تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أقوم بفتح النفق بالقريب العاجل ”. وردا على ذلك بعث الشيخ عبد العظيم سلهب في 3/ 2/1996 رسالة ذكر فيها ” … هذا المكان (إسطبلات سليمان) هو مثل المسجد (المقصد هنا بوابات هار هبيت) تفتحها الأوقاف في الأوقات والظروف التي تراها مناسبة وهي غير محددة بالوقت والزمان أو متعلقة بظروف معينة كالتي تطرحها في رسالتك … وموقف المجلس الإسلامي والأوقاف واضح فيما يتعلق بفتح النفق، وهذا الأمر سيؤدي إلى خلق أجواء من التوتر وعدم الرضا ويؤدي إلى أضرار اقتصادية وإلى تشويه صورة المدينة أمام زائريها من كل أنحاء العالم، وعليه فإننا نطالب بعدم فتح النفق. وقد أوصى وزير الأمن الداخلي بعدم فتح النفق طالما لم يوافق مندوبي الأوقاف على ذلك. ولم يتم فتح النفق نتيجة موجة الأعمال الإرهابية التي قامت بها حماس والجهاد الإسلامي بل تم تأجيلها الى وقت مناسب اكثر لفتحه16.

وخلاصة القول، لا يوجد اعتراف متبادل من قبل الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني (والمسلمون الآخرون) لقضية السيادة، كما أن الطرفين لم يعترفا بحقوق كل طرف في المكان، ومكن هذا الوضع الطرفين من تنفيذ ترتيبات، بعضها منسق وبعضها الآخر مبني على موازين القوى، بحيث يحافظ كل طرف على مصالحه الحيوية جدا ويضع أمامها خطوط حمراء تجبر الطرف الآخر على احترامها.

2 - حق الوصول وحق الصلاة

بعد حرب الأيام الستة حددت الحكومة الإسرائيلية سياستها فيما يتعلق بهار هبيت حيث سمحت للمسلمين بإدارة هار هبيت من الداخل، وفي نفس الوقت سمحت لليهود بزيارة المكان من دون إقامة الصلوات. ومنعت الحكومة صلاة اليهود الجماعية في هار هبيت وفي أحيان أخرى منعت حتى صلاة الفرد الغير تظاهرية.

ويعتبر قانون المحافظة على الأماكن المقدسة أحد أهم التغييرات التي حدثت بعد عام 1967 لأنه يضمن حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة ومن ضمنها هار هبيت 17. وعلى الرغم من عدم ذكر حرية العبادة في هار هبيت إلى أن محكمة العدل العليا أوضحت في عدد من المناسبات أن حرية العبادة هي حق طبيعي وواضحة في قانون حرية الأديان، وعليه لا تعني حرية الوصول إلى المكان المقدس شيئا من غير ممارسة حرية العبادة فيه18.

وكما ذكر، فإن الحاخامية في إسرائيل وضعت شاخصات في مدخل هار هبيت تحذر كل يهودي من الدخول إليه اعتمادا على فتوى تحرم دخوله ” التوراة تمنع الدخول خشية تدنيس الهيكل ”، غير أن هذه الفتوى غير معتمدة عند بعض الشخصيات والجماعات الدينية مثل الحاخام الرئيسي السابق للجيش الإسرائيلي الذي عرض في شهر حزيران من عام 1967 أمام اجتماع ضم حاخامات عسكريين نتائج بحث أجراه في هار هبيت أوضح فيه أن القياسات التي أجراها في المكان أثبتت وجود أماكن معينة يجوز لليهود الصلاة فيها 19،وبعد ثلاثة أيام من اجتماعهم قام الحاخام غورن بأداء صلاة الراحة في هار هبيت بمشاركة 50 شخص من الحاخامية العسكرية والطلاب، واحضر المصلين معهم الخزانة المقدسة ونفخوا في البوق، وأعلن غورن في نفس المكان عن نيته أداء صلاة جماعية في هار هبيت، وردا على ذلك أعلن قائد المنطقة الوسطى المسئول عن الأمن والنظام العام في المكان، انه سيأمر الشرطة العسكرية بطرد الحاخام غورن من هار هبيت إذا حاول إجراء صلاة جماعية في المكان. وبناء على أوامر وزير الدفاع ألغى الحاخام غورن نيته إقامة صلاة جماعية في المكان 20، وبعد أن اعتزل غورن الحياة العسكرية سمح وزراء الدفاع له إجراء صلاة جماعية في الطابق الثاني من مبنى المحكمة، الدخول إليه من خارج محيط هار هبيت، الذي يقع جزء منه داخل هار هبيت وتسيطر عليه شرطة حرس الحدود. واعتاد الحاخام غورن على أداء الصلاة مرتين في العام - الأولى في عيد نزول التوراة، والثانية في يوم الغفران. ووعد الحاخام غورن من بعض وزراء الدفاع إنشاء مدرسة دينية في مبنى المحكمة، لكن الامر لم يتم تنفيذه. وخلال الفترة التي شغل فيها الجنرال موشيه ليفي قائدا للمنطقة الوسطى سمح بتجهيز غرفتين لاستخدامها كنيس في مبنى المحكمة وحتى انه شارك بين الفينة والأخرى في الصلوات 2.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير