تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تكلمنا عن بعض التابعين ولعلنا إن شاء الله في حلقات قادمة نتكلم عن بعض تلامذته كمجاهد ابن جبر وغيره.

جاءت مرحلة التابعين وبعض العلماء ينسب إلى التابعين مصنفات منها ماحفظ من تفسير مجاهد على كلام فيه ومنها ما فقِد.

وسعيد ابن جبير قد روي عنه انه صنف كتابه في التفسير إلا أنه لم يصل إلينا.

جاء الطبقة التي بعدهم مثل طبقة أبي العمر ابن العلاء وطبقة تلاميذه أبي عبيدة معمر ابن المثنى الذي نتحدث عنه في هذه الحلقة فبدأ التصنيف يظهر في تفسير القرآن الكريم.

أبو عبيدة معمر ابن المثنى في كتابه هذا مجاز القرآن لم يصنف كتاباً في التفسير بحيث أنه فسر القرآن الكريم كاملاً كما صنع الطبري وكما صنع القرطبي وابن عطية وغيرهم من المفسرين،وإنما صنف هذا الكتاب وتكلم فيه عن الآيات الغريبة أو الآيات التي قد لايفهمها المسلم العادي فصنف هذا الكتاب وخرج هذا الكتاب في مجلدين.

أبو عبيدة رحمه الله يعدٌّ من علماء اللغة الكبار، وليس مشهوراً ولا مصنفاً من أنه من المفسرين الكبار،ولذلك كتابه هذا مجاز القرآن الذي نتحدث عنه في هذه الحلقة هو كتابُ في غريب القرآن، وغريب القرآن هو علم من علوم القرآن التي هي من أوائل العلوم التي نشأت حول القران الكريم وهو يعنى بشرح الألفاظ التي في القرآن الكريم التي لايستوي في المعرفة بها أهلها الذين يتكلمون وسائر العرب، ولذلك فإن غريب القران الكريم المقصود به هو هذا المعنى الألفاظ التي لايفهمها كل احد أو لايتساوى في المعرفة بها كل احد وخاصة أهلها الذين يتكلمون عن العرب وغيرهم من سائر المسلمين.

ولذلك أبو عبيدة عندما قرأت كلامه في أول الحلقة وأنا أريد أن أشير إلى مسالة وهي أن أبو عبيدة رحمه الله يرى أن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين ونزل على العرب بطرائقهم وأسلوبهم في الكلام، ولذلك لم يحتج الصحابة رضي الله تعالى عنهم إلى سؤال النبي صلى الله عليه وسلم وأسئلة كثيرة عن معاني القران الكريم، بل الصحابة رضوان الله تعالى عنهم لم يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن اللفظة الغريبة من ألفاظ القران الكريم لأنه لم يكن فيه لفظة غريبة عن الصحابة رضي الله عنهم وكانوا يفهمون القرآن الكريم على وجهه، وقد ذكرت بعض الألفاظ التي سئل عنها مثل قولهم أن أبا بكر رضي الله عنه سئل عن قوله تعالى ((وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) عبس)))

فقال أي سماء تظلني وأي ارض تقلني إن أنا قلت في كتاب الله برأي

وأيضا يروى أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه سأل عن معنى قوله سبحانه وتعالى ((أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى? تَخَوُّفٍ (47) النحل)))

فقال عمر رضي الله عنه وكان على المنبر قال: مامعنى التخوف؟ فسكت الناس فقام رجل من هذيل وقال: ياأمير المؤمنين التخوف عندنا ياهذيل هو التنقص. فقال له عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: وهل تعرف العرب ذلك؟ يريد شاهد يشهد له،عمر رضي الله عنه كان يتحرز كثيراً في نسبة شيء في القرآن نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويتشدد في طلب الشاهد الذي يشهد له.

فقال الرجل الهذلي نعم يقول شاعرنا:

وهذا استشهاد منه بالشعر الجاهلي،قال يقول شاعرنا:

تخوف الرحل منها تامكا قرداً * * * كما تخوف عود النبعة السفن

هذه القصيدة لأحد شعراء هذيل يصف بها ناقته ويقول إنني قد وضعت القتبة على ظهر الناقة و أكثرت السفر بها حتى أن هذا الرحل او هذا القتب الذي على ظهر هذه الناقة قد بردها كما يصنع المبرد بالحديد فأنحى سنامها

قال:

تخوف الرحل منها: يعنى تنقص الرحل منها،من هذه الناقة.

تامكا قرداً: التامك القرد هو السنام.

كما تخوف عود النبعة السفن: والسفن: هو المبرد.

فيقول القتب قد أنقص هذا السنام كما يصنع المبرد بالخشب.

فقال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه:نعم الآن وصدقه في هذا القول الذي ذهب إليه وهو أن التخوف في القران الكريم بمعنى التنقص، واستشهد عليه بشاهد جاهلي من شعر هذيل.

هذه تروى فعلا عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم استشكلوا أو لم يفهموا بعض مفردات القران الكريم الغريبة.

لكن لم يروى هذا ولم يؤثر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير