تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن من أسباب وجود المحبة بين المؤمنين .. أن يُهدي بعضهم إلى بعض كما في الحديث {تهادَوا تحابّوا} جاء عند الطبراني مرفوعا {ثلاث يصفّين لك ودّ أخيك: تُسلّم عليه إذا لقيته، وتُوسّع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسماءه إليه} وفيه عن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن من عباد الله لأناس ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله .. قالوا: يا رسول الله تُخبرنا من هم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوا لله إن وجوههم لنور، وإنهم على نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، أولئك أولياء الله، ثم قرأ] ألا إنَّ أولِيَاءَ اللهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنُون (.

جاء في سنن أبي داوود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله} روى الإمام مالك في الموطئ بسند جيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {قال الله عز وجل: وجبت محبتي للمتحابين فيّا، والمتجالسين فيّا، والمتزاورين فيّا، والمتباذلين فيّا، فالمتحابون يُحبهم الرحمن متى كان تحابهم لله}.

محبة المؤمنين لبعضهم .. توجد حلاوة الإيمان في القلب، كما في الصحيح {ثلاث من كنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ... } الحديث.

إن محبة المؤمنين لبعضهم .. من أسباب كونهم يستظلّون في يوم القيامة، حيث تدنو الشمس من الرؤوس،ويلجم العرق بعض العباد كما جاء في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم رجلين تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه}، وفي صحيح مسلم: {يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي .. اليوم أظلّهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي} وفي الترمذي بسند جيد: {قال الله: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء}

** الدرس كاملا في المرفقات ...

ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[26 Aug 2010, 11:47 م]ـ

*نبذة من الدرس*

قلوب الصائمين

رقم (28)

فضائل رمضان

الحمد لله رب العالمين .. فعّال لما يريد .. لا رادَّ لما قضى ولا معقّب لما حكم .. يتصرف في أحوال العباد وجوارحهم كيف يشاء .. إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تتوجه قلوب الموحدين إليه وحده بعباداتهم وسؤالهم وتضرّعهم .. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله كان يكثر في دعاءه من قول اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .. صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرا ..

أما بعد فإخواني الكرام ..

أهنئكم دخول شهر رمضان .. شهر الخير والبركة .. شهر زراعة التقوى في قلوب الصائمين ..

وابتدئ معكم في هذا البرنامج في الحديث عن القلوب التي عليها معوّل كبير كما ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم} رواه مسلم .. واسمع لقول الله تعالى: إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنفال: 70ولذلك حرص المؤمنون على دعاء الله تعالى بإصلاح قلوبهم، فكان من دعائهم {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا} وكان من دعائهم {اللهم حبب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا}، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: {اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم يا مصرف القلوب اصرف قلبي لطاعتك} وذلك لأن تثبيت قلب العبد على الدين وانصرافه إلى الحق من أعظم أسباب النجاة والفلاح، والعصمة عن كثير من الذنوب، ويدلّك على أهمية الاعتناء بالقلب ما يأتي:

أولا ً: أن القلب مصدر الأعمال والاعتقادات قال تعالى (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {ألا إن في القلب مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب}.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير