[آن لى أن أسأل وستنهال على الإجابة بإذن الله]
ـ[أحمد الصعيدي]ــــــــ[30 - 03 - 2010, 01:54 م]ـ
كلنا يعرف موضوع الا قتباس فى البلاغة
قد سمعت من أحد طلاب السلف يقول لايجوز الاقتباس من القرآن:)
وكنا لاندرس موضوع الاقتباس فى الجامعة فلذك لم أوجه سؤالى لأحد قبل ذلك قط وهو:-
ما حكم الاقتباس من القران أو الحديث فى النثر أو الشعر؟؟:)
ـ[ذ. مصطفى بادوي]ــــــــ[30 - 03 - 2010, 02:34 م]ـ
يا أخي لست فقيها و لا عالما و ولكن وددت لو قلت لك
و الله تعالى اعلم انه لا ضير من الاقتباس من القرآن الكريم
ولما كان هذا الكتاب الكريم ينطوي على منطق ثنائي القيم او ألاحرى ان نقول منطقا متعدد القيم. "ترهيب""ترغيب""خير""شر" ....
وجب ان نقتبس منه حتى نستشهد به و نضعه كدعامة في نصوصنا التي نحكّم فيها بعض أوجه العقلانية. أي كما لو أن ما يحدث في واقعنا من قضايا تركيبية، لها ما يطابقها في النص الديني القراني من قضايا تحليلية، تسهل مهمة اقامة الشرع و النهي عن المنكر و احلال المعروف بين الناس،:"بغير المعنى الذي نلاحق فيه اخطاء الناس او نتتبع عوراتهم ".
و لكن ذكر المعروف هنا يجب ان يفهم بمعناه القطاعي المتعدد الاوجه "في الدين و الاقتصاد و السياسة و منظومة القيم"الاكسيولوجيا" و حتى في الخلق العام.
و لا ضير على ما يبدو من الاقتباس لما في ذلك من لفت انتباه الغافلين عن ذكر الله، و الاكثر من ذلك شرعنة القضايا الراهنة في ضوء النص القراني.
اما عن النثر و الشعر فلم يسبق لي صراحة ان شاهدت اقتباسا قرآنيا في نص شعري "اللهم الا تلك الواقعة التي قام لها الرأي العام الاسلامي بخصوص "اغنية يوسف و الذئب " لمارسيل خليفة حيث بدا كما لو ان هناك استياءا عاما في صفوف المتتبعين و بالضبط من المآلات التي انتهت اليها الصور الشعرية لمارسيل بحيث جعلت من الذئب أرحم من إخوة يوسف " وحاشا فعلا ان يكون المنطق هكذا، لان الله احكم و اجل و أعلم بنهاية قصة سيدنا يوسف مع الاخوة و الا لكان قد ورد شيئ كثير من الذم لاخوة يوسف في النص القرآني ... وحاشا ان يفهم القارئ قولي على سبيل المقارنة بين "شعر حر؟؟ " و كلام رباني جليل.
و في مستويات اخرى و الله اعلم يبدو لي ان الاقتباس من القرآن في الشعر يبدو استخفافا بقيمة هذا القول المقدس ... و ليس بعد ان كان ذكر الشعر في القرآن الكريم مقرونا بالغواية .. و القول دونما فعل .. و حيثما ان الامور على هذا النحو فالاقتباس على هذا النحو يبدو نوعا ما اعادة انتاج النص القرآني و شعرنته؟ و هذا بنظري غير مقبول.
تحياتي و تقبل مروري ايها الاخ الكريم
ـ[الرويس]ــــــــ[31 - 03 - 2010, 01:08 ص]ـ
إلى الأستاذ أحمد الصعيدي والدكتور مصطفى تحية طيبة وأود أن أقول أن الموضوع الذي تكلم عنه الأستاذ أحمد قد ألف فيه كتاب (الاقتباس أنواعه وأحكامه) للدكتور عبدالمحسن العسكر. وهذا الكتاب أشاد به جمع من المتخصصين في البلاغة.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[31 - 03 - 2010, 03:29 ص]ـ
اقتباس
التّعريف
1 - الاقتباس في اللّغة: هو طلب القبس، وهو الشّعلة من النّار، ويستعار لطلب العلم، قال الجوهريّ في الصّحاح: اقتبست منه علماً: أي استفدته.
وفي الاصطلاح: تضمين المتكلّم كلامه - شعراً كان أو نثراً - شيئاً من القرآن أو الحديث، على وجهٍ لا يكون فيه إشعار بأنّه من القرآن أو الحديث.
«أنواعه»
2 - الاقتباس على نوعين: أحدهما: ما لم ينقل فيه المقتبس «بفتح الباء» عن معناه الأصليّ، ومنه قول الشّاعر:
قد كان ما خفت أن يكونا إنّا إلى اللّه راجعونا
وهذا من الاقتباس الّذي فيه تغيير يسير، لأنّ الآية «إنّا إليه راجعون».
والثّاني: ما نقل فيه المقتبس عن معناه الأصليّ كقول ابن الرّوميّ:
لئن أخطأت في مدحك ما أخطأت في منعي
لقد أنزلت حاجاتي «بوادٍ غير ذي زرعٍ»
فقوله «بوادٍ غير ذي زرعٍ» اقتباس من القرآن الكريم، فهي وردت في القرآن الكريم بمعنى «مكّة المكرّمة»، إذ لا ماء فيها ولا نبات، فنقله الشّاعر عن هذا المعنى الحقيقيّ إلى معنًى مجازيٍّ هو: «لا نفع فيه ولا خير».
«حكمه التّكليفيّ»
3 - يرى جمهور الفقهاء جواز الاقتباس في الجملة إذا كان لمقاصد لا تخرج عن المقاصد الشّرعيّة تحسيناً للكلام، أمّا إن كان كلاماً فاسداً فلا يجوز الاقتباس فيه من القرآن، وذلك ككلام المبتدعة وأهل المجون والفحش.
قال السّيوطيّ: لم يتعرّض له المتقدّمون ولا أكثر المتأخّرين، من الشّافعيّة مع شيوع الاقتباس في أعصارهم واستعمال الشّعراء له قديماً وحديثاً، وقد تعرّض له جماعة من المتأخّرين، فسئل عنه الشّيخ العزّ بن عبد السّلام فأجازه، واستدلّ له بما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من قوله في الصّلاة وغيرها: «وجّهت وجهي
» إلخ.
وقوله: «اللّهمّ فالق الإصباح وجاعل اللّيل سكناً والشّمس والقمر حسباناً اقض عنّي الدّين وأغنني من الفقر».
وفي سياق الكلام لأبي بكرٍ «وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون».
وفي حديثٍ لابن عمر
«لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة».
وقد اشتهر عند المالكيّة تحريمه وتشديد النّكير على فاعله، لكن منهم من فرّق بين الشّعر فكره الاقتباس فيه، وبين النّثر فأجازه.
وممّن استعمله في النّثر من المالكيّة القاضي عياض وابن دقيق العيد وقد استعمله فقهاء الحنفيّة في كتبهم الفقهيّة.
4 - ونقل السّيوطيّ عن شرح بديعيّة ابن حجّة أن الاقتباس ثلاثة أقسامٍ:
الأوّل: مقبول، وهو ما كان في الخطب والمواعظ والعهود.
والثّاني: مباح، وهو ما كان في الغزل والرّسائل والقصص.
والثّالث: مردود، وهو على ضربين.
أحدهما: اقتباس ما نسبه اللّه إلى نفسه، بأن ينسبه المقتبس إلى نفسه، كما قيل عمّن وقع على شكوى بقوله: «إنّ إلينا إيابهم، ثمّ إنّ علينا حسابهم».
والآخر: تضمين آيةٍ في معنى هزلٍ أو مجونٍ.
قال السّيوطيّ: وهذا التّقسيم حسن جدّاً، وبه أقول.
الموسوعة الفقهية الكويتية
¥