تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أحد الملامح البارزة للباحثين التنقيحيين هو أنهم يشككون في تاريخية كل هذه المادة التراثية سعياً في تأويل القرآن. مع ذلك، فإن هؤلاء الباحثين، مثل جون وانسبرو، و ج. ر. هوتينغ، وباتريشا كرون، استمروا في قراءة القرآن وتأويله، موظِّفين -في غياب (ما هو بالنسبة لهم) مواد تراثية مزيفة- معايير أخرى لم تُطبَّق من قبلُ في قراءة القرآن. إن تأويلاتهم ومنهجياتهم استبعدت تماما تأويلات المفسرين التقليدين ومنهجياتهم وسخرت منها.

- ترجمتان للقرآن إلى لغة الهوسا وتأثير الولاءات الصوفية والأشعرية في نيجيريا المعاصرة: أندريا بريغاغليا (جامعة نابولي).

في نهاية السبعينيات، تكفَّلت المملكة العربية السعودية بطباعة أول ترجمة للقرآن إلى لغة الهوسا، اللغة الأساسية لمسلمي شمال نيجيريا. هذه الترجمة ألَّفها قاضي قضاة شمال نيجيريا، المفكر المصلح أبو بكر محمد غومي (ت 1992م). أثارت هذه الترجمة فور صدورها جدالات متعددة، حيث اعتمدت بشكل واضح وجليٍّ على مجموعة من القواعد العقدية المعادية للصوفية والمعادية للأشعرية؛ متحديةً بذلك بعض المعتقدات الأساسية للقاعدة النظرية التقليدية للثقافة المحلية. كما أن هذه الترجمة -التي سمحت لعوام المسلمين بالاقتراب من القرآن على نحو منفرد- قد حدثت في وقت تلا مباشرة إطلاق برنامج UPE ( التربية الأساسية العالمية) في 1976م وفصل مدارس الدولة العلمانية والمدارس الإسلامية الحديثة، والتآكل السريع للتحكم الشامل للعلماء التقليدين في نقل المعرفة الدينية من خلال القرآن والتعليم الإسلامي غير الرسمي. لقد ثار العلماء التقليديون على ترجمة غومي الإصلاحية، فرفضوها رسمياً واتهموها بمحاولة نشر الوهابية والتفكير الحر. بعد سنوات قليلة، هذا الرفض تجلَّى في ظهور ترجمة معارضة من قبل محمد الناصر كابارا (ت 1996م) وهو أستاذ سابق لغومي، وشيخ فرعٍ نشط من الطريقة القادرية في كانو.

من خلال تحليل أفكار خلافية مختارة من هاتين الترجمتين تحاول هذه الورقة أن تنبه إلى الجدال المحيط بترجمة القرآن في غرب إفريقيا المعاصر، مظهرةً مقدار انخراط الباحثين الأفارقة في اللغات وفي مصادر التفسير الإسلامي التقليدية، وفي القراءات المعاصرة المستمرة للسلطة التأويلية التراثية.

- القراءات القرآنية للمزامير: أنجيليكا نيوفرت (جامعة برلين الحرة).

على الرغم من أن القرآن يشير إلى المزامير كمجموعة نصوص كتابية (الزبور)؛ فإن صلة القرآن بالمزامير -بخلاف التوراة والإنجيل- ليست موصوفة بوضوح بأنها تصديق وجمع لذلك الكتاب. فالمزامير في القرآن ليس لها إلا دور هامشي كسلطة كتابية. مع أن نصوصا مزمورية متفرقة موجودة بوضوح في القرآن، وليست منعكسة فقط في عدد من الاستعارات القرآنية، ولكن منعكسة في رؤيتها للعلاقات الإنسانية الإلهية لاسيما في السور الأقدم.

تحاول هذه الورقة أن تقتفي أثر الإحالات القرآنية إلى آيات المزامير، محلِّلةً الصياغة القرآنية للمزامير في النصوص المكية. إن النظر في التشابهات الشكلية والدلالية بين المزامير والسور الأولى يستدعي منهجيا مشكلة (الإحالة النصية) في مقابل (الإحالة الشخصية): فهل يجب أن تُقرأ نصوص قرآنية معينة كإحالات إلى الخبرات الشخصية للنبي؛ أو كإحالة إلى أدب روحي تقوي موجود فعلاً؟

تتفحص هذه الورقة وظيفةَ الإحالات الرمزية إلى المزامير الموظَّفة كاستراتيجية نصية في السور المدنية اللاحقة، وتحاول أن ترسم مخططا لتطور هذا التجلي -غير الحكائي- للتناص الكتابي في القرآن.

- القرآن وفكرة التناسخ: أنماط التأويل في كتب العقائد العلوية: أنونزيتا روسو (جامعة ماسيراتا).

تعنى هذه الورقة بنوع من التأويل العَلَوي (التأويل الباطني) للنص القرآني، من خلال دراسة بعض النصوص المقتطفة من الأدب العَقدي العلوي. مثل أجزاء من كتاب (البدء والإعادة)، وهو نص عقدي علوي لم يذكر حتى اليوم في أعمال العلويين والنصيريين التي جمعها ماسنيون. هذا العمل كتب في القرن الخامس/الحادي عشر من قبل العَلَوي أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن هارون البغدادي، واعتمد على روايات وسلسلة من المرجعيات التي تعود إلى الإمام الشيعي الثاني عشر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير