تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

القانون الإسرائيلي على كل من يخالف في المكان وتطبيق جزئي لقوانين التخطيط والبناء، وحق الدخول إلى هار هبيت من ضمنها الحق الطبيعي لليهود بممارسة شعائرهم الدينية في المكان لكن الحكومة لا تطبق هذا الحق نتيجة سياسة الحكومة التي تخشى قيام مظاهرات وغضب في العالم الإسلامي.

ومنحت السيطرة على هار هبيت لرجال الدين الفلسطينيين - بمشاركة أردنية بعد عام 1948 - . وبعد قيامها عينت السلطة الفلسطينية رئيس المجلس الإسلامي الأعلى حسن طهبوب وزيرا للأوقاف ومفتي من قبلها وذلك للحد من نشاط المفتي الحالي الذي عينته الأردن، وحتى الأشخاص الذين عينتهم الأردن (ما زال الأردن يمنح موظفي الأوقاف في القدس رواتبهم) فهم من السكان الفلسطينيين المحليين الذين يضطرون وقت الخلافات “تعديل النهج ” مع السلطة الفلسطينية لسيطرتها على وسائل الضغط والتهديد. وحدت سيطرة الفلسطينيين على المكان وقدرتهم على تحريك الجماهير الفلسطينية في الأحداث السياسية الهامة من سيادة إسرائيل في المكان في عدة مجالات على الرغم من قدرة إسرائيل على استخدام قوات الشرطة والجيش لتطبيق سيطرتها في كل الأمور من الناحية النظرية، ولا تعترف إسرائيل بمكانة “شبه سيادية” للمسلمين في أي مكان بهار هبيت مثلما كان الوضع عليه خلال الانتداب البريطاني، ولم تمنح إسرائيل أي مكان في هار هبيت أية حصانة. غير أن إسرائيل تأخذ المواجهة مع الفلسطينيين بعين الاعتبار دائما وتتساءل: هل تطبيق السيادة في موضوع معين سيعرض للخطر الأمن العام، وما هي الخطوات التي سيتخذها المجتمع الدولي والدول الإسلامية في حال القيام بأي خطوة مثل السماح لليهود بممارسة الشعائر الدينية في هار هبيت - لأنه لا يسمح لهم الصلاة خوفا من الاحتجاجات الإسلامية والفلسطينية مما يعرض الأمن العام للخطر.

ومنذ عام 1967 لا ترفع الأعلام الإسرائيلية في هار هبيت كرمز لسيادة إسرائيل في المكان. ويذكر أن وزير الدفاع موشيه ديان أمر بإنزال العلم الإسرائيلي من على هار هبيت بعد احتلاله بشكل مباشر 10، وفي الحالات التي جرت في هار هبيت مظاهرات سياسية رفع الفلسطينيون خلالها أعلام م. ت. ف وفي بعضها تم إحراق علمي إسرائيل والولايات المتحدة بشكل تظاهري. وعليه، أعاقت اعتبارات الأمن العام - أي الخوف من مواجهات تؤدي إلى سكب دماء - تدخل الشرطة في مثل هذه الأحداث.

ورغم اعتبار هار هبيت مكانا مقدسا إلا أنه يستخدم في بعض الأحيان كمركز تجمع للمظاهرات التي تقوم بها جهات إسرائيلية وخصوصا جهات فلسطينية. وعلى نفس الصعيد تقوم بعض الجهات اليهودية مثل حركتي ” أمناء جبل الهيكل ” و “حي وقييم ” بمظاهرات ومسيرات وإقامة صلوات قرب أبواب المكان الخارجية محاولة خلالها الدخول بشكل تظاهري إلى هار هبيت. وعلى سبيل المثال قام نشطاء أمناء جبل الهيكل بمسيرة في 16 تشرين أول من عام 1989 حاولوا خلالها وضع حجر الأساس “للهيكل الثالث” الامر الذي تطلب تدخل الشرطة لمنع المسيرة من الدخول، لكن المسيرة توجهت إلى سلوان وهناك اصطدمت بالمسلمين الذين يخشون من توجهات اليهود الداعية للسيطرة على هار هبيت وهدم المساجد وبناء الهيكل، وفي البيان الذي وزعه المجلس الإسلامي ذكر ” أن المسجد الأقصى الأسير معرض للخطر ” 11. ومن أجل المحافظة على حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة وممارسة الشعائر الدينية تضطر الشرطة إلى إقامة اتصالات مع الحركات اليهودية المتطرفة مثل أمناء جبل الهيكل، الأمر الذي يفسره المسلمين دعما من الحكومة لنشاطات هذه الجماعات 12.

ومن جهة أخرى، في حالات غير قليلة استغل المكان المقدس بصورة سيئة من قبل الجهات الفلسطينية من أجل القيام بمظاهرات سياسية ضد إسرائيل وسياستها مثل البيانات المحرضة من قبل الأئمة وموظفي الأوقاف المسلمين فمثلا جرت بهار هبيت في شهر شباط من عام 1987 مظاهرات تأييد للفلسطينيين في لبنان - تطورت المظاهرات إلى أحداث عنيفة جرح خلالها بعض أفراد الشرطة13. ومنذ بداية العام الأول للانتفاضة ازدادت المظاهرات من هذا النوع وخصوصا بعد صلوات أيام الجمع حيث تطلق فيها شعارات معادية لإسرائيل وترفع أعلام م. ت. ف وفي المقابل يتم احراق أعلام إسرائيل والولايات المتحدة وإلقاء الحجارة على قوات الأمن والمصلين اليهود في باحة الحائط

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير