تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[استفسار بخصوص تفسير آية 32 من سورة النساء ..]

ـ[أوراق الوجد]ــــــــ[14 - 05 - 2010, 10:29 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كماهو الموضوع واضح من عنوانه لدي استفسار بخصوص قوله تعالى:

(ولا تتمنوا مَا فضَّل الله به بعضكم على بعض للرجالِ نصيبٌ مِمَّا اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إنَّ اللهَ كانَ بكلِّ شيءٍ عليماً) [النساء: 32].

ذكر سبحانه التفضيل في قوله مافضل به بعضكم على بعض وقد فسره العلماء بتفضيل الرجال على النساء ونهيهن عن تمني فضل الرجال ونهي الناس عامة عن تمني مافضل بعضهم على بعض من تفاوت في الأرزاق وغيره.

وفي تمام الآية يقول للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وهذا يعني حسب فهمي القاصر أن للنساء أمورا فضلن بها على النساء منها وجوب النفقة عليهن و منها تفضيل الأم على الأب وغير ذلك ..

سؤالي يقول:

معنى الآية اللغوي ألا يقتضي أن النهي عن تمني مافضل الله بعضنا على بعض يقع على الرجال أيضا وليس كما يذكر عموم المفسرون أن معنى الآية هو نهي للنساء عن تمني مافضل الله به الرجال ولا يذكرون أن فيه أيضا نهي للرجال عن تمني مافضلت به النساء؟

فالله سبحانه لم يخص النساء بالنهي فلم يقل سبحانه ولاتتمنين بل خاطب الجميع رجالا ونساء أفلا يعني ذلك أن الرجل منهي أيضا عن تمني مافضلت به النساء؟

وجزاكم الله خيرا ..

ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[15 - 05 - 2010, 08:57 ص]ـ

الأخت الفاضلة،

سبب نزول الآية يؤيد بوضوح ما ذهب إليه عموم المفسرين وجمهورهم ... فقد روى مجاهد قول أم سلمة: "أيْ رسول الله! أيغزو الرجال ولا نغزو، وإنما لنا نصف الميراث؟ " فنزلت: "ولا تتمنوا ما فضل الله .. " رواه الطبري، والإمام أحمد، والحاكم وغيرهم. ولم يخرج المفسرون عن سياق الآية وخصوصيتها ...

ومن ناحية أخرى فإن التمني تمنيان ... تمن ممكن ... وتمن مستحيل وغير ممكن ...

فأما التمني الممكن فهو نوعان ... النوع الأول هو الغبطة ... وهو أن تتمنى ما يفضلك به غيرك ويتميز به عليك من دون أن تتمنى زواله ... وهو تمن محمود لا سوء فيه ... وأما النوع الثاني فهو الحسد ... وهو أن تتمنى ما يفضلك به غيرك ويتميز به عليك مع تمنى زواله ... وهو تمن مذموم منهي عنه ...

وأما التمني المستحيل وغير الممكن ... فهو أن تتمنى ما يفضلك به غيرك ويتميز به عليك من الأمور المستحيلة وغير الممكنة الحصول ... كأن يتمنى الرجل لو كان امرأة ... أو أن تتمنى المرأة لو كانت رجلا ... فهو تمن باطل ومستحيل ... أو أن تتمنى أمرا مخالفا لما هو ثابت من الدين بالضرورة ... فهو أيضا تمن باطل لا يجوز ...

فالنهي في الآية الكريمة عموما هو عن التمني الباطل ... وهذا التمني الباطل لا يكون إلا في حالة الرجل والمرأة ... وقد يكون التعميم الذي ذهبت إليه جائزا بدليل ما ورد في الفقرة السابقة ... علما بأن هذا النوع الخاص من التمني الباطل لا يصلح أن يكون بين رجل ورجل آخر ... أو بين امرأة وامرأة أخرى ... وذلك لأنه كما يبدو تمن مذموم باطل لأمر مستحيل الحصول ...

والله أعلم،

منذر أبو هواش

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير