وشكر معاليه الأخوة العلماء الذين آثروا خدمة القرآن الكريم على غيرها فيما بذلوه من وقت لإعداد هذه البحوث الرزينة الرصينة والتي سنستمتع بها في هذه الأيام القادمة لهم منا الشكر والتقدير على هذا الإسهام الذي سيقدم خدمة عظيمة للأجيال القادمة وللحاضرة في خدمة القرآن عبر هذه التقنيات الحديثة، كما شكر معاليه أصحاب المعالي والفضيلة الذين يرأسون جلسات هذه الندوة وجاءوا من أماكن شتى من هذه البلاد؛ ليتحفون رئاستهم لهذه الجلسات وليفيدوا الباحثين من تراكم معرفي ومعلوماتي، شاكراً معاليه الجميع على حسن تجاوبهم وحضورهم، سائلاً المولي عز وجل أن يوفقنا جميعاً لما فيه رضاه.
واستطرد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ قائلاً: إن هذا الزمن كما هو معلوم زمن صراع وكل من يشهد اليوم يشهد هذا الزمن ويشهد أهله وتشهد دوله، وتشهد مؤسساته صراعاً ضخماً، مبيناً أن الصراع في الماضي كان لنهب خيرات البلاد ولاستعمار بلاد المسلمين في شتى بقاع الأرض، واليوم صراع واستعمار ولكن من نوع آخر إنه صراع على العقل، صراع على القلوب، صرع من يسبق إلى عقل الإنسان ليغيره وفق ما يريد أولئك، صراع على قلوب الناس لكي تكون لاهثة خلاف ما يصدره أولئك، ولهذا كان أعظم جهاد وأول جهاد أمرنا به أن يجاهد الكفار بالقرآن، {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً}.
وقال معاليه: إن هذه الندوة وما شاكلها من ندوات مما يسهم في الدخول في هذه المواجهات إنها حرية بالرفعة والأجر العظيم للمسلمين لما فيها من نفع عظيم ومواجهة صريحة، مؤكداً أن الصراع على العقل يجب أن نواجهه بحكمة وتؤدة، وتقنية ومعرفة بمسارب النفس والدخول إليها وإن الصراع على القلوب في تهيئتها بما يلقي إليها، ومن واجبنا أن نكون فيه من الرواد الذين يحسنون صناعة العقول ويحسنون الدخول إلى القلوب ترون اليوم في صراع الفضائيات على عقول الناس وقلوبهم ما لا يجب الكلام عنه في هذا المقام القصير. وكذلك في مجال البرمجيات والانترنت فإن هناك زخماً كبيراً يوجب علينا أن ندخل فيه بجد وحسن أداء لهذا جاءت هذه الندوة التي هي لبنة من لبنات البناء الحق للدعوة الإسلامية في هذه البلاد وفي بلاد المسلمين بعامة، جاءت لنضع لبنة للمسلمين وللباحثين وللمتخصصين بل وللجميع لتكون على مستوى الدعوة الإسلامية ألمأمولة.
ونبه معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ إلى أن الرتابة في أخذ الدعوة الإسلامية ليس من مصلحة هذه الدعوة فيجب علينا أن ننطلق في آفاق جديدة، ولذلك كان من اللوازم أن نكون منافسين في مجال الفضائيات في جميع مجالاتها، وأن نكون منافسين في مجال البرامج الحاسوبية، وأن نكون منافسين في مجال التقنية في جميع مجالاتها، وهذا هو الواجب على المسلمين، وهو من إعداد القوة التي أمرنا الله بها: {وأعدو لهم ما استطعتم من قوة}، وإن القوة في القرآن، وفي الحق، وفي سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم- فالإسلام قوي بما فيه من حكم وما فيه من آيات وأحاديث لنبينا - صلى الله عليه وسلم-، وما فيه من تراث عظيم لأمة الإسلام، وما فيه من تراث عظيم لأمة الإسلام، فلسنا ضعفاء بهذا العالم المضطرب، ولسنا ضعفاء في الحوار ولا المواجهة ولا في عالم يضطرم بأنواع من المعلومات وأنواع من المواجهات الفكرية والعلمية والمذهبية وأنواع أخرى، لسنا ضعفاء، بل القوة في الحق، والحق في كلام الله تعالى ولكن الشأن كيف نأخذ بهذا الكلام، وكيف نُسيره بما يخدم الإنسان بعامة، ويخدم المسلمين بخاصة، ويخدم الدعوة الإسلامية لهذا جاءت جهود المملكة العربية السعودية، وتمثلها اليوم جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني - أيدهم الله - جاءت جهود الجميع في خدمة الدعوة الإسلامية في شتى بقاع الأرض، وبقي دور العلماء، ومن هنا جاءت هذه الندوة.
وفي ختام كلمته وجه معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ الشكر للجميع سائلاً الله لهم التوفيق والسداد، بعد ذلك أعلن معاليه انطلاق برنامج مصحف المدينة البنوية للحاسوب الكفي، ثم أعلن عن اختتام الجلسة الافتتاحية للندوة.
الجدير بالذكر أنه يشارك في هذه الندوة ـ التي ينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة وتستمر ثلاثة أيام ـ نخبة من العلماء والباحثين، والمهتمين بالقرآن الكريم وتقنيات المعلومات، والمتخصصين في القرآن الكريم وعلومه من داخل المملكة وخارجها، حيث يناقشون على مدار تسع جلسات (37) بحثا.
المصدر ( http://www.quranit.org/rems/cms/?la=&p=57)
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[15 Oct 2009, 02:45 ص]ـ
ما شاء الله والله أمر متميز ....
يجب تنظيم مثل هذه اللقاءات في بلاد الشام,,,,,
¥