· الدّكتور أحمد عبّاس البدويّ تحدّث عن أستاذه محمّد محمود حجازي سبع دقائق من العشر المعطاة له، وكانت لفتة طيّبة منه وفاء لشيخه -رحمه الله تعالى-.
· الأستاذ العزيز طارق عبد الله شيخ إسماعيل لم يدع أحداً في القاعة إلا حاول اصطياده والتّعرف إليه؛ وبخاصّة من هم في ملتقى أهل التّفسير. فحيثما التفتّ وجدتّه قد اصطاد واحداً؛ فلقّبته بصائد المشايخ.
قفشة من عيار ثقيل:
أنا جالس ومنسجم وفي أمان الله في مقعدي وإذا بالدّكتور محمّد عبد اللطيف يأتي فيجلس أمامي ويتبعه الدّكتور أحمد شكري ثم الدّكتور عبد الرّحمن الشّهريّ على التوالي، والحديث مسترسل قبل جلوسهم، وتدفّق حول ما جرى هنا عقيب مناقشة رسالة الأستاذة إيمان حبيب في الإعجاز العدديّ.
والدّكتور رجب يقول بصوته الجهوريّ القويّ جدّاً بإصرار شديد: إنّ نعيمان هو إيمان؛ أنا متأكّد من هذا؛ لتشابه الأسلوب اتّصالاً وكتابة هنا وفي الرّسالة.
–وفضيلة الدّكتور معذور فعلاً؛ إذ الأسلوب متشابه! -
والدّكتور شكري يقول: أظنّه زوجها فهو يعمل في القضاء، (ثمّ تحدّث عن أسلوبي السّاخر!) والدّكتور الشّهريّ يستمع لهما بأدب جمّ، ثمّ على استحياء قال الشّهريّ: لكنّه مؤدّب، ويقصد نعيمان.
مسألة مهمّة لدى المشايخ أن يعرفوا جنس نعيمان!!!
فلم أدر ماذا أصنع؟ أأعرّفهم بنفسي، أم أنسحب كي لا أسمع أكثر؛ لكن بدء الجلسة قطع حيرتي. وسكت الجميع.
واهتبلتها فرصة فكتبت رسالة على جوّالي ووضعته بين يدي الدّكتور الشّهري من خلفه؛ هذا نصّها:
حيّهلاً بك أخي الحبيب أبا عبد الله فقد أنرتم الدّيار بطلّتكم البهيّة.
وسبحان الذي ساقكم للجلوس أمامي دون سابق وعد وعهد.
وأعتذر عن عدم استراق السّمع والتّدخّل!! لما تحدّثتم به قبيل الجلسة.
بيني وبينك سرّي للغاية.
أنا نعيمان.
فتبسّم الشّهريّ دون أن يلتفت وناولني الجوّال كما أخذه.
ثمّ قام الشهري لحاجة ثمّ عاد وحدجني بنظرة من طرف خفيّ فهمت مرماها.
ثم خرج الدكتوران فأخذ الشهريّ راحته، وذهب عنه حرجه، فالتفت إليّ قائلاً: تعال هنا، فاعتذرت أنّه محجوز للدّكتور شكري؛ فقال: إنّ من يذهب من هنا لا يعود. فاستسلمت وعانقته وتحادثنا بودّ مشوب. والدّكتور الشّهري من هذه النوعيّة الّتي تأسرك من أوّل لقاء فتحسب نفسك تعرفها منذ زمن بعيد. تلاقي أرواح.
وصدق الحبيب صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله: ((الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)).
وقد علّقنا قليلاً على ما جرى وجرى.
وخلال حديثنا الماتع اختلفت والشهريّ على مصريّة الدّكتور مصطفى المشنيّ أو أردنيّته، ولأعزّز مصريّته قلت مداعباً: هو من مشنيّة البكري.
فقال مسرعاً مصحّحاً: منشيّة البكريّ.
فضحكت من قلبي واستدعيت قصة الخنفشار الشّهيرة:
لقد عقدت محبتكم فؤادي ... كما عقد الحليب الخنفشار.
وعندما سألني الشهريّ عن تخصّصي أخبرته فداخله العجب؛ ثمّ عقّب ممازحاً: لعلك "أبو حسان"؟!! فتضاحكنا.
كلّ هذا يجري والجلسة قائمة وليس من عادتي ولا من عادة الدّكتور الشهري -فيما أحسبه- أن ننشغل والآخرون يتحدّثون؛ لكن سعادتي البالغة باللقاء تجاوزت عادتي بلا إرادة.
جلسة ممتعة؛ قصيرة في عمر الزّمن طويلة في عمر الأنس؛ وكم تمنّيت أن أصحبه هو وإخوانه جميعاً في جولة؛ لكنّه الوقت. وآااه من الوقت.
ولقد عزّيت نفسي بأنّها كانت بداية وأسأله تعالى ألا تكون نهاية، وألا نحرم من مجالس العلم ومجالسة العلماء.
وطبيعة المؤتمرات تجعل اللقاءات عابرة؛ فإمّا أن تتجذّر وتتواصل، أو تمضي وتنقطع؛ وتبقى الذّكريات العبقة أفق الخيال.
ولقد سعدت أيضاً -وإن لم أتمكّن من الجلوس معه- بلقاء الدّكتور مساعد الطّيّار الذي أحسست بما أحسست به تجاه الشّهري وشعرت بحميميّة اللقاء عند معانقته.
رضي الله تعالى عنّا وعنكم وعن جميع لجان المؤتمر.
وإلى مؤتمر آخر بإذن الله تعالى
أتمنّى على الإخوة الأحبّة أن يتحفونا بقبساتهم ومشاهداتهم ولقاءاتهم من خلال وجودهم بين أروقة المؤتمر.
وصلى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم.
سبحانك اللهمّ وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Apr 2010, 09:20 م]ـ
حياك الله يا دكتور، وقد سعدتُ بالتعرف عليك في هذا المؤتمر، وإن كان الوقتُ كما تفضلتم قصيراً، وأسأل الله أن يجمعنا على خير في مناسبات علميَّة قادمة. و (مقالب) الأسماء المستعارة هذه لا تنتهي.
وبمناسبة ذكر بحث الأخت إيمان وفقها الله، فقد سمعتُ أختاً تناديني بعد إحدى الجلسات فالتفتُّ فإذا بأخت محجبة تقترب وتسلم وتعتذر عن الحرج الذي سببته رسالتها في ملتقى أهل التفسير دون أن يكون لها يدٌ فيه. فقلتُ: ومن أنتِ حفظك الله؟ فقالت: إيمان كاظك صاحبة بحث الإعجاز العددي. فقلتُ: ليس ثمة ما يوجب الاعتذار وفقك الله، وما جرى نقاش علميُّ يتكرر في ملتقياتنا بشكل طبيعي، والفائدة تعود من ذلك على الجميع إن شاء الله، ولعلك تشاركين في الملتقى فالغاية هي الاستفادة وخدمة البحث العلمي.
وقد فهمتُ سر عنايتك بالبحث، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً للصواب دوماً، وأنا أطلب منك يا دكتور نعيمان ما دمنا قد تعارفنا أن تكتب لنا بحثاً علمياً مركزاً في الملتقى تبين لنا الأصول التي يُبنَى عليها الإعجازُ العدديُّ، حتى تتضح لنا الصورة أكثر، فقد أحدثت كثرة المجادلات بلبلةً أثارت الكثير من الغبار، ونحن في حاجة إلى الوصول لنتائج علمية في هدوء وسكينة.
فهل تستجيب؟
¥