منذ عهود مبكرة، اعتمد الحكام في العالم الإسلامي الرجوع إلى الدين من أجل تحصيل الشرعية السياسية. ومن أجل هذه الغاية، استخدمت نقوش دينية وقرآنية معينة لتظهر كشعار شامل يعكس العقيدة الحاكمة. لقد أثَّرت الارتباطات العقدية والطائفية بوضوح في اختيار النصوص. وضمن هذه القاعدة، وإضافة إلى الامتيازين الرئيسيين للحاكم، الخطبة والسكة، فإن النقش المعماري قد استخدم أيضا كوسيلة فعَّالة لتطوير هذه الاهتمامات. فحالما أعلن الإليخاني أولجيتو الشيعية الاثني عشرية دولة دينية في 709/ 1309، رأينا تحولات منظمة واضحة في محتوى النقوش المعمارية في ظل الإمبراطورية الإلخانية.
تحاول هذه الورقة أن تركز على دور النقوش القرآنية والدينية في بقعة بيري باكران في التأكيد على العقيدة الشيعية لأولجيتو في أصفهان. البقعة التي بنيت في 698/ 1299 خضعت فجأة لجملة من إعادة التصميم في 712/ 1312 بحيث منحت النقوش القرآنية والدينية إبرازاً مرئيا أساسيا. يهدف هذا العرض، من خلال تحليل شكلي وفراغي وسياقي للمخطط النقشي والخطي، إلى بيان الاستغلال المنظَّم والواعي لنقوش قرآنية ودينية مختارة من أجل التعريف بالعقيدة الحاكمة للدولة الإلخانية.
- من النوزي إلى المدينة: إعادة قراءة للآية 12 من سورة النساء: ديفيد بورز (جامعة كورنل).
في بداية الآية 12 من سورة النساء نقرأ حرفيا: (دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ)؛ وتفسيرها التقليدي هو: إذا ترك رجل أو امرأة إرثه للعصبات الأقارب البعاد. في مخطوط نشر في 1986، اقترح الباحث أن القراءة الأصلية لهذا الجزء من الآية كان: (وإن كان رجل يرثه كلالة أو امرأة)؛ وأنه كان يعني أصلا: إذا رجل حدَّد كَنَّته أو زوجته كوارثة.
تشرح هذه الورقة شكلين من الأدلة الوثائقية التي تدعم هذه النظرية. أولهما: موجود في الألواح المسمارية المكتوبة في مدينة (نوزي) (في العراق) في أواسط الألفية الثانية قبل الميلاد. فقد وجدت في عدد من عقود التبني مرادفات آكادية للجملة القرآنية كلالة وامرأة. الجزء الثاني من الدليل موجود في المخطوط القرآنية الموجود في المكتبة الفرنسية 328 a المكتوب بالخط الحجازي. إن الفحص المجرد لهذا المخطوط تبين أن ناسخاً ما قد محا على الأقل كلمة من الكلمات في الآية وأعاد كتابتها، مغيراً النص الملفوظ أو التهجئة بإضافة أحرف. التهجئة الأصلية للكلمة ربما كانت كلّة، وهي كلمة غير معرفة في العربية ولكنها تشاركها في الجذر والاشتقاق وربما المعنى، كما هو الحال في مرادفها السامي؛ وكلها تعني زوجة أو كنَّة. وتحاول هذه القراءة أن تؤيَّد من خلال قراءة بالأشعة تحت الحمراء للمخطوط.
- لا تحرقه النار: جدل مبكر حول القوة الخارقة للمصحف: ترافيز زاده (كلية هافرفورد).
تبحث هذه الورقة في الخلافات القديمة حول حرمة المصحف القرآني، بالتركيز على طائفة من التأويلات لعدد من الأحاديث المتداولة بكثرة، مثل حديث: (إذا كتب القرآن على جلد فإن النار لا تأكله). لقد استدل العالم السني الموسوعي ابن قتيبة (ت 276) في (تأويل مختلف الحديث) بهذا الحديث على القوة الخارقة للقرآن. هذا الرأي، الذي ظهرت آثاره في كتب فضائل القرآن، يدل على التبجيل الشعبي للمصحف كوعاء مادي للكلام الإلهي، وكأنه يملك قوة طلسمية. فقد كتب على الأحجبة من أجل التعويذ، وربما أُكل أحيانا.
ولكن المتكلم الاثني عشري الشريف المرتضى (ت 436/ 1044) ينفي صحة هذا الحديث؛ إذ يحتج لرأيه عن المصحف بأنه جسم مادي لا يملك أي تفوق خاص يميزه عن أي نص آخر، وأنه حين يُحرَّف أو يُنسى من قبل البشر فإنه سيختفي للأبد. هذا الموقف يشكل جزءا من بحث المرتضى الكلامي الأوسع في طبيعة القرآن كوحي وفي إيمانه بالصرفة كسبب أساسي لإعجاز القرآن. مثل هذا الموقف المتطرف معارض تماماً للمقاربات التي تشير إلى الطبيعة الإعجازية للقرآن كموجود مادي وكوحي إلهي. تبحث هذه الورقة في دلالات هذه الجدالات من أجل التعمق في فهم القضايا الكلامية والفقهية المحيطة بالقرآن المادي، وفي فهم أهمية النص القرآني كموضوع للتبجيل.
المصدر: التسامح ( http://www.altasamoh.net/Article.asp?Id=528) .
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 Jan 2010, 06:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
¥