تعالج هذه المقتطفات مسألة عقيدة التناسخ. فقد تطورت هذه العقيدة في خمس مراحل مبدئية أساسية: النسخ الفسخ الماشخ الواشخ الراشخ، كل هذه العمليات التقمُّصية شُرحت في ضوء التأويل العلوي لبعض الآيات التي اقتبسها المؤلف لكي يثبت الاختلاف بين المؤمن والكافر فيما يتصل بالجزاء والعقاب بعد الموت من خلال مصطلحات البعث والنشر في درجات مختلفة.
هذه الدراسة مدعومة أيضا بالمقارنة مع نصوص من الأعمال الدينية العلوية الأخرى، وكذلك مع بعض التفاسير الشيعية وبعض الأحاديث المجموعة في موسوعة بحار الأنوار.
المحور السابع: الثقافة المادية في القرآن
- ?وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ?: سياسة النميمة في يثرب في القرن الأول للهجرة: عائشة كيسنجر (جامعة ميشيغان).
إن إشارة القرآن إلى الغيبة والنميمة المنتشرة يدل على أن هذه الأنماط من الكلام قد أسهمت بدور هام في الحركة السياسية والاجتماعية في القرن الأول/السابع في يثرب؛ لذا فالنص القرآني لم يكتف بمجرد الإشارة إليها أحيانا، بل استجاب لها مباشرة في أحيان عديدة. وأشهر مثال على ذلك ما جاء في الآيات (1 - 4) من سورة التحريم حيث تظهر زوجتان من أزواج النبي؛ لأن إحداهما أفشت سراً. إن الباحثين النقديين استنتجوا عادة -بسبب من تأثرهم بتراث أسباب النزول الذي يذكره المفسرون- أنها تشير إلى حادثة عرضية صغيرة في حياة محمد العائلية، ويميلون لذلك إلى التقليل من أهميتها في بناء السياق الاجتماعي السياسي للقرآن. تكشف هذه الدراسة، من خلال قراءة معمقة لهذه السورة، عن البروز السياسي للنميمة في مجتمع محمد، وتعيد الاعتبار لما شكَّل السلطة والتأثير، وكيف تم ممارستهما، ومن قِبل مَن؟ كما تشير إلى أن زوجات النبي قد لعبن دورا مؤثِّرا في المجتمع في حياة محمد أكثر مما ظُنَّ عادة.
- الثياب في سورة يوسف: ف. غريفينهاغن (جامعة ريجينيا).
تُوظَّف الثياب في القصص المقدس بطرق مختلفة. فقد تستخدم للدلالة على لابسيها، أو للدلالة على أثر التغيرات في اللباس على المكانة، أو للدلالة على النقلات الروائية. إن الثياب تكشف وتغطي. إن رمز (الثياب)، وخاصة قميص يوسف، يظهر في اثنتي عشرة سورة من القرآن. إنه يتقاطع مع الأفكار المعرفية والأخلاقية والجمالية للحقيقة والكذب، الخير والشر، الجمال والقبح. تكشف هذه الدراسة عن الأسس الممكنة لهذه الحركية النصية، وعن عالم الأفكار الذي تثيره في البيئة الثقافية والمادية للعالم القديم. فاعتماداً على تحليل المادة الأدبية للنص نفسه سيتم تشكيل صورة عن دلالات الشيفرة الردائية للسورة واستعمالاتها في الخطاب. كما سيتم عرض دلائل نصية مقارنة، ودلائل أركيولوجية وفلكلورية وأثنوغرافية؛ وذلك للكشف عن الروابط بين الشفرة الردائية وبين سياق ألفاظ السورة. فهذه الدراسة الاستكشافية التجريبية تطمح للإسهام في تثوير العالم المادي للقرآن.
المحور الثامن: الخط والمصاحف القرآنية
- أوراق أموية من المصحف وتأريخها: ياسين دوتن (جامعة كايبتاون).
في ظل غياب مخطوطات مؤرَّخة بدقة، فإن مشكلة تأريخ المصاحف لم تزل منذ زمن طويل تشغل عقول الباحثين حتى اليوم. تبحث هذه الورقة في تأريخ مخطوطة قديمة من القرآن، سبق أن أُرِّخت باستخدام التحليل الكربوني، كما حدد تاريخها من خلال مناهج التحليل التاريخي الفني، وهو منتصف الفترة الأموية، أي السنوات الأخيرة من القرن الأول أو السنوات الأولى من القرن الثاني للهجرة.
بالإضافة إلى أسئلة التأريخ، فإن دراسة الاختلافات النصية وترقيم الآيات المستخدم في هذه المخطوطة وفي ورقتين من المخطوطة نفسها سوف يمكننا من بناء تصور عن القراءة المعتمدة فيها ونظام ترقيمها. فهي مخطوطة كتبت على القراءة المكية التي عرفت فيما بعد عن طريق قرائها كابن كثير وابن محيصن وقرنائهم وأسلافهم.
إن مقارنة إضافية بين هذه المخطوطة وغيرها من المخطوطات المشابهة تسمح بمزيد تأكيدٍ للتأريخات المؤقتة لها، كما تقدم صورة أوضح عن ملامح ما يدعى (الخط الكوفي) في مراحله الأولى في القرنين: الأول والثاني، وتساعد على فهم أفضل لتطوره العام.
- دور النقوش القرآنية والدينية في باكران بأصفهان: تهنيات مجيد (متحف كليفلاند للفنون).
¥