ولعل الدكتور مازن مطبقاني قد رأى في كثير المؤتمرات في غير ديار بني العرب من التشجيع على النقد وتقبل الآراء المضادة وطرحها للنقاش العلمي الحر، وهذا ليس تقديسا لهم،وجلد لذواتنا،ولكنه جزء من الواقع الذي ينبغي أن نتعامل معه.
وقد سألت إحدى الباحثات المتميزات عن مؤتمر كان في بريطانيا قبل أيام وقد شاركت هي فيه، فكتبت الي بقولها:
المؤتمرات الغربية ممتازة في قضية مهمة وهي استراتيجيات البحث العلمي فكل شيء قابلللطرح والمناقشة، ويمكن هذه المسألة يتضايق منها الباحثون العرب.
ولا أقصد هنا البحث في المسلمات الشرعية حتى لايأتي بعض إخواننا فثيرون علينا مالا نقصده!
لان هذه المؤتمرات لايحضرها غالبا إلا المتخصصون والباحثون، وهذا ميدان النقاش والحوار.
ولكني أعني مناقشة الأفكار العلمية بكل حرية، إتاحة المساحة للحوار العلمي الهادف، والتعامل مع الأفكار وليس الأشخاص، لأننا مسكنون بفكرة العالم النحر ير، ولدينا شئ من الانغلاق في تقويم الأفكار والاطروحات،ونتعامل بالنية أحيانا في النقد ................
وهنا أيضا أسجل تقديري للإخوة المغاربة في هذا الشأن فلديهم إيمان عميق بأهمية حرية الرأي المبني على وجهة نظر علمية،وقد رأيت من ذلك في مؤتمراتهم العلمية أو الدعوية، واذكر أنني حضرت مؤتمرا في وجدة بالمغرب فطرح احد الحاضرين وهو كبار المفكرين رأيا غريبا جدا وفيه تجاوزات ... ، فما كان من العلامة مصطفى بن حمزة النحوي الأصولي الكبير إلا إن خصص له لقاء مستقلا ليطرح رأيه ويناقش ويحاور من قبل الأساتذة الحضور.
7 - عدم تحديد الهدف من المؤتمر.
هل المقصود الخروج برؤية علمية في موضوع جديد،أو جمع المتفرق في موضوع ما، او مناقشة قضية نازلة، أو غيرها من الاهداف، وهذا يؤثر وبشكل قوي في صياغة المحاور، ولذا تجد كثرا من الأهداف توضع في كليشة المؤتمر،وفي نهاية المؤتمر مالذي تحقق منها؟؟؟ هذا الأمر يحتاج إلى وقفة تأمل!
8 - ضعف توزيع الأعمال واللجان في كثير من المؤتمرات.
ولذا تجد أن المؤتمر يقع على عاتق شخص واحد، أو يوكل إلى أناس ليسوا مؤهلين أحيانا.
الا في الجهات التي لديها دعم مالي جيد ويقوم على إدارة المؤتمر خبير بها،ويؤمن بالتفويض، وتوزيع الأعمال وقد رأينا أثر ذلك في بعض المؤتمرات قيام اللجان المتخصصة كل فيما أوكل إليه،
9 - عدم احترام الوقت من بعض الباحثين، والتساهل والمجاملة من بعض مدراء الجلسات.
وهذا الأمر يربك جدول المؤتمر ويجعل بعض الجلسات تزحف على بعض وتزاحمها.
وقد رأيت من الصرامة واحترام تنظيم المؤتمر في إدارة مؤتمر في إحدى الدول غير الاسلامية ما جعل الجدول ثابت كما هو مخطط له من غير تأثر بأي طارئ، حتى إن بعض الباحثين قد حجز في احد المطارات يومين بسبب الثلوج،ومع هذا لم يطرأ أي تغيير على الجدول.
10 - عدم إفادة كثير من الجهات العلمية والمؤسسات القرآنية على وجه الخصوص من المنظمات العالمية العلمية والثقافية العالمية المنبثقة من هيئة الأمم المتحدة، مثل الايسسكو،والاليسكو وغيرهما، فهذه منظمات لها وجودها الممتد في شتى بقاع العالم الإسلامي والعربي عبر اتفاقيتها الرسمية مع وزارات التعليم العالي والتعليم عموما ووزارات الثقافة
وتتمثل الإفادة من هذه المؤسسات في توفير الغطاء الرسمي او الأماكن او الدعم المالي –، اوحتى متابعة بعض التوصيات التي تحتاج الى مؤسسات تتبناها دعما وخبراء وقد رأيت إفادة محدودة النطاق من إمكانات هذه الهيئات
ولايزال المجال رحبا لإفادة التخصصات الشرعية والعربية والدراسات القرآنية على وجه الخصوص من إمكانات هذه المؤسسات عابرة القارات.
هذه بعض الإشارات المختصرة لمثل هذا الموضوع، بعضها ربما ذكر فيما سبق من تعقيبات.
وأخيرا هذه المؤتمرات فرصة للتواصل العلمي،والنقاش والحوار،وتبادل الخبرات،والاطلاع على الاصدرات في الفن ولذا من المقترحات الهامة للإفادة من المؤتمرات:
المعرض العلمي المصاحب للمؤتمر، بأن يطلب من المشاركين عرض إصداراتهم العلمية، وكذلك توفر إدارة المؤتمر الكتب التي صدرت في التخصص في ذلك البلد،عبر التعاقد مع دار نشر تجمع هذه الكتب في التخصص،وهذه خدمة علمية ستكون محفزا على حضور الباحثين وخدمة سيشكرونها لهم ولن ينسوها لهم.
ملاحظة: عذرا د/ عبدالرحمن كنت قد كتبت هذه المداخلة بعد إطلاعي على تعقيب د/ احمد شكري،وقبل أن أرى تعقيبك الأخير،ولكن لم يتسر لي إرسالها إلا اليوم لخلل فني، ولعل فيها شيئا من الإضافة. والله الموفق
قال د/ فهدالرومي حفظه الله:
((وتبقى معاناةٌ خاصةٌ بنا أبناءَ الخليج أَنَّ كثيراً من منظمي المؤتمرات يستضيفون المشاركين، ويكفلون لهم التذاكرَ الداخليَّة والخارجية والسكنى والإقامة، وليس لنا شيءٌ من ذلك، ورأيتُهم في أحد المؤتَمرات يستضيفون مَنْ شارك بالحُضورِ، وأما زميلي الذي قدَّم بَحثاً في المؤتمر فلم يلتزموا له بأدنى شيء، وهذا أمرٌ ظاهرٌ حتى في الفنادق السياحيةِ التي حجزتُ عند أحدها بـ 95 دولاراً، وعندما وصلتُ أخبرني بأنَّ هذا السعر لغير الخليجيين، وأما الخليجي فالسعر 275 دولاراً، وعذراً أَنْ ختمتُ بِما لم أُرِد أن أعرضَ لَهُ، ولكن الحديثَ جَرَّ بعضُه بعضاوتبقى معاناةٌ خاصةٌ بنا أبناءَ الخليج أَنَّ كثيراً من منظمي المؤتمرات يستضيفون المشاركين، ويكفلون لهم التذاكرَ الداخليَّة والخارجية والسكنى والإقامة، وليس لنا شيءٌ من ذلك، ورأيتُهم في أحد المؤتَمرات يستضيفون مَنْ شارك بالحُضورِ، وأما زميلي الذي قدَّم بَحثاً في المؤتمر فلم يلتزموا له بأدنى شيء، وهذا أمرٌ ظاهرٌ حتى في الفنادق السياحيةِ التي حجزتُ عند أحدها بـ 95 دولاراً، وعندما وصلتُ أخبرني بأنَّ هذا السعر لغير الخليجيين، وأما الخليجي فالسعر 275 دولاراً، وعذراً أَنْ ختمتُ بِما لم أُرِد أن أعرضَ لَهُ، ولكن الحديثَ جَرَّ بعضُه بعضا))
وأوافقه فيما ذكر فقد تعرضنا لذلك مرارا،وهذه من المزعجات.
¥