تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الحروفية حركة إسلامية ولدت في إيران في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الميلادي، أسسها فضل الله الاسترآبادي (796هـ). إن موسى هو أحد الأنبياء المهمين في (جوادن نامه)، العمل الأساسي لفضل الله والنص المؤسِّس للعقيدة الحروفية. يقدم (جوادن نامه) تفسيراً مسهباً للقصص القرآنية الأساسية المرتبطة بموسى: الألواح التي كتبها الله بنفسه وأعطاها لموسى، النار وصوت الله القادم من الشجرة، عصا موسى وتحولها إلى أفعى، شق الماء، الأربعون ليلة في صحبة الله .. إلخ. على الرغم من أن (جوادن نامه) أُسِّس على القرآن، فإنه استفاد أيضا من العهد القديم (خصوصا سفر الخروج) لإضافة بعض التفاصيل على قصة موسى مما لم يذكر في القرآن: الألواح المكسورة، مقاسات خيمة الميعاد ... إلخ. إن (جوادن نامه) يعترف بأصالة النصوص القرآنية والكتابية لكي يثبت ويظهر بعض المواقف المحددة للعقيدة الحروفية. والملمح المميز جداً لهذه العقيدة يحدد أيضا الرؤية الحروفية للقصة النصية لموسى ودعوته النبوية.

ـ اعترافات إرميا ومحمد المعزَّى: الاتفاق والاختلاف الرمزي بين القرآن وأسفار الأنبياء: نيكولاي سيناي (أكاديمية العلوم ببرلين).

تحاول هذه الورقة أن تستكشف نقاط الاتصال والانفصال بين السور المكّية وأسفار الأنبياء في الكتاب العبري، هذه الكتب تحمل قدراً كبيراً من التشابه الشكلي والموضوعي مع القرآن، بخلاف أسفار موسى الخمسة بقصصها التاريخية متعددة الأجيال، وتنظيماتها المفصَّلة، وبخلاف التجميعات اللاهوتية المتأخرة مثل كتابات الربيين.

وخطة هذه المقارنة تقوم على رؤية تفترض حصول بناء مبدع واستيعاب للكتب السابقة، لا اقتباسٍ نصي مباشر أو استعارة. وهذا ما سيبرهن على أن الفكرتين الأساسيتين لأوائل السور نزولا: نقدُها الشديد للظلم الاجتماعي والاستقلال المطلق للبشر من جهة، وتمثيلُها التصويري لحقيقة الحساب الذي لا مفر منه، يمكن أن تفهما على أنهما استفادة مبدعة من أسفار إشعيا وإرميا وحزقيال ودانيال، التي تتضمن في شكلها المختزل النهائي نزعة تنبؤية مثل يوم الحساب الإلهي العالمي والفردي، وبعث الموتى. في هذا الإطار سيُبحث أيضا عن المتوازيات المفهومية، مثل حقيقة أن كلا من حزقيال ومحمد قد كُلِّفا بمهمة إنذار الناس وتحذيرهم. كما تقترح الورقة أن السور الثلاث الخاصة بالمواساة والتسلية (الضحى والشرح والكوثر) يمكن أن ترتبط بالفكرة الكتابية عن معانة النبي من مهمته ومنصبه كما عُبِّر عنها مثلاً في اعترافات إرميا.

المحور الخامس: الحوار والخطاب وصدى القصص القرآني

- جماليات التعارض: الشرك والرمزية في القصص القرآني: تود لاوسن (جامعة تورونتو).

إنه من الملحوظ أنه لا يهم من أين تبدأ قراءة القرآن، أو ما الترتيب الذي تقرؤه به، (فهو هناك كله، في كل حين). تركز هذه الورقة على خصيصتين لأسلوب القرآن ومضمونه يُظَن أنهما ستساعدان في شرح فائدة هذه الملاحظة. هاتان الخصيصتان هما: الثنائية/التعارض، والتصوير الرمزي (التيبولوجي). ومن خلالهما يحصل (تيار قصصي) مطرد ومستمر خلال القرآن. إذن، قد عوِّض عن غياب القصص بهذين الشكلين/الخصيصتين المستعملتين باطراد.

ومن المفيد أن نعلم أن هاتين الخاصتين كلتيهما قد أفردت كمميز للنبوءة باعتبارها فرعاً في دراسة تراث الثقافات والأديان المتعددة. إن الجدل حول كون القرآن مثالاً صادقاً على الأدب التنبؤي لا يزال مستمراً، كما إنه من المهم أن نلاحظ عدداً من الخصائص الأساسية الأخرى للوظيفة التنبؤية يختلف من حيث الظهور في النص. في هذا السياق تم مناقشة تفاعل التعارضات والثنائيات المفهومية والمادية؛ لإبراز المكانة المهمة لهذه الخاصية في شكل الكتاب ومضمونه. ولإثبات أن وظيفته مرتبطة بشكل أساسي بالشخصنة التصويرية الثابتة في التصوير القرآني لشخصيات الأنبياء مثلاً، وبالتالي بالنبوة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير