2 - كثرة هذه المؤتمرات من دون كبيرأثر.
وهذا الأمر قد يعده البعض ايجابيا،ولكن اعتقد أن أي جهة علمية تعقد كل سنة مؤتمرا لابد وأن يرى أثر هذا التكثير وخلله سواء في موضوع المؤتمر سواء في التنظيم او في نوعية البحوث وتحكيمها ..... الخ
ولذا من التجارب الناجحة التي اتبعتها بعض الهيئات العلمية والمؤسسات عقد مؤتمر كل ثلاث أو أربع سنوات، مثل تجربة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وكلية الشريعة بجامعة الشارقة و جمعية المحافظة على القران في الأردن، وتجربة الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القران والسنة. وغيرهم
وهذا التقليد هام جدا لإنجاح أي مؤتمر،من حيث اختيار العنوان وكفاية الوقت للإعلان عن المؤتمر واستكتاب الباحثين،والتحكيم العلمي الرصين للبحوث وأوراق العمل والتحضير الجيد للمؤتمر.
ومن حضر هذه المؤتمرات المحددة بمثل هذا التحديد وحضرت المؤتمرات السنوية يلاحظ الفرق ولاشك.
3 - المبالغة في رسوم اشتراك بعض المؤتمرات، وهذا في البلدان التي تفرض رسوما للمشاركة، وهذا يرهق بعض الباحثين في الجامعات التي لاتعوض الأستاذ.
وهنا أسجل شهادة إنصاف وشكر لإخواننا المغاربة خاصة في عدم فرض أي رسوم للمشاركة.
4 - إشكالية التوصيات وعدم تفعيلها
وهذا أمر رأيته في كثير من المؤتمرات العلمية الشرعية و الدعوية بعموم، ففي نهاية كل مؤتمر تصدر توصيات غاية في الجمال والأهمية،ولكنها تبقى حبيسة الأدراج،ينتهي العهد بها عند تلاوتها في نهاية المؤتمر،
وحتى نكن عمليين في توصياتنا لابد من الوعي التام بعدة أمور
1 - أولها: لمن توجه هذه التوصيات، والمقصود منها؟
2 - وثانيها: ماالجهة المسئولة عن متابعتها وتنفيذها؟
ومن خلال تجربة عايشتها في مؤتمر سابق اسند إلي رئاسة لجنة التوصيات في مؤتمر شاركت فيه جهات رسمية وزارات وأهلية وعالمية ومحلية، قسمنا التوصيات إلى ثلاثة أقسام:
الأول: الديباجة المعروفة في شكر الجهات المنظمة والمتعاونة الرسمية والأهلية والدولة المستضيفة
الثاني:توصيتان أو ثلاث إعلامية المقصود منها لفت نظر الإعلام ومؤسساته إلى العناية بموضوع المؤتمر
الثالث: وهو الأهم –توصيات محددة ومختصرة في متابعة موضوع المؤتمر والقضايا المتعلقة به، مع إسناد كل توصية إلى جهة تتولى متابعتها وتنفيذها وتقديم تقرير نصف سنوي عما تم فيها الى الجهة المنظمة للمؤتمر.
وخرجنا بتوصيات محددة عملية وواقعية وليست خطابية ودعائية كما يحصل في كثير من المؤتمرات.
5 - كثرة المتحدثين في الجلسة الواحدة في بعض المؤتمرات.
وهذا تحدث عنه بعض الأخوة،وهو مرهق جدا للحضور،ويضعف اثر الأوراق المقدمة، وقد رأيت في احد المؤتمرات ثمانية متحدثين في كل جلسة،وهذا مزعج جدا، ومرهق ويجلب الملل،ويقصر من وقت المناقشات والتعقيبات مع أهميتها.
ويضيق الوقت على الباحثين في اللقاءات الجانية والحوارات التي على هامش المؤتمر، ولهذه اللقاءات اهميتها وقيمتها فكلنا لديه من الاعمال والارتباطات مايضيق بها وقته وقدلايتسر مثل هذه الجمعات –ان صح التعبير – لكل هذه الاطراف،فهي فرصة للقاء والحوار والنقاش وتبادل الافكار والرؤى والمشاريع العلمية ومعرفة الجديد في التخصص،والحصول على ابحاث نادرة كما ذكر د/ فهد الرومي،وغيرها الكثير من الفوائد وهذا ليس مجال الحديث عنها لاننا تحدث عن السلبيات، واذكر اننا سألنا شيخنا الشيخ مناع القطان –رحمه الله- اثناء تدريسه لنا في الدراسات العليا عام 1414هـ عن فائدة هذه المؤتمرات- فذكر كلمة لازلت أذكرها ووجدت مصداقيتها في مشاركتي في المؤتمرات - فقال: إن كثيرا من اللقاءات الجانية على هامش كثير من المؤتمرات أهم أحيانا من المؤتمر.
وأنا اؤكد ذلك،ومن جرب عرف.
6 - ضيق الأفق في النقاش العلمي الحر،وهذه إشكالية في موروثنا الثقافي العربي.
وأحيانا تجد مصدارة الآراء من مدراء الجلسات أكثر من الباحثين، وخاصة إن كان من ذوي الشأن!
وأذكر أنني حضرت مؤتمرا في دولة عربية فطرح احد الباحثين مداخلة وانتقادا لأحد الكبار عبر نقاش علمي مؤدب فنسف هذا الباحث نسفا،وتوجه النقد لذات الشخص لا للفكرة،ومن أنت حتى تعارض الأستاذ الكبير والعالم النحرير؟؟
¥