ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[16 Jul 2010, 12:53 ص]ـ
شاركتُ في مؤتَمرٍ لُغويٍّ قبل أشهر في دولةٍ أعجميةٍ ورأيت عجباً، حتى إِنَّ راعي المؤتمَر وهو مستشارُ رئيس الوزراء رحَّبَ في كلمة الافتتاحِ بالمؤتَمرين العربِ في بلاد العجم. وقد شاركَ في أوراق المؤتمرِ بعضُ طلابِ الدراسات العليا من غير العربِ مِمَّن يلحنُ في اسمهِ فضلاً عن بَحثه، ولابُدَّ لك وأنت تستمعُ لهذه البحوثِ أن تترضَّى على سيبويه عشراً قبل البحث وبعده.
وقد كانت البحوثُ تتجاوز (250) بحثاً، ويَجبُ أن تُلقى في ثلاثة أيامٍ، فقام المنظمون بتوزيع الباحثين على ثلاثِ قاعاتٍ، في ثلاثِ فتراتٍ، لكل بحثٍ دقائقُ معدودة؛ لأنَّهم فيها من الزاهدين، فقد حصل المقصودُ بدفع رُسومِ المؤتَمرِ وهذه هي الغاية! واللافت للنظرِ أنَّ المشاركين من السعودية يتجاوزون المائة، حتى علَّق أحدُهُم أنَّ هذا مؤتَمر سعودي في ...
ولا أظنُّه يَخفى على أحدٍ ضعفُ المؤتمراتِ المتعلقةِ باللغةِ في بلاد العجم، ولكنَّها أشبهُ ما تكون بمؤتَمراتٍ سياحية.
ومن الطرائفِ أنَّ زميلاً لي في القسمِ أرسلَ أوراقَه على عَجلٍ للمشاركةِ بعد أيامٍ في مؤتَمرٍ عن اللغة العربية في دولة أعجميةٍ سياحيةٍ، وكانت الفقراتُ على غير ترتيبٍ بسبب السرعةِ، فأرسلها بعد صلاة العشاءِ وعندما فتح بريدَه الإلكتروني صباحاً، وإذا بخطابِ تحكيمِ البحثِ وقبولهِ للنشر في مجلة المؤتمر!
وللهِ دَرُّها مِن مؤتَمراتٍ!
ـ[التواقة]ــــــــ[16 Jul 2010, 01:29 ص]ـ
ولا أظنه يخفى على أحد ضعف المؤتمرات المتعلقة باللغة في بلاد العجم ولكنها أشبه ما تكون بمؤتمرات سياحية. ومن الطرائف أن زميلا لي في القسم أرسل أوراقه على عجل للمشاركة بعد أيام في مؤتمر عن اللغة العربية في دولة أعجمية سياحية وكانت الفقرات على غير ترتيب بسبب السرعة فأرسلها بعد صلاة العشاء وعندما فتح بريده الإلكتروني صباحا وإذا بخطاب تحكيم البحث وقبوله للنشر في مجلة المؤتمر. ولله درها من مؤتمرات.
(وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة) ..
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[16 Jul 2010, 08:55 ص]ـ
ومن سلبيات المؤتمرات:
أن التوصيات التي ينتهي إليها المؤتمرون غالبا ما تكون شكلية مظهرية لا ينبني عليها عمل ولا تنتج ثمرة طيبة، وظني أن توصيات المؤتمر الناجح لا بد أن تكون توصيات عملية، يخرج الباحثون منها بأهم الإشكاليات العلمية المثارة في موضوع المؤتمر، والاتفاق على تحرير تلك الإشكاليات في بحوث علمية جادة،وتحديد الأسماء التي ستواصل بحث تلك الإشكاليات إما تطوعا من قبل المشاركين في المؤتمر وإما بصورة أخرى، والتواصل مع لجان المؤتمر بها بعد ذلك، وتولي منظمي المؤتمر لاستقبال تلك البحوث وتحكيمها وطباعة المؤتمر بأوراقه وبحوثه.
وأنا أعرف كمية المعاناة التي يتطلبها مثل ذلك الأمر لكن ذلك في نظري هو الثمرة العملية لمثل تلك المؤتمرات.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Jul 2010, 11:50 ص]ـ
أخي العزيز محمد العبادي: عفواً ثم عفواً ثم عفواً ثم عفواً، وأشكرك على مرورك وتشجيعك.
أخي العزيز الدكتور عبدالعزيز الجهني: أشكرك على نفثةِ المَصدورِ هذه، ولو قامت الجامعاتُ العربيةُ هنا بدورها في خدمةِ اللغة العربيةِ كما ينبغي لما اضطررتَ أنت وصاحبك إلى عُبورِ المُحطيات للبحثِ في سبل تطوير اللغة العربية في بيئةٍ غير عربيةٍ، وإن كان عقد مثل هذه المؤتمرات هناك يشيع حب العربية في نفوس المسلمين هناك، ويعرفهم بالمتخصصين في العربية من الدول العربية وهذا مكسب للباحثين هناك والطلاب الذين شاركوكم كذلك، فانظر لها من هذه الزاوية الإيجابية، ولا تُشدد فيشدِّد الله عليك! (1) والجمعُ بين حضور المؤتَمر والسياحة جائزٌ باتفاق الفقهاءِ شرطَ أن يكون أصل النيةِ من أجل المؤتَمر وتأتي السياحةُ تبعاً لا العكس، واستدلَّ بـ (((ليَشْهَدُوا مَنافعَ لهم))).
أخي العزيز أبا صفوت: أتفق معك في ضرورة أن تكون التوصيات عمليةً يُمكن تطبيقُها، والتوصيات التي رأيتها في أكثر المؤتمرات عملية وجيدة أو غالبها كذلك، ولكن ينقصها المتابعة والتطبيق كما سبق أن أشرتُ في المقال.
ـــ الحواشي ـــ
(1) عُقِدَ مؤتمرٌ قيمٌ في بيروت عام 2003 م بعنوان (اللغة العربية وثقافتها خارج الوطن العربي) شارك فيه باحثون من غير العرب تحدثوا فيه حديثاً قيماً مؤصلاً عن اللغة العربية في الصين وفرنسا وأندونيسيا وأمريكا وإيران والهند ورومانيا وصقلية، وقد نشرت أعمال هذا المؤتمر في دار الجيل عام 2005 م
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Jul 2010, 01:43 م]ـ
أخي العزيز سعيد الغامدي وفقه الله: أتفق معك، ولكن دعنا نوقد الشموع يا أبا سعد ونتفائل لعل الله أن ينفع بهذه الأفكار والمشروعات في بابها، وتغغير ثقافة المجمتع يحتاج إلى جهود ومبادرات كن واحداً من المشاركين في دعمها.
التفاؤل مطلوب
وغرس الفسائل مطلوب وأحسبك ممن يفعل ذلك والله حسيبك
والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
أما تغيير الثقافة فهو كما ذكرت يحتاج إلى جهود، ولكن الجهود الفردية ربما ضاعت وسط الزحام.
تغيير الثقافة لا يتم إلا من خلال توجه عام مدعوم على جميع المستويات، وهذا يحتاج إلى توفر إرادة فاعلة تمتلك رؤية سليمة ولديها القدرة على التخطيط والتنفيذ.
وأول الخطوات في هذا الاتجاه هو تشخيص الداء وقد ظهرت ملامحه من خلال ما تفضلت به في مقالك ولخصه الدكتور الجيوسي وأكده الدكتور فهد الرومي.
وما عقب به الدكتور الرومي فهو في نظري من باب تلطيف الأجواء وإلا فالفوائد التي ذكرها لا تشفع لتلك السلبيات الخطيرة التي تدل على خلل خطير في البنية الثقافية في المجتمعات الإسلامية.
أشكرك على روحك الايجابية والطموحة
وفقك الله.
¥