وليس المراد في الزهد في الدنيا .. أن يرفض العبد الدنيا بكمالها وأن لا يتملّكها، فقد كان سليمان و داؤود عليهما السلام من أزهد أهل زمانهما،ومع ذلك كانا لهما من المال والملك والنساء ما لهما، وكان النبي صلّى الله عليه وسلم من أزهد البشر على الإطلاق،ومع ذلك كان له تسع نسوة.
العلم مع الزهد والعبادة .. يلطف القلب ويرققه، ويزيل عنه ما فيه من الجفاء والغلظة، فيشمل الزهد .. الزهد في الحرام وهو فرض عين بحيث يعرض المرء عن المعاصي والذنوب.
**** الدرس كاملا في المرفقات****
************************************************** **************************************************
*نبذة من الدرس الثامن*
الرجاء
الحمد الله الرؤوف الرحيم .. المؤمل بكشف الملمات .. والمرجو برفع الدرجات .. وأشهد أن لا إله إلا الله نرجو رحمته ونخاف من سوء أعمالنا .. وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما ً كثيرا.
أما بعد ..
فإن من عبادات القلوب .. رجاء رحمة علاّم الغيوب، قال تعالى) أولئكَ الّذينَ يَدعُونَ يَبتَغُونَ إلىَ رَبّهِمُ الوَسِيلَة أيّهُم أقَرَب وَيَرجُونَ رَحمَتَه وَيَخَافُونَ عَذَابَه (وفي الصحيح يقول النبي صلّى الله عليه وسلم: {لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه}، ويقول: {قال الله عزّ وجل: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء}.
قال ابن القيم: {الرجاء حاد يحدو القلوب إلى بلاد المحبوب وهو الله والدار الآخرة}، أجمع العارفون على أن الرجاء لا يصح إلا مع العمل، كرجاء المطيع لثواب ربه، أو رجاء كائد لمغفرته وعفوه.
الرجاء ضروري للمريد السالك، والعارف لو فارقه لحظة لتلف أو كاد، فإنه دائر بين ذنب يرجو غفرانه، وعيب يرجو إصلاحه، وعمل صالح يرجو قبوله، واستقامة يرجو حصولها ودوامها، وقرب من الله وعلو منزلة عنده يرجو وصوله إليها.
الرجاء من الأسباب التي ينال العبد بها ما يرجوه من ربه .. بل هو أقوى الأسباب، وفي قوله تعالى) إن الّذينَ آمَنُوا والّذينَ هَاجَرُوا وجَاهَدُوا في سَبيلِ اللهِ أولئكَ يَرجُونَ رَحمَةَ الله (دليل على أن الرجاء لا يكون إلا بالقيام بالأعمال، وأما الرجاء المقارن بالكسل فهو غرور وأمن من مكر الله وهو دال على ضعف الهمّة، ونقص العقل، وفي الآية دلالة على أن العبد لا يعتمد على عمله، ولا يعّول عليه، بل يرجو رحمة ربه.
... الدرس كاملا في المرفقات ...
************************************************** ************************************************** *
*نبذة من الدرس التاسع*
الخوف
الحمد لله رب العالمين .. الحمد لله القوي العزيز .. صاحب البطش الشديد .. فعّال لما يريد، كم أهلك من أمة كافرة، وكم أخذ من جماعة ظالمة، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
أما بعد ..
ففي لقاءنا هذا في برنامج قلوب الصائمين نتحدث عن امتلاء قلوب المؤمنين بالخوف من رب العالمين، قال الله تعالى) فَليَحذَرِ الّذينَ يُخَالِفُونَ عَن أمرِهِ أن تُصِيبَهُم فِتنَة أو يُصِيبَهُم عَذَابٌ ألِيم (.
من الأمور التي تدعوا العبد إلى زيادة الخوف من الله تعالى كثرة المعاصي التي فعلها العبد، ويخاف من سوء عاقبتها، فإذا كان أنبياء الله صلوات الله عليهم وسلامه يقولون) إنّي أخَافُ إن عَصَيتُ رَبِّي عَذَابَ يَومٍ عَظِيم (فكيف بغيرهم من أفراد الناس.
ومن طرق تحصيل خوف الله تعالى .. تصديق الله في وعده ووعيده، وذلك أن المرء يخاف أن يدخله الله نار جهنّم ويعذبه بها، كما قال تعالى) قُل إنَّ الخَاسِرِينَ الّذِينَ خَسِرُوا أنفُسَهُم وأهلِيهِم يَومَ القِيامَة الا ذَلِكَ هُوَ الخُسرَان المُبين لَهُم مِن فَوقِهِم ظُلَل من النّارِ ومِن تَحتِهِم ظُلَل ذَلِكَ يُخَوّفُ اللهُ به عِبَاده يَا عِبَادِي فَتّقُون (.
¥