وبعد: من حسنات هذا الملتقى المبارك مناقشة مثل هذه المواضيع التي تحتاج إلى خبرات وتجارب،من أماكن متعددة ومتفاوته، وماكان لمثل هذا الموضوع ان يناقش بمثل هذا التنادي إليه من بلدان شتى الا عبر الشبكة العنكوبتية ممثلة في هذا الملتقى، ولذا اؤيد أخي د/عبدالرحمن في الإفادة مما عرض هنا لتطوير مؤتمراتنا العلمية القرآنية والشرعية،
أهمية هذا الموضوع لاتخفى على الإخوة الباحثين، وزملائنا أساتذة الجامعات،في ظل طفرة علمية،وتواصل بين المشرق والمغرب، وتكاثر في المؤتمرات.
وأرجو من د/عبدالرحمن ترك هذا الموضوع وتثبيته لوقت أطول،لأنني أظن أن كثيرا من رواد المؤتمرات لم يشاركوا بعد،ربما لان الوقت وقت إجازة وكثير من الناس قد يكون مسافرا،أومشغولا بأمور متعددة بسبب الإجازة وظروفها.
موضوع المؤتمرات جزء من منظومة الحياة العلمية في عالمنا العربي، والنظرة إليه جزء لايتجزء من حالة البحث العلمي في عامنا العربي، ولذا يعتورها مايعتور البحث العلمي، وبالذات في الأمور التالية:
1 - الإجراءات الرسمية لهذه المؤتمرات والتي تأخذ وقتا وإجراءات متعددة قد تطول وقد تقصر من بلد لآخر.
2 - ضعف التمويل لهذه المؤتمرات حتى تخرج بمستوى الجامعات والبحث العلمي.
إضافة إلى أن كثيرا من الجهات العلمية والمؤسسات لا يوجد في خطتها الإستراتيجية هذه المؤتمرات واعتماد ميزانية مخصصة لها، ولهذا الجانب تأثيره في انشغال المنظمين بتوفير الدعم المالي ويربكهم ذلك ويأخذ من أوقاتهم الشئ الكثير في البحث عن الداعمين أو المتبنيين للدعم.
3 - النظرة القاصرة من بعض الأطراف المسئولة لمؤتمرات العلوم الشرعية عند مقارنتها بمؤتمرات العلوم التجريبية وما ينتج عنها.
ولندخل الآن لبعض السلبيات من خلال ما قد يسر الله لي حضوره من مؤتمرات في العلوم الشرعية والدراسات القرآنية على وجه الخصوص،أو حتى المؤتمرات العامة والدعوية. وقد تتلمذت على يدي الأستاذ الدكتور فهد الرومي فنحن طلاب في مدرسته في المؤتمرات،ولن نقارب سجله الحافل في الحضور والمشاركة.
ولعلي اذكر بعض السلبيات واطرح شيئا من الحل من خلال تجارب ناجحة عايشتها.
سعة عنوان المؤتمر: أظن موضوع سعة العنوان قد يكون سلبيا وقد يكون ايجابيا، فأما سلبيته فواضحة
وأما ايجابيته فمن جهة انه مفيد في جمع اكبر عدد من المتخصصين للكتابة والتباحث في هذا العنوان وجمع مواد علمية قد تكون سببا في مكنز علمي له.
-من السلبيات في المؤتمرات:
1 - عدم طباعة البحوث وإخراجها بعد المؤتمر، وهذا رأيته قاسما مشتركا في كثير من المؤتمرات، ومن خلال تجربة رأيتها اذا لم يستلم المؤتمرون-ان صح التعبير- شنطة المؤتمر وفيها البحوث مطبوعة في كتاب فقل على طباعة البحوث السلام فلن تر النور بعد ذلك!
وهناك تجربة متميزة عايشتها في ماليزيا في مؤتمر في الجامعة الإسلامية العالمية في كلية معارف الوحي الذي عقد عام 1427هـ-2006م فقد استلمنا البحوث كاملة بملخصاتها وترجمتها الى اللغة الانجليزية أول يوم في المؤتمر، وفي طباعة أنيقة على شكل كتاب.وكلما زرت الجامعة وجدت هذا الكتاب الأنيق في دوائر البحث عندهم ومكتبة الجامعة.
وهذه التجربة رأيتها في كل المؤتمرات العالمية التي عقدتها الندوة العالمية للشباب الإسلامي فبحوث المؤتمرات العشرة السابقة مطبوعة وموثقة، واذكر إنني سعدت بزيارة الشيخ عبدا لرحمن شيبان قبل أربع سنوات-شفاه الله فهو الان مريض فقد قارب عمره التسعين أو جاوزها فيما أظن – وهو رئيس جمعية علماء المسلمين الجزائريين فسألني عن بقية بحوث المؤتمرات العلمية التي لم تصله في مجال الشباب والدعوة التي عقدتها الندوة، ووجدت عنده بحوث المؤتمرات التي عقدت قبل مايزيد على العقدين.
ولاشك أن هذا الموضوع له أهميته لان هذا الكتاب اعني كتاب أبحاث أي مؤتمر – في الأصل- يعد مرجعا رئيسا في بابه فقد تجمع للكتابة فيه المختصون والخبراء والمهتمون من كل بقاع الأرض، أو لنقل تجمع لبحثه ومدارسته عدد لابأس به من المختصين.
وقد وجدت بعض بحوث مؤتمرات نفيسة في بابها عقدت قبل عشرات السنين في موضوعات شرعية وقرآنية، ومنها مؤتمرات كانت في العراق وغيرها من البلدان -التي حيل بيننا وبين الإفادة من اصدراتهم العلمية -حفظت بسبب أنها طبعت وأصبحت في خزائن المكتبات.
¥