أما عن المؤتمرات فقد توجست أن أكثر ماذكرت يتجه إلى جهة تعتبر من أفضل الجهات المنظمة للمؤتمرات وأنشطها فكيف بما دونها
ولعل نظرتنا للمؤتمرات تختلف عن نظرة آخرين لها ففي المغرب مثلا وهي من أكثر البلدان العربية والإسلامية نشاطا علميا وتنظيما للمؤتمرات والندوات والملتقيات لاينظرون لكثير من الجوانب التي ذكرتها باعتبار كبير فقد رأيت في عدة مؤتمرات هناك من المشاركين من لم يكتب بحثا بل يرتجله ارتجالا وقد يضع بعضهم بيده ورقة صغيرة دون فيها عناوين مسائل بحثة ويعاني المنظمون من عدم تسليم كثير من المشاركين لبحوثهم لأنهم لم يكتبوها أصلا ومع أن بعض هذه المداخلات والمشاركات جيد وفيه فوائد إلا أنك لن تظفر بأكثر مما سمعت ولا يعني هذا أن المشاركات كلها على هذا النحو فهناك من يعتني ببحثه وطباعته وتوزيعة ولاشك أن ثراء المؤتمرات هناك بالحوار والنقاش وكثرتها أدى إلى ملكة علمية في الحوار والبحث العلمي والارتجال حتى بين الطلاب وكثيرا ماسمعت من مداخلات الطلاب ماينافسون به الأساتذة
وأما سعة العنوان فهو القاسم المشترك بين المؤتمرات بل إن بعض المؤتمرات يفتح الأبواب على مصاريعها كموضوع الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة وأذكر أن أحد الباحثين قدم بحثا لاصلة له بموضوع المؤتمر فطلبوا منه تغيير العنوان ليقحموه في أحد المحاور
ونعاني من ضعف التحكيم في بعض المؤتمرات ونستغرب من إجازة بعض البحوث مع المكانة العلمية المعروفة عن اعضاء اللجنة العلمية للمؤتمر ويزداد عجبك حين ترى من يثني على هذا البحث حتى ليخالك أن وراء الثناء ماوراءه وقد رأيت بحوثا لاتقبل من طالب في الثانوية وقد أجيزت
ولعل بعض أعضاء هيئة التدريس لدينا يشارك في بعض المؤتمرات لكونه أقصر سبيل لتحكيم بحثه واعتباره وحدة من الوحدات المطلوبة للترقية ولا يهمه بعد ذلك المستوى العلمي لبحثه وسيجد من محكمي الترقية من يوصي بها من غير أن يقرأه ولذا فإني طلبت من بعض المجالس العلمية وضع ضوابط للمؤتمرات العلمية المعتبرة في البحث العلمي وإعادة النظر في اعتبار بعض المؤتمرات بل وإعادة النظر في النشر في بعض المجلات في بعض الدول مع الأسف والتي اتخذت واتخذ بعض أساتذتها التحكيم وسيلة دخل مادي حين وجدوا من يعطي بسخاء وقد حدث قريبا أن أحد الأساتذة الكبار ممن عمل هنا أكثر من ثلاثين عاما طلب من أحد الباحثين ألفي ريال وخمس مئة لأعطائه خطاب قبول لبحثه وحين طلب منه أن يذكر في الخطاب رقم العدد الذي سينشر فيه البحث طلب مثلها لقد نكأت أخي عبدالرحمن جراحا
ولذا فلا تستغرب ماذكرت من ضعف الإعداد وعدم إعطاء البحوث حقها والمجاملات العلمية وعدم تعلق البحث بالمؤتمر وتمرير بعض البحوث المسروقة أو التي تمت المشاركة بها في أكثر من مؤتمر
وأما عرض البحوث فهي مشكلة أزلية فمع علم الباحث بالوقت المخصص له مسبقا إلا أنا نجد كثيرا من الباحثين يسترسل في الحديث في مقدمة بحثه متناسيا الوقت المحدد فإذا لم يبق إلا دقيقتان أو ثلاث قال وبعد هذه المقدمة أعرض لكم بحثي ثم لايصغي سمعا لتنبيهات مدير الجلسة مصرا على استيفاء البحث مهما تجاوز الوقت المحدد ويقتلك برود بعض رؤساء الجلسات الذي لايكاد يتدخل في ايقافه أو تنبيهه
وقد تكون المعاناة من رؤساء بعض الجلسات في إصراره على التعليق قبل وبعد كل ورقة بما هو أكثر من وقت الباحثين وقد رأيت من ذلك مايطول ذكره وقد يكون في بعضها إضافة علمية محمودة لكني شاهدت كثيرا من المداخلات التي ليس فيا إلا إضاعة الوقت
وأما بعد المكان الذي يعقد فيه المؤتمر عن السكن فإني أذكر أنا في أحد المؤتمرات سكنا في مدينة أخرى وما ذاك الا لأنه أقل العروض
وتبقى معاناة خاصة بنا أبناء الخليج أن كثيرا من منظمي المؤتمرات يستضيفون المشاركين ويكفلون لهم التذاكر الداخلية والخارجية والسكنى والإقامة وليس لنا شيء من ذلك ورأيتهم في أحد المؤتمرات يستضيفون من شارك بالحضور وأما زميلي الذي قدم بحثا في المؤتمر فلم يلتزموا له بأدنى شيء وهذا أمر ظاهر حتى في الفنادق السياحية التي حجزت عند أحدها ب 95 دولار وعندما وصلت أخبرني بأن هذا السعر لغير الخليجيين وأما الخليجي فالسعر 275 دولار وعذرا أن ختمت بمالم أرد أن أعرض له ولكن الحديث جر بعضه بعضا
وشهد شاهد من أهلها
¥