تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولذلك أبو عبيدة يرى أن الحديث في معاني القران الكريم وفي ألفاظه الغريبة انطلاقا من معرفته بلغة العرب، فهو انطلق في تفسيره هذا وفي كتابه في غريب القران مجاز القران انطلق فيه من معرفته الواسعة بلغة العرب، فهو واسع الرواية بلغة العرب هذا المنهج كان مستغرباً في زمان أبي عبيدة، ولذلك ولم يسبق أن صنف احدٌ على هذا المنوال أن يأتي إلى القران الكريم فيفسره باللغة دون الرجوع إلى تفسير القرآن بالقرآن أو تفسير القران بالسنة أو تفسير القران الكريم بأقوال السلف كأقوال كابن عباس من الصحابة وغيره.

أبو عبيدة لاء انطلق مباشرة من النص القرآني وفسره كما يفسر أي نص لغوي.

هذا المنهج العام الذي سار عليه أبو عبيدة.

ولذلك كان لتأليفه ردة فعل غير مرغوب فيها من الذين عاصروه مثل الفراء يحيى ابن زياد الفراء وكان معاصراً له ومثل الإمام أحمد بعد ذلك،ولذلك يقول الفراء الذي تمنى.

روى عن الفراء يحيى ابن زياد قال أتمنى أن اضرب أبا عبيدة بالسوط كذا وكذا أو أن أقنعه بالسوط كذا وكذا لكتابه مجاز القرآن يعنى يرى أنه يستحق الضرب على تصنيفه لهذا الكتاب.

والأصمعي أيضاً قد اشتهر عنه أنه كان لايسأل عن شيء من القران لاا ويسكت ويتحرج، بل هو من أعلم الناس الأصمعي وهو من أقرانه الأصمعي من أقران أبي عبيدة الذي نتكلم عنه في هذه الحلقة كان يتحرج من القران في القران الكريم والتفسير فيه.

ولذلك لما بلغه لما طلع على كتاب أبي عبيدة غضب ولامه في ذلك، وأيضاً أبو حاتم الجسستاني مع أنه من تلاميذ أبو عبيدة وهو من علماء اللغة الكبار الذين تتلمذوا على أبي عبيدة وقد توفي سنة 255 للهجرة كان يذهب إلى أنه لاتحل كتابة كتاب المجاز ولا قرأته إلا لمن يصحح خطأه ويبينه ويغيره.

وهذا أيضاً كان موقف الزجّاج والنحّاس والأزهري منه،من كتاب أبي عبيدة وهم كانوا متأخرين عنه.

أيضاً من العلماء الذين انتقدوا كتاب أبي عبيدة انتقدوه انتقاداً شديداً وكتبوا فيه، علي ابن حمزة البصري المتوفى سنة 375 هجرية فهو بعده بمدة طويلة له كتاب سماه التنبيهات على أغاليط الرواة، وانتقد فيه عدد من الكتب التي صنفت قبله وانتقد من ضمنها كتاب مجاز القران لأبي عبيدة وبين مافيه من أخطاء، لكن للأسف الشديد أن هذا الكتاب قد طبع والجزء الذي نقدّ فيه الكتاب مجاز القران لأبي عبيدة من الأجزاء المفقودة من هذا الكتاب.

إذاً أبو عبيدة رحمه الله معمر ابن المثنى التيمي البصري عندما صنف هذا الكتاب وصنفه على كبر وعلى خبرة وعلى معرفة وسواء كان الدافع له إلى تصنيف هذا الكتاب القيم هو تلك الحادثة التي ذكرتها لكم في مجلس الربيع أو الفضل بن الربيع أو كان دافعاً ذاتياً من أبي عبيدة في تأليف كتاب في غريب القران الكريم، إلا أن هذا الكتاب على الرغم من الطعون والانتقادات الشديدة التي وجهت لأبي عبيدة في زمانه فإن هذا الكتاب أصبح مصدراً أساسياً للعلماء بعده،ولذلك يعّد هذا الكتاب من أول إن لم يكن أول كتاب في غريب القران فهو من أوائل الكتب التي صنفت في غريب القران، لأنه قد نسبت كتب في غريب القران إلى زيد ابن علي رضي الله عنه ونسبت إلى غيره من العلماء كتب في غريب القرآن إلا أن هذا الكتاب مجاز القران هو أول أو من أول الكتب التي صنفت في غريب القرآن، وهو عمدة عند العلماء اعتمد عليه ممن جاء بعده ابن قتيبة عبد الله ابن مسلم ابن قتيبة في كتابه مشكل القرآن وفي كتابه غريب القرآن واعتمد عليه الطبري في كتابه جامع البيان بل أكاد أجزم أن الطبري رحمه الله قد أودع هذا الكتاب في كتابه التفسير، وإن كان لايسمي أبا عبيدة وكثيراً مايذكر أو يورد كلام أبي عبيدة لينتقده ويسميه يقول: وقال بعض أهل المعرفة بلغة العرب من أهل البصرة،وقال بعض أهل اللغة من أهل البصرة، وقال بعض من يدّعى المعرفة بلغة العرب من أهل البصرة،فهو يذكر ه ولايصرح باسمه، لكن الموازنة بين كتاب مجاز القران وبين تفسير الطبري تظهِر للقارئ أن الطبري اعتمد كثيرا على كتاب مجاز القران.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير