تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: [المقصود بالدعوة وصول العباد إلى ما خُلقوا له من عبادة ربهم وحده لا شريك له، والعبادة أصلها عبادة القلب المستجمع للجوارح .. فإن القلب هو الملك والأعضاء جنوده].

وثانيا ً: أن الأجر والثواب يكون على مقدار ما في القلب من النيّة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إنما الأعمال بالنيّات وإنما لكل امرئ ما نوى}.

وثالثا ً: أن القلب سريع التقلّب كما ورد في الحديث {إن قلوب بني آدم بين أصبُعين من أصابع الرحمن يقلّبها كيف يشاء}. قال ابن عمر: [كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم: لا، ومقلّب القلوب]، وفي حديث أنس: [مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلّبها الرياح].

ورابعا ً: أن الشياطين تُلقي الوساوس في قلوب العباد، فتؤثر على عمل العبد ومعتقده وتصوراته، قال تعالى (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)

و قال: (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأنعام: 43. قال ابن عباس: [إن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس].

وخامسا ً: أن القلب أداة يتمكن الإنسان بها من الفهم الصحيح، والتفريق بين الحق والباطل،قال تعالى (قلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ" وفي المقابل قال تعالى: (لَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون ?26?الأحقاف: 26 وقال: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُون) الأنعام: 125

وسادساً: أن الله تعالى سيسأل العبد يوم القيامة عن قلبه كما قال تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) الإسراء: 36.

وللصوم تأثير عجيب في القلوب،وذلك لأن الصوم فيه كسر لشهوة البطن والفرج الموجبة لتصفية القلب، ثم إن الصائم يبتعد عن المعاصي فيؤثر ذلك في صفاء قلبه، قال أبو سليمان: [الرين والقسوة زماما الغفلة ودواءهما إدمان الصوم]، ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم من لم يستطع الباءة والزواج من الشباب بالصوم وقال {فإنه له وجاء} ..

ومن هنا كان للصائم دعوة لا ترد لما في الصوم من كسر الشهوة وحضور القلب والتذلل للرب، قال ابن القيّم رحمه الله: [وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة وحميتها عن التخليط الجالب لأهل المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ويعيد إليها ما سلبته منها أيدي الشهوات، فهو أكبر العون على التقوى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: {الصوم جُنّة} والمقصود أن مصالح الصوم لمّا كانت مشهودة بالعقول السليمة والفطر المستقيمة شرعه الله لعباده رحمة بهم وإحسانا ً إليهم وحمية ًلهم وجُنّة، وقال: إن الصائم ليتصور بصورة من لا حاجة له في الدنيا إلا في تحصيل رضا الله، وأي حسن يزيد على حسن هذه العبادة التي تكسر الشهوة وتقنع النفس وتُحي القلب وتفرحه وتزهّده في الدنيا وشهواتها وترغّبه فيما عند الله] ..

* الدرس كاملا في المرفقات*

* نعتذر في كون هذا الدرس من الدروس المتقدمة ولكن تم تفريغه مؤخراً*

ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[28 Aug 2010, 12:00 ص]ـ

نبذة من الدرس

قلوب الصائمين

رقم (29)

السكينة والطمأنينة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير