فأما الكتاب الأول من كتبه فهو كتاب سماه ترجمان القران وهذا الكتاب لو وصل إلينا لكان فيه علم عظيم حيث اقتصر فيه الإمام السيوطي على ماروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير وماروي عن الصحابة رضي الله عنهم وقد ذكر في أول كتابه قطف الأزهار انه قد انتهى من تصنيف هذا الكتاب في خمسة مجلدات، وذكر فيه ماروي عن النبي وعن الصحابة بالتفسير بالأسانيد المتصلة، وهذا الكتاب كما قلت لكم فقّد ولم يوجد وان كان بعض الباحثين قد ادعى انه عثر على هذا الكتاب إلا انه قال في آخر كلامه أنه اخذ منه فهذا الكتاب من الكتب التي لو وجدت ولو وصلت إلينا لكان فيها خير كثير.
الكتاب الثاني من كتب التفسير التي صنفها السيوطي رحمه الله: كتاب سماه مجمع البحرين ومطلع البدرين في التفسير، وهذا الكتاب يذكر هو انه من أوسع كتب التفسير،وقد جعل كتابه الإتقان في علوم القران كمقدمة لهذا التفسير،وكأنه أراد بتفسيره هذا مجمع البحرين أن يضاهي تفسير الإمام الطبري فيتوسع في ذكر الآثار والأحاديث وأقوال علماء اللغة وأقوال المفسرين ومناسبات الآيات وكل ماله صلة بالتفسير، فيكون تفسيرا عمدة فيه توسع وفيه إحاطة بكل ماله علاقة بتفسير القران الكريم، إلا أن هذا التفسير أيضا لم يوجد ولم يعثر عليه وكأنه لم يبدأ فيه أو بدا فيه ولم يتمه والله اعلم.
التفسير الثالث: تفسير الجلالين وهذا مشهور جداً هذا التفسير، وتفسير الجلالين سمي تفسير الجلالين لان الذين صنفوه اثنان من العلماء جلال الدين المحلي وهو شيخ السيوطي وجلال الدين السيوطي جلال الدين المحلي بدا في تأليف تفسيره من سورة الكهف منتصف القران وانتهى من القران ثم بدا بتفسير سورة الفاتحة وانتهى منه ثم توفي رحمه الله فجاء السيوطي فأتمه من سورة البقرة إلى نهاية سورة الإسراء، ومنهجه في هذا التفسير منهج يقوم على الاختصار فهو يعتبر متناً في التفسير وهو مشهور فسمي تفسير الجلالين لان مؤلف جلال الدين السيوطي وجلال الدين المحلي.
آخر الكتب التي نريد أن نتحدث عنها في التفسير الذي صنفه السيوطي رحمه الله وهو كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي،هذا الكتاب من اثمن كتب التفسير واجمعها لما روى عن الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن التابعين وعن أتباع التابعين في التفسير، فهو عمدة في التفسير بالمأثور جمع كل مافي الكتب السابقة عليه، ويقول:انه قد صنف كتابه هذا بعد أن صنف كتابه مجمع البحرين قال فرأيت الناس قد تقاصرت هممها عن ذلك الكتاب.
يقول في المقدمة: وبعد فلما ألفت كتاب ترجمان القرآن وهو التفسير المسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين وتمّ بحمد الله تعالى في مجلدين وقد ذكر في كتابه قطف الأزهار في خمس مجلدات وكان ماأوردته فيه من آثار بأسانيد الكتب المخرج منها واردات رأيت قصور أكثر الهمم بتحصيله ورغبتهم بالاقتصار على متون الأحاديث دون الإسناد وتطويله فلخصت منه هذا المختصر.
طبعاً تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور في طبعاته الأخيرة طبع في 17 مجلد المجلدان الأخيران للفهارس فهو في خمسة عشر مجلد 15 وهو يعد تفسيراً مختصراً من الأول
قال فلخصت منه هذا المختصر مقتصراً فيه على متن الأثر مصدرا بالعزو والتخريج إلى كل كتاب معتبر وسميته بالدر المنثور في التفسير بالمأثور،والله أسال أن يضاعف لمؤلفه الأجور ويعصمه من الخطأ والزلل والزور بمنه وكرمه إنه هو البر الغفور
.
فهو هنا في كتابه لم يبين منهجه الذي سار عليه وإنما اقتصر على هذه المقدمة وعلى انه قد لخصه من كتابه ترجمان القران
منهج السيوطي في كتابه هذا:
لم يتحدث السيوطي في مقدمة هذا الكتاب عن منهجه فيه كما في مصنفاته الأخرى بل ذكر فيها الباعث على تأليفه فقال وبعد فلما ألفت كتاب ترجمان القران ... الخ ماذكرت لكم.
ومن خلال التتبع لهذا الكتاب تجد أن السيوطي يبتدئ السورة بذكر اسمها وعدد آياتها ثم المكي والمدني معتمدا في كثير من الأحيان على النحاس وابن الضريس وأبي الشيخ ثم يقسّم السورة إلى آيات من غير ترقيم ويقسمها إلى أبعاض مكتفياً بها عن ذكر الآية بتمامها.
¥