تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولعل بعض أعضاء هيئة التدريس لدينا يُشارك في بعض المؤتَمرات لِكونهِ أقصر سبيل لتحكيمِ بَحثهِ واعتبارهِ وحدةً من الوحدات المطلوبةِ للترقيةِ، ولا يهمُّه بعد ذلك المستوى العلمي لبحثهِ، وسيجدُ مِن مُحكمي الترقيةِ مَن يُوصي بِها مِن غيرِ أَن يقرأَهُ، ولذا فإِنِّي طلبتُ من بعض المَجالس العلميةِ وضعَ ضوابط للمؤتَمرات العلميةِ المعتبرة في البحث العلمي، وإعادةَ النظر في اعتبار بعض المؤتَمرات، بل وإعادة النظر في النَّشرِ في بعض المجلاتِ في بعض الدول مع الأسف، والتي اتَّخذَت واتَّخَذَ بعضُ أساتذتِها التحكيمَ وسيلةَ دَخْلٍ ماديٍّ حينَ وجدوا مَن يُعطي بسخاءٍ، وقد حدث قريباً أنَّ أحد الأساتذة الكبار مِمَّن عمل هنا أكثر من ثلاثين عاماً طلبَ من أحد الباحثين ألفي ريالٍ وخمس مئة لإعطائهِ خطابَ قبولٍ لتحكيم بحثهِ، وحين طلبَ منه أن يذكرَ في الخطاب رقم العددِ الذي سينشر فيه البحثُ طلب مثلَها! لقد نكأَتَ أخي عبدالرحمن جِراحاً!

ولذا فلا تستغربْ ما ذكرتَ مِن ضعفِ الإعدادِ، وعدمِ إعطاء البحوثِ حقَّها، والمُجاملاتِ العلميَّة، وعدم تعلُّقِ البحثِ بالمؤتَمر، وتَمريرِ بعضِ البحوث المسروقة، أو التي تَمَّت المشاركةُ بِها في أكثرِ مِن مؤتَمرٍ.

وأمَّا عَرضُ البُحوث فهي مشكلةٌ أزليَّةٌ، فمعَ علم الباحث بالوقت المخصص له مسبقاً إِلا أَنَّا نَجدُ كثيراً من الباحثين يَسترسِلُ في الحديثِ في مقدمةِ بَحثهِ متناسياً الوقتَ المُحدَّدَ، فإذا لم يبق إِلا دقيقتان أو ثلاث قال: وبعد هذه المقدمة أَعرضُ لكم بَحثي، ثُمَّ لا يُصغي سَمعاً لتنبيهاتِ مُدير الجلسةِ، مصرِّاً على استيفاء البحثِ مهما تَجاوزَ الوقتَ المُحدَّد، ويقتلُك بُرودُ بعضِ رؤساءِ الجلسات الذي لا يكادُ يتدخَّلُ في إيقافهِ أو تنبيهه!

وقد تكون المعاناةُ من رؤساءِ بعض الجلساتِ في إصرارهِ على التعليقِ قبلَ وبعدَ كلِّ ورقةٍ بِما هو أكثر من وقت الباحثين، وقد رأيتُ من ذلك ما يطولُ ذِكرهُ، وقد يكون في بعضها إضافةٌ علميةٌ محمودةٌ، لكني شاهدتُ كثيراً من المداخلات التي ليس فيها إلا إضاعةُ الوقت.

وأمَّا بُعدُ المكان الذي يُعقدُ فيه المؤتَمرُ عن السَّكنِ فإِنِّي أذكرُ أَنَّا في أحد المؤتمرات سَكنَّا في مدينةٍ أُخرى، وما ذاك إِلا لأنَّه أقلُ العروضِ المقدمة.

وتبقى معاناةٌ خاصةٌ بنا أبناءَ الخليج أَنَّ كثيراً من منظمي المؤتمرات يستضيفون المشاركين، ويكفلون لهم التذاكرَ الداخليَّة والخارجية والسكنى والإقامة، وليس لنا شيءٌ من ذلك، ورأيتُهم في أحد المؤتَمرات يستضيفون مَنْ شارك بالحُضورِ، وأما زميلي الذي قدَّم بَحثاً في المؤتمر فلم يلتزموا له بأدنى شيء، وهذا أمرٌ ظاهرٌ حتى في الفنادق السياحيةِ التي حجزتُ عند أحدها بـ 95 دولاراً، وعندما وصلتُ أخبرني بأنَّ هذا السعر لغير الخليجيين، وأما الخليجي فالسعر 275 دولاراً، وعذراً أَنْ ختمتُ بِما لم أُرِد أن أعرضَ لَهُ، ولكن الحديثَ جَرَّ بعضُه بعضا.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Jul 2010, 12:06 ص]ـ

بارك الله فيك أخي عبدالرحمن فقد قدمت نقدا وافيا مؤصلا وقد تفضلت وطلبت مني الإضافة وأنا ممن تأخذ الكتابة منه وقتا طويلا وأشد مايؤلمني أني بعد أن أمضي ذلك الوقت في الكتابة وأهم بإرساله لاأجده ولم يتم حفظ نسخة منه فيكون لذلك وقعه الذي يحملني على الخروج من الملتقى احتجاجا على الذات لاعليكم

أما ماذكرتم عن المؤتمرات فهو ذو شجون وأغبطكم على صراحتكم في موقف حرج فالكتابة عن المؤتمرات والمناقشات العلمية للرسائل إن لمحت فيه لحالة معينة عرف صاحبها أو قد يعرف هو نفسة وقل أن تجد من يتقبل منا النقد بصدر رحب وكم تركنا من معارضة خشية أن نحمل صاحبنا على العناد وقد حدث لي ان أبديت بهدؤ وجهة نظري لأحد المناقشين مع الثناء عليه وعلى وجهة نظره وإذا به ينتفض ويرتعد ويصر إصرارا وحين أيدني المناقش الآخر احتد على الباحث المسكين وفي الخلوة قال لي سامحك الله لو لم تناقشني لتجاوزت عن الملحوظة قلت وماذا في النقاش ولم يرد. قلت: هذا في نقاش مختصر فكيف بما في المؤتمر أو الملتقى وماذكرت عن د. بدوي ورزنتال مثال صادق على ذلك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير