تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - سوء تنظيم الاستقبال والمواصلات والسكن: وهذه تنغص على الباحثين المشاركين مشاركتهم، فلا يطمئن لكل هذه الأمور المهمة، ويؤثر ذلك سلباً على حضوره ومشاركته الفاعلة في المؤتمر لانشغاله بالسكن والتنقلات والحجوزات وغيرها، مما كان ينبغي على اللجنة المنظمة للمؤتمر أن تقوم به نيابةً عنه، وهذه تحتاج إلى إعداد وتجهيز مبكر، وتبقى بعض المفاجآت السهلة تُحلُّ في حينها بسرعة، أما أن يبقى كل شيء إلى اللحظات الأخيرة فهذا يربك المؤتمر، ويفقده فائدته، ويعطي عن الجهة المنظمة انطباعاً سيئاً لدى المشاركين فلا يكررون المشاركة.

3 - إقامة المؤتمر بعيداً عن مقر الإقامة: تقام بعض المؤتمرات في مقر بعيد عن مقر إقامة المشاركين، فيذهب الوقتُ والجهدُ في التنقل من وإلى المؤتمر، ويَحصلُ بسبب ذلك تأخرٌ عن بدء الجلسات بسببِ الزحام، وعدم خروجِ بعض الباحثين مبكراً مع الجميع ونحو ذلك، وحل هذه المشكلة يكون بإقامة المؤتمرِ في مقر الإقامة نفسه، وعادةً يكون ذلك في فندق يستوعب كلَّ ذلك، ففيه قاعات للمحاضرات، ومطعم، وسكن (ثلاثة في واحد!) فيكون أمر الحضور والمشاركة سهلةً ميسرة، ويتخلص تماماً من مشكلات التنقل، ومن فاته شيء لنوم أو نحوه يدرك بسهولة. ويعتذر بعض المنظمين بأنهم حرصوا على تنظيم المؤتمر في الجامعة ليحضر الطلاب جلسات المؤتمر وهذا عذرٌ مقبول حقاً فالطلاب يهمنا حضورهم في المؤتمرات لما يجدونه من الفائدة، غير أنه يبقى الجمعُ بين حضور الطلاب ونحوهم من المعنيين بموضوع المؤتمر وبين راحة المشاركين وقرب سكنهم أفضل لو تيسر ذلك، وإلا فالترجيحُ يبقى للمنظمين للمؤتمر.

4 - عدم تهيئة المقر الجيد لعرض البحوث: وهذه من أسوأ ما رأيتُ في بعض المؤتمرات، فيكون المكانُ المهيأ لإلقاء البحوث غيرَ مناسب، والصوتُ غيرَ واضح، وجهازُ عرض البحوث ( Projecter) لا يعمل بشكلٍ جيد ولا مقبول، أو غَير متصل بجهازِ عرض واضح ومناسب، ويقعُ الخلل فيه عشرين مرة، ولا يوجدُ تقني يساعد الباحث في عرض بَحثه، فتجدُ الباحث عند رغبته في عرض بحثه في حيص بيص، والحضور يترقبون المشهد بأسى، والوقت يَمضي! وأذكر أنه قد اعتذر أحد مديري الجلسات مرة بسبب ضعف الصوت، وعدم وجود جهاز للعرض، ثم طلب من الباحث أن يتفضل بتقديم بحثه، وكان الباحث معتمداً على العرض فقط وليس بين يديه خطة بديلة ولا أوراق لبحثه ولا يحفظ نقاط بحثه الأساسية - وهذا خطأ كبير - فأُسقِط في يده، وقال: كيف أقدِّم البحث؟! واضطر للاعتذار عن تقديم بحثه، وكان ما كان مما لستُ أذكره، فاضطرَّ مدير الجلسة أن يعلق قليلاً على الموقفِ بِما حاول به تخفيف الحرج، ولكن هيهات، فالناس لا تغفرُ مثل هذا التقصير لأَنَّه غير مبرر، وتفاديه كان سهلاً في وقت مبكر، والوقت معروف منذ شهور فلم يأت فجأة.

5 - المدير الثرثار: يحرص المنظمون للمؤتَمرات على اختيار مدراء الجلسات عادة من ذوي الشأن في المجتمع؛ رغبة في إضفاء شيء من القيمة للمؤتمر، ومعظمهم يحسنون إدارة الجلسات، ولكن فئة منهم يتخذون إدارة الحوار فرصةً للحديث والتعليق الطويل والثرثرة غير المقبولة وسرد بعض الذكريات؛ حيث إن دور المدير في الجلسات هو إدارة الحوار لا تقديم البحوث، فينبغي على مدير الجلسة أن يعرف حدود مهمته في الجلسة، وأن يكتب تعريفاً مركزاً بالباحثين مبكراً، وأن يحسن التقاط النقاط الرئيسية في كل بحث للتذكير بها بعد البحث في أقل من دقيقة ومن ثم نقل الحوار للذي يليه، ثم حسن إدارة الحوار التالي للجلسة والحزم في كل ذلك بلطف.

6 - التوصيات المعلَّقة: تظهر ثَمرة المؤتمرات العلمية في التوصيات التي يَخرج بها المؤتَمر، والتي تعتبر خلاصةَ الأبحاثِ المقدمة، وعندما تستعرض توصيات المؤتمرات تفرح لمثل هذه التوصيات، وتقول: ماذا لو طبقت هذه التوصيات حقاً؟ ولكن المشكلة أن هذه التوصيات تبقى حبيسة الأوراق، ولا تجد من يتبنى تفعيلها إلا ما ندر، ولذلك تعتبر المؤتمرات الناجحة حقاً هي المؤتمرات التي تتابع تنفيذ توصياتها بشكل جدي، وتسعى حتى تحقق أو يحقق معظمها، ونادراً ما يتم تشكيل لجنة لمتابعة توصيات المؤتمر، وهذه فكرة لا بد من تفعيلها في كل مؤتمر يراد له النجاح.

تَجارب وذكريات المؤتَمرات وأصناف الحضور:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير