6 - تأليف الكتب الميسِّرة لتعليم قواعد اللغة العربية والتدريب على الأساليب الصحيحة، وقد كتب في ذلك "النحو الأساسي"، و"التدريبات اللغوية والقواعد النحوية".
7 - فتح آفاقا جديدة في مجال الدرس اللغوي، وتناول موضوعات طريفة لم تسبق دراستها مع جاذبيتها وأهميتها للمثقف العام؛ مثل تاريخ اللغة العربية في مصر، واللغة واللون، واللغة واختلاف الجنسين.
8 - عرض نشاطه اللغوي الذي قدمه من خلال عضويته لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وقد تمثل ذلك في كتابه "أنا واللغة والمجمع".
9 - مراجعاته التوثيقية لبعض الكتب التراثية، مثل مراجعته لثلاثة أجزاء من "معجم تاج العروس" للزبيدي، وكتاب "الموضح في التجويد" لعبد الوهاب القرطبي.
جهود رائدة في الدراسات القرآنية
تنوع عطاء المرحوم الدكتور أحمد مختار عمر في مجال الدراسات القرآنية على مجالين أساسين:
أ - القراءات القرآنية: فقد أخرج بالاشتراك مع الدكتور عبد العال سالم سنة 1985 "معجم القراءات القرآنية" في ثمانية أجزاء، مع تقديم طويل يكاد يكون كتابا في تاريخ القرآن الكريم والقراءات وأشهر القراء، أعقبتها قائمة بمراجع تبلغ ما يقرب من تسعين مرجعا. ويحوي هذا المعجم ثروة لغوية ضخمة لا يستغني عنها دارس للغة العربية، وقد اعتمد هذا المعجم على عدد كبير من المصادر، روعي فيها استيعاب المصادر الرئيسة للقراءات السبع والعشر والأربع عشر والشاذة؛ مثل السبعة لابن مجاهد، والتيسير للداني، والحجة لابن خالويه، والمحتسب لابن جني وغيرها. كما اشتملت على المصادر الرئيسة في التفسير وإعراب القرآن مثل معاني القرآن للفراء، ومعاني القرآن للأخفش، وإعراب القرآن المنسوب للنحاس، ومفاتيح الغيب للرازي، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي. كما رتبت القراءات على حسب ترتيب المصحف، مع الاعتماد أساسا على قراءة حفص.
ثم أخرج الدكتور أحمد مختار عمر سنة 2002 المعجم الموسوعي لألفاظ القرآن الكريم وقراءاته، وهو يجمع بين العمل التفسيري والفهرسي، ويتميز بلغة سهلة مبسطة تفيد العامة كما تفيد الخاصة؛ لاستيعابه ما سبق من جهود قديمة وحديثة في هذا المجال.
ب - لغة القرآن والتفنن فيها: ونجد في هذا الباب كتابه "لغة القرآن .. دراسة توثيقية فنية" سنة 1993، وكتابه "دراسات لغوية في القرآن الكريم وقراءاته" سنة 2001، وكتابه "أسماء الله الحسنى .. دراسة في البنية والدلالة" سنة 1997 وكتابه "الاشتراك والتضاد في القرآن الكريم .. دراسة إحصائية" سنة 2002. وفي هذه الكتب الأربع يتجلى العالم اللغوي الذي ترجم وتابع وراد طرقا غير مسبوقة في البحث اللغوي العربي الحديث، وهو يستكنه أسرار الإعجاز القرآني بأدوات بحث أصيلة أرسخ ما تكون الأصالة، ومعاصرة أفضل ما تكون المعاصرة، لا يفارقه الاجتهاد والاستنباط (حضور الباحث وواجبه) في تناوله لمختلف المسائل؛ ففي كتابه عن الأسماء الحسنى المشار إليه يلاحظ ورود بعض الأسماء مقترنة بأضدادها مثل "الأول والآخر، والمبدئ والمعيد، والظاهر والباطن ... إلخ"، وجاء البعض الآخر من الأسماء والصفات متلازما لتقوية المعنى مثل "الرحمن الرحيم، العزيز الجبار، الخالق البارئ، السميع البصير"، ويلاحظ أن اسم "الرحمن" كان معروفا إطلاقه على الله من قبل الإسلام؛ فقد ورد في شعر امرئ القيس والأعشى، كما أنه الاسم الذي اختاره النبي صلى الله عليه وسلم لعبد عوف بعد إسلامه؛ فقد سماه عبد الرحمن بن عوف، وهو مما يختص به الله تعالى؛ فلا يأتي إلا مسبوقا بـ"عبد"، ولا يوصف به أحد مثل اسم "رب " أو "رحيم"؛ فقد وصف الله النبي في كتابه بأنه "رءوف رحيم"، وتضاف لفظة "رب" بمعنى صاحب إلى غيرها.
ومن الآثار الطيبة للراحل الجليل معجمه عن "ألفاظ الحضارة في القرآن الكريم"؛ وهو يدل على وعي ثقافي رائد للراحل الجليل تسعى بصدق من أعماق التخصص لنفض الافتراءات على الإسلام وحضارته، من خلال اللغة التي أكد أحمد مختار عمر دائما على أنها حامل الثقافة وعلامة الحضارة في غير تعصب أو اختزال.
أخلاق العلماء
يقول الأستاذ عاطف بركات أول مدير لمدرسة القضاء الشرعي: "إن الأستاذ ينبغي أن ينزل من تلامذته منزل الوالد من ولده حبا، والشيخ من مريديه قدوة وهيبة". وقد كان الدكتور أحمد مختار عمر أستاذا مهيبا ووالدا رحيما؛ يرحم حين يشتد، ويشتد حين يرحم، يرفض في العمل الخفة والتزاكي، كما يثني على الجهد الطيب نقدا وإضافة، منكرا لذاته غير مقدس لها، متواضعا في غير ضعف، وشجاعا في غير تهور، أشهد أن الروح النقدية لأوضاع البحث العلمي في مصر وصغارات كثير من القائمين عليها كانت تستفزه دائما، ولكن كان الغاضب للعلم الذي لا يفارق الأدب والهدوء منطقه. عرفته المؤسسات التي تعامل معها جادا متجردا للعمل؛ وهو ما أتاح له أن يكون الأبرز والأكثر إنتاجا وسط المعجميين العرب المعاصرين، ليس من هؤلاء الذين يسيل لعابهم لوسائل الإعلام أو أصحاب النفوذ، يشهد بذلك كل من عرفه. ففي أحد المشاريع التي كانت تشرف عليها مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، توقف العمل فترة مؤقتة، واستمرت مكافأته، فطلب من أمينها العام -الكاتب الكبير عبد العزيز السريع الذي يشهد بذلك- وقف مرتبه لأنه لا يقوم بما يكافئه، هذا هو الورع والصرامة التي صار يفتقدها البعض ممن ينتمون للمجال الأكاديمي والثقافي في مصر الآن. وقد توفي رحمه الله يوم الجمعة 4 - 4 - 2003، وصدر عن مؤسسة البابطين للإبداع الشعري كتاب تذكاري، شارك فيه عدد كبير من أصدقائه وتلامذته وعارفيه عام 2004، ولا يملك عارفو هذا الرجل إلا أن يتوجهوا لهذه المؤسسة بالشكر والامتنان لما قامت به من جهد وإتاحة الفرصة لهم للاعتراف بجميل هذا الرائد العاشق للعربية.
إسلام أون لاين.
¥