تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن فكرة امتلاك الأنبياء (لاسيما محمد وإبراهيم) لسلطة الشفاعة يجب أن تفهم وتفسر آخذاً بعين الاعتبار سياقات (الشفاعة) التي تدل على أنها لم تستخدم إلا مسبوقة بأداة الشرط (إلا)، وبالتصاحب مع فعل (استغفر). وتحليل سياقات (استغفر) (وهي أحيانا سلبية وأخرى إيجابية) مهمٌ بقدر أهمية تحليل سياقات الشفاعة من أجل تقرير ما يقوله القرآن حول هذه القضية المعقدة، التي تتداخل مع عدد من الأفكار القرآنية المهمة.

المحور الثاني: الخط والنحو

ـ علم الدلالة التاريخي والتزامني: الحقل الدلالي لـ (قوم) في ضوء علم الدلالة الإدراكي ونظرية المجاز المفهومي: توماس هوفمان (جامعة كوبنهاغن).

تضع هذه الورقة نفسها في سياق تراث التحليل الدلالي للقرآن، من الجرجاني حتى إيزوتسو وزامِّت، ولكنها تسعى لجمع بعض المبادئ والنظرات اللافتة الجديدة المكتسبة من علم الدلالة الإدراكي.

يحتل جذر (قوم) مكانة مركزية في العالم الدلالي للقرآن. هذا الجذر يَرِدُ بعدة أشكال نحوية، مثل أنماط الفعل الخمسة، فبعضها لازم (قام) وبعضها متعدٍ (أقام)، وبعضها اسم فاعل (مستقيم) وبعضها صفة (قويم) وبعضها مصدر (تقويم) وهكذا. إن جذر (قَوَمَ) -كما تُظهر الأمثلة- يستدعي حقلاً دلالياً يتراوح بين معاني الاستقامة النسبية المشيرة إلى المواقف والأوضاع والمسافات المادية إلى المعاني المجردة والمجازية (غالبا ما تكون أخلاقية وتنظيمية ومعرفية) مثل التركيب التعبدي: الصراط المستقيم، أو دينا قِيَماً.

من خلال توظيف نظرية علم الدلالة الإدراكي على ما يُطلق عليه أنماط الصورة والمجازات المفهومية، يحاول الباحث أن يثبت أن المفاهيم المجازية والمجردة -مثل: الأخلاق والنظام والحقيقة- مرتبطة باتساقٍ والتجاربَ المادية الأساسية المتكررة، وأن هذا الارتباط الحقيقي يدعم دلالية (قوم) المقنعة. ولكن (قوم) ينبغي أن تُربط بدلالاتها السياقية والنظيرة (مثل سياقات (الطريق) و (المعوَجّ)) وما تشترك فيه مع أضدادها، ومع اللغات ذات الصلة (مثل العبرية والآكادية والإنجليزية والروسية) وأيضاً بالنصوص الدينية ذات الصلة، خصوصا التنخ.

هكذا، تحاول هذه الورقة أن تثبت أن التجربة المادية الأساسية تقدم مصدراً نافعاً للبناء الإدراكي، الذي يمكن تفصيله دلالياً ومجازياً ضمن بيئة ورؤية للعالم خاصتين.

ـ التناص الشعري: بحث دلالي معجمي في جذر (كفر): غسان المصري (جامعة برلين الحرة).

إن أحد الأعمال المعروفة جدا في علم الدلالة القرآني في القرن العشرين هو كتاب ايزوتسو (بنية المصطلحات الأخلاقية في القرآن). على الرغم من أن كثيراً من استنتاجاته بحاجة إلى مراجعة، فإن عمل ايزوتسو نجح في التنبيه إلى حتمية المنهجية الدلالية القابلة للتطبيق، مهما كانت المقاربة التي يتبناها الباحث. هذه الورقة تناقش بشيء من التفصيل عمل إيزوتسو، لاسيما معالجته لجذر (كفر)، مقدمةً اقتراحات لتوسيع منهجيته. على خلاف ايزوتسو، المنهجية المقترحة تأخذ بعين الاعتبار الطابع التطوري للمفاهيم القرآنية، متتبعة حياتها كما تتجلى ضمن السور وفيما بينها. وأيضا، بينما اعتمد ايزوتسو على المفسرين التقليدين، فإن المنهجية الحالية ستقوم على استخدام منظَّم للمصادر المعجمية المبكرة في تجريد عناصر الدلالة المحورية للجذور المستعملة في القرآن. إن النظرات المستفادة من المعاجم ستمكننا من استكشاف الاستخدام القرآني الخاص للغة ضمن نصه الخاص، وتقديم لمحات عن رؤية العالم التي يؤسِّسها. إن الهدف المبدئي لهذه التجربة هو توظيف المعاجم منهجياً في الدراسات القرآنية، وهو ما سيؤدي أيضاً إلى تخفيف قبضة التراث الكلامي على فهمنا للغة النص المقدس، وبالتالي فتح الأبواب أمام فهم لغوي أصيل للقرآن.

ـ القراءات العشر اختلافُ مخطوطات: العلاقات الداخلية والاعتماد المتبادل: كريستوفر ميلشيرت (جامعة أكسفورد).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير