تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن أسباب تحصيل اليقين .. أن يعرف المرء عادة الله جلّ وعلا في نصر أولياءه المؤمنين، وإنزال العقوبة بأعداءه المجرمين، قال تعالى) وكُلاً نَقُصُّ عَلَيكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُسُلِ مَا نُثَبِتُ به فُؤَادَك (.

إن من أسباب تحصيل اليقين .. أن يتأمل المرء في عجز الأمم عن الإتيان بمثل هذا القرآن، قال تعالى) وَإِن كُنْتُم فِي رَيبٍ مِمّا نَزّلنَا عَلَى عَبدِنَا فَأتُوا بِسُورةٍ مِن مِثلِه إن الإقبال على المعاصي والاستجابة لمضلّات الفتن من أسباب زوال اليقين كما في الحديث: {تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عودا، فأي قلب أُشربها نكتت فيه نكتةٌ سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتةٌ بيضاء، حتى تصير على قلبين .. قلب ابيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات و الأرض، والآخر أسود مربادا لا يعرف معروفا و لا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه}.

إن عدم التزام الإنسان بما أمر الله به من فعل الطاعات من أسباب زوال اليقين، قال تعالى) فَأَعَقَبَهم نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِم إلى يَومِ يَلقَونَهُ بِمَا أَخلَفُوا اللهَ مَا وَعَدوه وبِمَا كَانُوا يكذِبُون (، إن لدى أهل الإسلام من اليقين ما ليس لغيرهم، ولدى أهل السنة من اليقين ما ليس لأهل البدع، ولدى علماء أهل السنة من اليقين ما ليس لعوامّهم، وهكذا الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب لا يسخطه أحد.

وليحذر الإنسان من أن يعاقبه الله تعالى فيزيل اليقين من قلبه، فإن الله قادر على ذلك كما قال سبحانه) فَإِن يشَاءِ اللهُ يَختِمُ عَلَى قَلبِك (، وقال) وَاعْلَمُوا أنَّ اللهَ يَحُولُ بَينَ المرءِ وَقَلبهِ (، وقال) (وَكَذَلِكَ يَطبَعُ اللهَُ علَى قلوبِ المُعتَدين

وقال) وَكَذَلِكَ نَسلُكُهُ في قُلُوبِ المُجرِمِين لا يُؤمِنُونَ به حَتى يَرَوا العَذَابَ الأليم (.

لقد سمع الله قول أولئك الّذين ضعف يقينهم بسبب ما حصل لديهم من المرض مرض القلب، ووصفهم بقوله (في قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضَا)، فترى اّلذين في قلوبهم مرض يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ..

إكمال الدرس في المرفقات

*نبذة من الدرس (15) *

**الاعتراف بفضل الله ونعمه**

الحمد لله المنعم المتفضل .. أنعم علينا فأجزل .. وأعطانا فأكثر .. ما أعظم منّة الله علينا، وما أكثر فضائله الواصلة إلينا، ومن أعظم نعم الله علينا أن جعلنا من أتباع محمد صلّى الله عليه وسلم ..

أما بعد .. فإن من أعمال القلوب الاعتراف بفضل الله ونعمه , وخصوصاً بما أنعمه الله علينا في شهر رمضان، من إنزال كتابه، ومن تعظيم الأجر والثواب على الأعمال فيه، ومن وجود ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.

وقد ذكّرنا الله بنعمه في مواطن عديدة من كتابه، كما قال سبحانه) ألَم تَرَوا أنّ اللهَ سَخّرَ لَكُم مَا فِي السَماوَاتِ وَمَا فِي الأرض وأسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَه (وقال) الّذي جَعَلَ لَكُم الأرضَ فِرَاشَا ًوالسَمَاء ِِبِناَءَ وأنزَلَ مِنَ السمَاء ِمَاءً فَأخرَجَ به منَ الثَمَرَاتِ رزقَاً لَكُم (.

وقد أمرنا الله تعالى بتذكر نعمه، فقال سبحانه) يا أيُّهَا النّاسُ اذكُرُوا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم (وقال) واذكُرُوا نِعمَةَ الله ِعَلَََيكُم ومِيثَاقَهُ الّذِي وَاثَاقَكُم بِه ِإذ قُلتُم سَمِعنَا وأطَعنَا (، فأمر الله المؤمنين بتذكر نعمه الدينية والدنيوية، ومن ذلك تذكر هذه النعم بالقلوب، وبذلك يزول أعجاب الإنسان بنفسه، ويعرف أن ما عنده من النعم فإنه فضل من الله جلَّ وعلا.

ومن نعم الله العظيمة .. التي أنعم بها علينا أن جعلنا من أهل الإسلام والقرآن، فلابد أن يعرف القلب ذلك، وأن يفرح به، قال تعالى) يا أيَّهَا النّاسُ قَد جَاءَتُكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُدُور وهُدَىً ورَحمَةٌ لِلمُؤمِنِين قُل بِفَضل ِاللهِ وبِرَحمَتِهِ فَبذَلِكَ فَليَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ مِمَّا يَجمَعُون (.

وأعظم ذلك .. نعمة التوحيد، بإفراد الله بالعبادة، وعدم صرف شيء منها لغير الله، كما قال تعالى عن يوسف عليه السلام) مَا كَانَ لَنَا أن نُشرِكَ بِاللهِ مِن شَيء ذَلِكَ مِن فَضلِ الله ِعَلَينَا وعَلَى النّاس ولَكنَّ أكثَرَ النَّاس ِلا يَشكُرُون (.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير