تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فله آثار في النفس لازمة من قبيل الترفع في المجالس، والتقدم على الأقران، وتصعير الخد ....... إلخ.

وإليه أشار في "مختصر منهاج القاصدين" بقوله:

"واعلم: أن التكبر يظهر في شمائل الإنسان، كصفر وجهه، ونظره شزرا، وإطراق رأسه، وجلوسه متربعا ومتكئا، وفي أقواله، حتى في صوته ونغمته، وصيغة إيراده الكلام، ويظهر ذلك أيضا في مشيه وتبختره، وقيامه وقعوده، وحركاته وسكناته، وسائر تقلباته". اهـ

وله آثار لغيره متعدية: فيؤذي الناس بكبره عليهم، فالكبر معدن جملة من الصفات الذميمة كالحسد والحقد على من يسبقه، والشح والبخل خشية أن يتقدم عليه غيره بعلم أو جاه أو مال.

وإليه أشار في "إحياء علوم الدين" بقوله:

"وإنما صار حجابا دون الجنة لأنه يحول بين العبد وبين أخلاق المؤمنين كلها وتلك الأخلاق هي أبواب الجنة والكبر وعزة النفس يغلق تلك الأبواب كلها لأنه لا يقدر على أن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه وفيه شيء من العز ولا يقدر على التواضع وهو رأس أخلاق المتقين وفيه العز ولا يقدر على ترك الحقد وفيه العز ولا يقدر أن يدوم على الصدق وفيه العز ولا يقدر على ترك الغضب وفيه العز ولا يقدر على كظم الغيظ وفيه العز ولا يقدر على ترك الحسد وفيه العز ولا يقدر على النصح اللطيف وفيه العز ولا يقدر على قبول النصح وفيه العز ولا يسلم من الازدراء بالناس ومن اغتيابهم وفيه العز ولا معنى للتطويل فما من خلق ذميم إلا وصاحب العز والكبر مضطر". اهـ

وقد وصل الكبر ببعض رءوس الضلالة إلى أن يؤذي أتباعه فيأمرهم بالسجود له، فقد ذلت النفوس لغير خالقها، فذلت الأبدان تبعا، فصرفت أخص صور العبادة لغير الله جل وعلا: فلا معبود بحق يسجد له إلا هو.

ووصل الكبر بملوك الجور إلى الشموخ بالأنوف التي تستحق الكسر، فلا يقبلون نصحا، وإن كانوا من حماة "الديمقراطية"!، ولا تطيق نفوسهم الخبيثة التي لم تنصح، لا تطيق أي أحد إلى جوارهم، فغمد الرياسة لا يتسع لسيفين، وقد أصيبوا بوسواس الملك، فكل من تقدم عليهم، ولو لم يكن في ملكهم طامعا، فهو محل عنايتهم، وعناية شرطهم وأجنادهم!.

والله أعلى وأعلم.

ـ[عبق الياسمين]ــــــــ[14 - 12 - 2010, 12:05 ص]ـ

جزاكم الله عنا كل خير .. و نفع بعلمكم

اللهم آمين

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[14 - 12 - 2010, 12:18 ص]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:

الأستاذ الفاضل: مهاجر

جزاك الله خيرا، مقال بلاغي قيم، ولكنه بالفعل يحمل معاني عظيمة ونصائح مكنونة، جعله الله في موازين حسناتكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة، ونفع بعلمكم الأمة الإسلامية: اللهم آمين

قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، و العزة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما ألقيه في النار

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 541

خلاصة الدرجة: إسناده رجاله ثقات رجال الصحيح.

اللهم إنا نعوذ بك من الكبر والعجب والغرور والرياء: اللهم آمين

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير