تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن القراءات العشر المعتمدة للقرآن تُنسب إلى قرّاءٍ من القرن الثامن وبدايات القرن التاسع للميلاد. وهي كما قيل تمثِّل -إلى حد ما- القراءات الشائعة في مختلف المراكز الجغرافية. على سبيل المثال، يقرر ابن مجاهد أن قراءة نافع كانت اختياره الشخصي من بين خمس قراءات مدنية سابقة. بالجملة، القراءات العشر تتضمن قراءتين من المدينة، وواحدة من مكة واثنتين من البصرة وواحدة من دمشق وثلاثاً من الكوفة وواحدة من بغداد. ولكن القارئ أبا معشر الطبري (ت 478هـ) يميل في كتابه (القراءات الثماني) إلى جمع قراءات مختلفة لهذه المراكز الجغرافية.

يقترح الباحث في هذه الورقة أن نعتبر القراءات ناتجة عن اختلافات مخطوطاتية: أي، أن ننشئ شجرة لنرى أيَّها يتعلق بأيِّها. فإذا وجدنا أن القراءات المدينية -مثلا- مرتبط بعضها ببعض أكثر من غيرها في المدن الأخرى؛ سنعلم أن رؤية أبي معشر الطبري كانت صحيحة. بل ربما كانت هناك أدلة على النقل من مدينة إلى أخرى. مثلا: خلف البغدادي كان له قراءة خاصة، ولكنه عرف قراءة حمزة الكوفي ونافع المدني وعاصم الكوفي. إنه حري بالاهتمام إذن، أن نتأكد فيما إذا كانت القراءات من نفس المراكز متفقة مع بعضها أكثر من القراءات من مراكز أخرى.

المحور الثالث: أعلام القرآن وتشكيلهم فيه

ـ تشكيل الشخصيات في القرآن: مستنصر مير (جامعة يونغستاون).

تحاول هذه الورقة أن تطور مقاربة لدراسة الشخصيات القرآنية. إنها تثير عدداً من الأسئلة وتحاول أن تجيب عليها: ما أهمية الشخصية في القرآن؟ ما أنماط الشخصيات التي يقدمها القرآن وفي أية ظروف يقدمها؟ ما التقنيات الموظَّفة في القرآن لرسم هذه الشخصيات؟ كيف يرتبط التشخيص القرآني بالتخييل القرآني؟

هذه الورقة ستقارن أيضا التشخيص القرآني بالتشخيص التوراتي الإنجيلي، بحثا عن التشابهات والاختلافات بين المقاربات المعتمدة من قِبل كلا النصين للشخصية.

ـ النبوة والسلطة والأهلية: لقاء سليمان بملكة سبأ: جمال إلياس (جامعة بنسلفانيا).

إن لقاء سليمان بملكة سبأ هو واحدة من قصص الأنبياء المحيرة المذكورة في القرآن. لقد سُردت هذه القصة بمفردات مختصرة جدا ومحكمة جدا، حتى إنه كثيراً ما يخفى المتكلم: هل هو الله أم سليمان أم ملكة سبأ أم طرف رابع؟ وهذا الإيجاز يمكن أن يُفسَّر بعدد من العوامل. ولكن بغض النظر عن الأسباب الكامنة، فإن هذا اللقاء قد استحوذ على مخيلة أوائل الكتَّاب المسلمين الذين زخرفوا البيان القرآني الموجز بتفاصيل غنية جدا. وقد ركز هؤلاء الكتاب على عناصر مخصوصة من هذا اللقاء، وتفسيراتهم للحوادث التي وقعت بين سليمان وملكة سبأ تقدم نظرة ممتعة عن اهتمامات بعض العلماء المعروفين في الإسلام وقيمهم قبل تفكك الخلافة في بغداد.

تحاول هذه الدراسة - من خلال دراسة العرض القرآني كما شرح وذُيِّلَ من قِبَل أهم المؤرخين والمفسرين (مثل ابن كثير والطبري وفخر الدين الرازي ووهب بن منبه والثعالبي) - أن تظهر أن لقاء ملكة سبأ بسليمان كان أحد أهم الأحداث المحددِّة للأفكار الإسلامية التقليدية عن الأهلية الجنسية (الذكورة والأنوثة) للنبوة والمُلك، وعن طبيعة الإلهي.

ـ فرعون في القرآن: آدم سيلفرستاين (جامعة أوكسفورد).

ترمي هذه الورقة إلى النظر في الصورة التي قدمها القرآن عن فرعون في السياق الواسع للشرق الأدنى. وذلك من خلال ثلاثة أسئلة:

1 - إلى أي مدىً تدين أوصاف فرعون في القرآن إلى أوصافه الكتابية؟

2 - لو افترضنا وجود اختلافات بين الفرعون القرآني والفرعون الكتابي، كيف يمكن أن نفسر هذه الاختلافات؟

3 - ما الذي تخبرنا به هذه الاختلافات حول السياقات الثقافية الدينية للقرن السابع الميلادي في جزيرة العرب؟

هذه الأسئلة يجاب عنها من خلال الاعتماد على مصادر ذات نطاق واسع من الدوائر التوحيدية القديمة والمتأخرة، بالإضافة إلى التفاسير المبكرة. وتكشف أنه على الرغم من أن القرآن كان على بالٍ من الفرعون الكتابي (أو يَفترض أنه على بال من المستمعين)؛ فإن هناك طرقا بارزة مُيِّز من خلالها الفرعونُ القرآني بوعيٍ عن الفرعون الكتابي.

ـ نبوة ذي القرنين: كيفن فان بلاديل (معهد الدراسات المتطورة ببرنستون).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير