ليُعلم إن من محبة وصول الخير إليهم أن نتمنى عدم تمكّنهم من الصد عن دين الله، ومن ذلك أن نتمنى عدم قدرتهم على إيذاء المؤمنين، فإن هذا يقلل من سيئاتهم، وكذلك نرى مشروعية جميع الأعمال التي معهم من أجل تقليل شرّهم لتقلّ سيئاتهم ..
وبهذا نعلم الفرق الذي بين المؤمنين وبين غيرهم .. فالمؤمن يتمنى الخير لغيره، قال تعالى) مَا يَودُّ الّذينَ كَفَرُوا مِن أهَلِ الكِتَابِ ولا المُشرِكِينَ أن يُنَزَّلَ عَلَيكُم مِن خَيرٍ مِن رَبِّكُم واللهُ يَختَصُّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشَاء (وقال سبحانه) ودَّ كَثِيرٌ مِن أهَلِ الكِتَابِ لَو يَرُدُّونَكُم مِن بَعدِ إيمَانِكُم كُفَّارَا حَسَدَاً مِن عِندِ أنفُسِهِم مِن بَعدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقَّ (.
وفي المقابل حذّرت الشريعة من عدم تمني الخير للآخرين أو من تمني الشرّ لهم أو من تمني زوال النعم عنهم فإن هذا هو الحسد الذي جاء في سنن أبي داوود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إيّاكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب} وفي حديث الزبير مرفوعا {ـــــــــــ إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين} ..
وقد عاب الله تعالى على أهل صفة الحسد فقال) أم يَحسُدُونَ النَّاسَ عَلَىَ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ فَقد آتَيِنَا آلَ إبرَاهِيم الكِتَابَ والحِكمَة وآتينَاهُم مُلكَاً عَظِيِمَاً (، وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم {لا تنافسوا ولا تحاسدوا} وفي الصحيح {ولكن أخشى عليكم أن تُبسط الدنيا عليكم كما بُسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتُهلككم كما أهلكتهم}، وقال تعالى) ولا تَتَمنَّوا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعضَكم على بَعض لِلرِجَالِ نَصِيبٌ مِمّا اكتَسَبُوا وَلِلنِسَاءِ نَصِيبٌ مِمّا اكتَسَبن واسألُوا اللهَ مِن فَضلِهِ إنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمَا ( ..
ومن أعظم ما يتمكن المرء به من دفع الحسد عن نفسه .. ومن دفع آثارالحسد السيئة أن يلتجئ إلى ربه جلّ وعلا دعاءً وتضرعاً وسؤالا، بأن ينجيه من شر الحاسدين كما قال تعالى) قُل أعُوذُ بِربِّ الفَلق من شَرِّ مَا خَلَق ومِن شَرِّ غاسقٍ إذا وَقَب ومِن شَرِّ النَفَّاثَاتِ في العُقَد ومِن شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَد (وكان من رقية النبي صلى الله عليه وسلم {بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك} ..
إن المحسود يتمكن من دفع ضرر الحاسد عنه .. بالتعوذ بالله من شرّه وبتقوى الله، فإن من اتقى الله حفظه الله كما في حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يا غلام أحفظ الله يحفظك} ..
ومما يتمكن المحسود من دفع ضرر الحاسد عنه .. أن يقبل على الله عملا ًوإخلاصا، وأن يتوكّل على الله جل وعلا، فإن من توكّل على الله فهو حسبه أي كافيه شرور خلقه ..
يتمكن المحسود من دفع ضرر الحاسد عنه .. بالصبر عليه والإعراض عن أذاه وعدم اشتغال القلب بذكره مع التوبة إلى الله من الذنوب التي سُلّط عليه العدو بسببها ..
ومما يتمكن المحسود به من دفع ضرر الحاسد عنه .. أن يُكثر من الصدقة والإحسان وخصوصا ًأن يُحسن على الحاسد لأن ذلك يُطفئ حسده ..
من أعظم ما دُفع به الحسد .. إفراد الله بالعبادة وعدم صرف شيء من العبادات لغير الله، فإن أهل التوحيد يقيهم الله شرور غيرهم ..
... الدرس كاملا في المرفقات ...
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[19 Aug 2010, 10:30 م]ـ
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
جهد طيب مبارك، وعمل موفق
بورك فيك، ورفع الباري قدرك
شكراً لكََِ
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[21 Aug 2010, 03:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قلوب الصائمين
الدرس (21)
الغيرة
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ..
أما بعد ...
¥