تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما الحكمة من؟]

ـ[بلاغي مبتدئ]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 12:03 ص]ـ

قال تعالى: (عينا يشرب بها عباد الله)

ما الحكمة من قوله تعالى (بها) بدل (منها)؟

وشكرا لمن يساعدني!

ـ[اسامة2]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 09:12 م]ـ

إليك التفصيل.

قال الله تعالى ((إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً# عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً))

فقال أولاً "يشربون من كأس" ب"من" وقال بعدها " عيناً يشرب بها" بالباء.وقد ذهب قسم من النحاة إلى أن الباء ههنا تفيد التبعيض بمعنى " من ". أي يشرب منها , وقيل بل ضمن شرب معنى " روي " أي يرتوي بها وهو أولى.

وفيها معنى آخر وذلك أن قوله " يشرب بها " يدل على أنهم نازلون بالعين يشربون منها , من قولك " نزلت بالمكان " فهو يدل على القرب والشرب , فالتمتع حاصل بلذتي النظر والشراب بخلاف الأول.

جاء في البرهان أن " العين ههنا إشارة إلى المكان الذي ينبع منه الماء نفسه نحو " نزلت بعين " فصار كقوله: مكاناً يشرب به.

قالوا وذلك أنه ذكر صنفين من السعداء:

الصنف الأول: هم الأبرار.

والصنف الآخر: هم الذين سماهم " عباد الله " وهم أعلى مرتبة ممن قبلهم وذلك أن القرآن يستعمل كلمة " عبد " على معنيين:

المعنى الأول: العبودية القسرية وهي التي يشترك فيها كل الخلق كافرهم ومؤمنهم وذلك نحو قوله تعالى ((إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً)) وهذه العبودية ليس فيها فضل لأحد على أحد.

والمعنى الثاني: العبودية الإختيارية وهي أن يجعل الشخص نفسه عبداً خالصاً لله موطناً نفسه ووقته في خدمة مولاه شأن المولى مع سيده في أقل تقدير.

ويتفاضل الناس بمقدار هذه العبودية فكلما كان الشخص أكمل في عبوديته هذه وأتم كان أقرب إلى سيده.

وتطلق هذه الصفة أعني صفة العبودية على أعلى الخلق وهم الأنبياء في مقام التشريف , قال تعالى ((وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبداً)) وقال ((سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)) وقال ((ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكوراً)).

من هذا يتبين أن مرتبة الذين سماهم " عباد الله " أعلى من الأبرار. وقد فرق بين النعيمين , كما فرق بين الصنفين , فقد قال في الأبرار " إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً " وقال في الآخرين " عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً " وأنت ترى الفرق واضحاً بين النعيمين , فقد قال في الأبرار:

1 - انهم يشربون من كأس.

2 - ذكر أن هذه الكأس ليست خالصة بل ممتزجة " كان مزاجها كافوراً ".

وأما الصنف الآخر فهم لا يشربون من كأس يؤتى بها بل يشربون خالصة من العين وهي مرتبة أعلى. ثم قال " يشرب بها " ولم يقل " يشرب منها " أي يرتوون بها هذا علاوة على التمتع بلذة النظر وهم نازلون بالعين.

ـ[بلاغي مبتدئ]ــــــــ[08 - 11 - 2007, 12:17 ص]ـ

شكرا لك يا أسامة

أسقاك الله من هذه العين

آمين

ـ[اسامة2]ــــــــ[08 - 11 - 2007, 01:26 م]ـ

أجمعين.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير