوا إخواني من طلبة العلم وآخذ به نفسي وهو الإنصاف في التعامل مع كتب العلماء وليعلم الواحد منا أن الكمال عزيز، وليس صحيحا أن تقول عندما يقول قائل: مار أيك في تفسير الشوكاني؟؟ فيقول والله أنا أرى انه تفسير فيه أخطاء عقدية، مار أيك في تفسير بن عطية؟؟ أرى أنه فيه مؤاخذات عقدية، مارأيك في تفسير أبي حيان الغرناطي؟؟ فيه تأويل ......... وهكذا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير