تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عشرة سنة رحل من بلدة آمل لطلب العلم , فأخذ يتنقل في المناطق القريبة من مدينته يطلب العلم على شيوخ ذلك الزمان , فبدأ يطلب الحديث ويأخذ عن شيوخ الحديث , فأخذ عن محمد بن حميد الرازي واخذ عن غيره علما غزيرا. وقد ذكر ياقوت الحموي رحمه الله كثيرا من قصصه في طلب العلم , وأفضل من رأيت من ترجم لمحمد بن جرير وتفاصيل أخباره هو ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان. ومحمد بن جرير- رحمه الله- قد صنفت في سيرته وفي ترجمته كتب , منها كتاب ابن كامل صاحبه وتلميذه إلا انه فقد , ومنه أيضا كتاب تلميذه عبد العزيز بن محمد الطبري له كتاب في ترجمة محمد بن جرير الطبري –رحمه الله- وقد نقل منه ياقوت الحموي كثيرا واعتمد عليه في ترجمته , وكتب في ترجمته أيضا القفطي صاحب كتاب أنباه الرواة في أنباه النحاة قد ترجم له في كتاب اسماه محمد بن جرير إلا أن هذا الكتاب للأسف أيضا من الكتب التي فقدت وقد وصفه القفطي باانه كتاب ممتع , وكنا قد تمنينا أن يصل إلينا هذا الكتاب حتى نتعرف على محمد بن جرير وعلى منهجه في طلب العلم أكثر إلا انه قد فقد كما ذكرنا , إلا أن أوسع ترجمه تجدها لمحمد بن جرير الطبري -رحمه الله – الآن موجودة ماتجده في معجم الأدباء لياقوت الحموي , ومافي كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي –رحمه الله رحمة واسعة-. بعد أن رحل محمد بن جرير الطبري لطلب العلم بدأت بهذه السنة وعمره اثنتي عشرة سنة ثم دخل بغداد سنة 236هـ , أول دخول للطبري لبغداد كانت في هذه السنة 236هـ وعمره سبعة عشرة عاما , وسبحان الله العظيم كان عندما رحل إلى بغداد يقصد الإمام –رحمه الله- احمد بن حنبل لشيباني ورحل من اجل أن يلقى احمد بن حنبل ويسمع عنه الحديث , إلا انه لما وصل إلى مشارف بغداد بلغه نعي الإمام احمد ووفاته فحزن لذلك حزنا شديدا ولم يدخل بغداد , وانصرف من بغداد وذهب إلى البصرة فأخذ يسمع الحديث على إمام الحديث بالبصرة و بقي في البصرة مدة طويلة , ثم انتقل إلى الكوفة بعد ذلك وأخذ يقرأ على علماء الكوفة , فقرأ اللغة والشعر على الإمام احمد بن عباس الشيباني المعروف بثعلب –رحمه الله- وهو إمام الكوفيين في النحو وفي اللغة *وثعلب قد ولد سنة 200هـ وتوفي سنة291هـ فالإمام الطبري قرأ عليه تقريبا بعد سنة 241هـ ربما سنه 244 هـ أو سنة 245هـ والإمام ثعلب كان من أئمة اللغة كما ذكرنا , وعليه اعتمد الإمام الطبري في اللغة وفي الشعر وفي النحو , حتى أنه سئل أبو بكر بن مجاهد صاحب كتاب السبعة في القراءات وهو من تلاميذ الإمام الطبري وهو أيضا من تلاميذ الإمام ثعلب فسأله ثعلب يوما فقال له: من بقي اليوم عندك من علماء النحو في بغداد؟ قال: لم يبقى احد فذكر له الطبري فقال: مادام أبو جعفر الطبري هناك فلا يزال هناك علماء كبار في النحو , وهذا اعتراف من الإمام ثعلب رحمه الله بعلم ابن جرير الطبري و تقدمه في علم اللغة والنحو ثم في سنة 253هـ رحل الإمام محمد بن جرير الطبري إلى مصر رحلته الأولى وعمره تسعة وعشرين سنة , ومر في طريقه على بلاد الشام وعلى السواحل وعلى بيروت وقرأ هناك بالقراءات ثم واصل سيره حتى دخل إلى مصر , وكتب الحديث عن تلاميذ الإمام مالك والشافعي ثم بعد سنة 254هـ رجع إلى الشام مرة أخرى , ثم عاد إلى مصر سنة 256هـ بعد أن بلغ من العلم مبلغا وقد كان عمره في تلك السنة اثنتين وثلاثين سنة , ولذلك يقول الإمام الطبري –رحمه الله – لما دخلت إلى مصر في المرة الثانية كان كثيرا من العلماء يلقني ويختبرني في العلم الذي هو مبرز فيه , وكان الإمام الطبري في تلك السنة مازال يعتمد على والده في المعيشة وكان والده ينفق عليه ويرسل إليه النفقة إلى مصر , ثم بعد أن اخذ قسطا وافرا من العلم في مصر في هذه الرحلة الثانية وكان عمره فوق الثالثة والثلاثين , عاد مرة أخرى إلى بغداد ومكث فيها مدة يطلب فيها العلم ويدرس , ثم عاد إلى بلده طبرستان مرة أخرى , ثم عاد إلى بغداد , ثم رجع مرة أخرى سنة 290هـ إلى طبرستان فوجد الرفض وسب الصحابة قد انتشر بها –والعياذ بالله – فترك المقام بها ورجع إلى بغداد الرجعة الأخيرة واستقر ببغداد سنة 290هـ حتى توفاه الله سنة310هـ مكبا على التصنيف والتأليف والتدريس إلى سنة 310هـ وتوفي رحمه الله رحمة واسعة وعمره ست وثمانون سنة. في حياة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير