2 - وأهم من ذلك التعرف على أصحاب البحوث، وهم نخبة من الباحثين، والتعرف عليهم والتواصل معهم جسر إلى عالمٍ آخر من المعرفة، فلئن حصلتَ في المؤتَمر على بحثٍ واحدٍ لهذا الباحث فإنه قد يُمدك ببحوثٍ عدةٍ له أو لغيره، وكثيراً ماتشعبت بنا معرفةُ باحثٍ إلى معرفة باحثين وعلماء وأساتذة تضرب لهم أكباد المقاعد في الطائرات، وكم التقيت في مؤتمرٍ بباحثٍ أو تعرفت على عالمٍ هو أنفع لي من عدة مؤتمرات، ويغفل بعضُ المشاركين في المؤتمرات عن هذه الفائدة فيزهدون بالتعرف على المشاركين، فلا تراه إلا بصحبةِ أصحابهِ من بلده، فيعود إلى بلده برأسِ مالهِ وهم - أعني العلماء الذين تعرفت بهم - بعد ذلك محطاتُ تزويدٍ، وقنواتُ تجديدٍ، ومصادر علمية يُمدونك بِما لا تكادُ تصل إليه، ويُخبرونك بِما لا تعلم به، ويفيدونك بكل جديدٍ في غير أرضك، فهم جسورُ تواصلٍ علمي لا تزيده السنون إلا قوةً ومتانةً، ولايزال بيني ونَخبةٍ في كثير من البلدان تواصلٌ وألفةٌ ومحبةٌ في الله خالصةٌ وليدةَ هذه المؤتمرات التى عفا عليها الزمنُ، وبقيت ثِمارُها يانعةً متجددةً. ولا يقتصر هذا على الباحثين من أهل البلد بل احرص على التعرفِ على الباحثين من كل بلدٍ، والتواصل العلمي معه، وقد تيسرت طرق التواصلِ، وقد كنا قديماً نتواصلُ بالرسائلِ، ولا أزالُ أحتفظ برسائلَ من أساتذةٍ أسأل الله لهم الرحمةَ والمغفرة فقد توفوا قبل أمدٍ وبعضهم لا يزال أسأل الله له الصحة والعافية.
3 - وغالب هذه المؤتمرات تُعقد في جامعاتٍ أو كلياتٍ تُمكنكَ من الحصول على بُحوث الأساتذة فيها، أو المجلات التي تُصدرها، وهي الكنز المطمور؛ لأن هذه المجلات تَحتوي على بُحوثٍ لم تنشر إلا بها، ولا سبيل للحصول أو الوقوف عليها إلا بالحصول على المجلة، فاحرص إذا شاركت في مؤتَمرٍ على توسيعِ أفق التحصيل، ولا تَحصُر طاقتك في البحوثِ المعروضة على ما فيها من خيرٍ ونفعٍ. بل قد تجد من المشاركين وهم من أولي العلم والباحثين مَنْ يُرشدك في بلدةٍ إلى باعةِ الكتب النادرةِ أو المخطوطاتِ أو المصورات مِمَّا لا تَجدهُ في مكانٍ آخر.
4 - في الحوار في المؤتَمرات توسيعٌ لأُفقِ المعرفةِ والنَّقد، وسَماعٌ لآراء قد تُخالف المقررات التي اعتدتَ عليها وألفتها، بل وقد تخالف بعض المسلَّمات عندك، فليس كلُّ ما أِلِفتَهُ هو الحق والصواب، فخذ ما تراه حقاً، وناقش الآخرَ باحترامٍ مهما كان في رأيه من خطأ، فإِمَّا أن تهديَه إلى الحق فتظفر بأجره، وإما أن تبرأ ذمتُك، وإِياكَ من الحدةِ وازدراء الآخرِ فإنَّه من التنفير عن قبول الحق والصد عنه.
5 - إقرأ بحوثَ المؤتَمر قبلَ كلِّ جلسةٍ بوقتٍ كافٍ، ودوِّنْ ملاحظاتك إن رأيت فيها ما يستحقُّ، وأصغِ لعرض الباحث فقد يُزيلُ ما أشكل، وقد يضيفُ جديداً، واحرص على أن يكون في مداخلتكَ إضافةٌ مفيدةٌ لك أو لغيرك، فإنْ لم تكن فلا مُوجبَ لمداخلةٍ لا فائدةَ منها، ولو التزم المشاركون بهذا لآتتِ المداخلاتُ ثِمارها، واستحقت الوقتَ المخصص لها.
6 - هناك من لا يُراعي حُرمةَ الجمعِ، ولا المكانِ، ولا العلمِ وأهلهِ في استخدامه للجوالِ، فلا يتردد في الردِّ على المكالمةِ رافعاً صوتَه، غير مُبالٍ بالآخرين وهذا من قلة العلم والأدب.
والحديثُ لا ينضبُ مِدادُه.
دمتم بخير
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Jul 2010, 01:06 م]ـ
أولا: سلبيات علمية:
1 - سعة العنوان.
2 - ضعف الإعداد
3 - الافتقار إلى الجدية.
4 - غلبة المجاملات على الأجواء العلمية
5 - بعد العنوان عن محاور المؤتمر
6 - تكرار البحوث المقدمة
7 - هزالة في الطرح وجهالة في العرض
8 - ركاكة اللغة (وتكرار الأخطاء اللغوية الشائعة) " إضافة مني"
ثالثا: سلبيات متعلقة بالمشاركين
1 - حضور لغايات شخصية.
2 - انشغال عن المشاركة الجادة بصوارف عرضية
رابعا: سلبيات متعلقة بالحضور: (إضافة مني)
1 - قلة الحضور من طلبة العلم وأهل الاختصاص غير المشاركين
2 - رغبة بعض الحضور في التعليق والمناقشة عقب كل جلسة لغايات في نفسه.
الحمد لله الذي أبعدني عن أجواء مثل هذه المؤتمرات والتي خبرت جانبا منها في غير المجالات الشرعية وذلك منذ زمن بعيد والتي لا تختلف في سلبياتها عن المؤتمرات المتعلقة بالعلوم الشريعة وربما زادت عليها بسلبية مقيتة وهي أنها تناقش أمور الحياة بمعزل عن ذكر واهب الحياة ومسديها.
وأحب أن أعلق على ما ذكره الدكتور الجيوسي ولخصه من سلبيات تلك المؤتمرات فأقول:
إن الداء كامن في الثقافة التي يحملها هذا الجيل وهي متمثلة في السلبيات التالية:
الافتقار إلى الجدية.
غلبة المجاملات على الأجواء العلمية
حضور لغايات شخصية.
انشغال عن المشاركة الجادة بصوارف عرضية
قلة الحضور من طلبة العلم وأهل الاختصاص غير المشاركين
رغبة بعض الحضور في التعليق والمناقشة عقب كل جلسة لغايات في نفسه.
وأعتقد أن الأوضاع لن تتحسن ما دام أن هذه الثقافة هي المسيطرة على حياتنا العلمية والعملية
ولا شك أن لهذه الثقافة أسبابا جعلتها تتمكن وتصبح طابعا نتميز به عن الأمم الجادة والتي أشار الدكتور عبد الرحمن إلى بعضها في مقاله.
إن الوسائل الصحيحة والمثمرة لا يسلكها في الغالب من لا يحمل غاية نبيلة وصادقة، وهذه السلبيات تدل على أن شريحة كبيرة من المعنيين لا يحملون هما ولا يسعون إلى غاية وهذا معضلة حلها عند ربي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
¥